العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 31-03-2008, 09:04 AM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

الموقف الرابع : سرعة الاستجابة لأمر الله ، وشدة التصديق لكلام الله :-

كانت المواقف السابقة متعلقة بالرجال من الصحابة ، وهذا الموقف الذي أختم به يتعلق بنساء الصحابة ، وهو موقف رائع يدل على قوة الإيمان وشدة التصديق لكتاب الله . فعن صفية بنت شيبة ؛ قالت : بينما نحن عند عائشة ؛ قالت : فذكرنا نساء قريش وفضلهن . فقالت عائشة – رضي الله عنها - : " إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار ، أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنـزيل ، لقد أنزلت سورة النور: ] وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [(النور: 31) ، انقلب رجالهن عليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ، فاعتجرت به ؛ تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معتجرات ، كأن على رؤوسهن الغربان " (22).
فهذه الآية نزلت بالليل ، فلم ينتظرن حتى الصباح ، بل شققن الثياب وصنعن الخمر وصلين خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مختمرات ، فرضي الله عنهن . وسبحان الله ... ما أطهرها من قلوب وما أنقاها من نفوس ! .
قارن بين هذا الموقف وبين من تقول لها : تحجبي ، والزمي أمر ربك ، فتقول لك : نعم ، الحجاب حق ، ولكن بعد الزواج سأتحجب ! أو لا تلتزم بالحجاب ، ولا تمتثل أمر الله (23).
فرحم الله نساء الأنصار ، ورحم الله الصحابة جميعاً ، ورضي الله عنهم . ( لقد جعلوا القرآن العظيم ربيع قلوبهم ، وتعاملوا معه معاملة صحيحة ، فخلعوا الراحات ، وأعطوا المجهود في الطاعات ، فكانوا كما عناهم القائل :
منع القرآن بوعده ووعيده * مِقلَ العيون فليلها لا تهجع
فَهِموا عن الملك الكريم كلامه * فَهْماً تذل لـه الرقاب وتخضع
لقد خالط القرآن الكريم لحومهم ودمائهم ، فوضعوه على افئدتهم فانفرجت ، وضمّوه إلى صدورهم فانشرحت ، فجعلوه لظلمتهم سراجاً ، ولنومهم مهاداً ، ولسبيلهم منهاجاً ) (24).
والمواقف في مثل هذا عن الصحابة كثيرة ؛ ولكن اكتفيت بما سبق خوفاً من الإطالة . ولعلّ الله أن يعين على جمعها ودراستها في بحوث أخرى موسعة ومحررة ومجوّدة .
وأخيراً ؛ أختم هذه التأملات بالنتائج التالية :
أولاً : أهمية البحث في هذا الموضوع المهم – وهو التفسير العملي لآيات القرآن الكريم - ؛ وذلك لحاجتنا إليه ، ولقلة من أفراده بالبحث والتأليف .
ثانياً : لا غنى للمفسر عن الرجوع إلى كتب السيرة وكتب السنة حتى يستطيع أن يعرف كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يفهمون آيات القرآن الكريم ، ويطبقونه في واقعهم حسب فهمهم لها وتأثرهم بها .
ثالثاً : ( إن أي ناظر في كتب أسباب النـزول وفي سيرة رسول الله عليه السلام وفي مغازيه وجهاده ، وفي الكتب التي تحدثت عن حياة الصحابة وطبقاتهم ومناقبهم وسيقف على ثروة ضخمة لهؤلاء الكرام يصدق عليها أنها تفسير عملي للقرآن الكريم فلماذا نستبعد كل هذه الثروة الغنية ، ونكتفي بألفاظ وكلمات يسيرة منقولة عنهم في تفسير القرآن ؟ وكثير منها لم يصح سنده ؟! .
فعلى القارئ المتدبر للقرآن أن يوسع التفسير ، وأن يدخل فيه كل سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومغازيه ، وشمائله وفضائله ، وكل ما صح عن حياة الصحابة بالقرآن ، وجهودهم وجهادهم لأن يبقوا على القمم التي وضعهم عليها القرآن وعندها يستفيد هذا القارئ فائدة تفسيرية وتربوية وسلوكية وإيمانية وعلمية ) (25).
رابعاً : ( على القارئ أن لا يخلط بين الوسائل والغايات ، وأن لا يجعل من الوسائل غايات ، فكم سيخسر لو فعل ذلك !! .
إن كل ما يستخدمه أثناء التلاوة لا يعدو أن يكون وسائل توصله إلى غاية واحدة محددة . التلاوة ، والتدبر والنظر ، وما يحصل عليه من حقائق ولطائف ومعلومات وتقريرات ، وما ينقدح في قلبه من أفهام ومبادئ وآراء ، والاطلاع على التفاسير ، والحياة مع القرآن لحظات أو ساعات هذه كلها لا يجوز أن تكون إلا وسائل لغاية ، ولا يمكن أن تكون بحد ذاتها غايات .. لأنه إن وقف عندها واكتفى بتحقيقها وتحصيلها فلن يحيا بالقرآن ولن يعيش مع القرآن ولن يدرك كيفية التعامل مع القرآن ! .
ونحن نعلم أن من المسلمين من يكتفي بها ، ويقعد عنها ، ويجعلها هي الهدف المرجو والغاية المطلوبة ، لكن هؤلاء لم يفهموا القرآن ، ولم يعيشوا به )(26) !!
وأخيراً ، أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين به ، ونسأله سبحانه أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا إنه هو الجواد الكريم .







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية