![]() |
الموقف الرابع : سرعة الاستجابة لأمر الله ، وشدة التصديق لكلام الله :-
كانت المواقف السابقة متعلقة بالرجال من الصحابة ، وهذا الموقف الذي أختم به يتعلق بنساء الصحابة ، وهو موقف رائع يدل على قوة الإيمان وشدة التصديق لكتاب الله . فعن صفية بنت شيبة ؛ قالت : بينما نحن عند عائشة ؛ قالت : فذكرنا نساء قريش وفضلهن . فقالت عائشة – رضي الله عنها - : " إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار ، أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنـزيل ، لقد أنزلت سورة النور: ] وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [(النور: 31) ، انقلب رجالهن عليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ، فاعتجرت به ؛ تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معتجرات ، كأن على رؤوسهن الغربان " (22).
فهذه الآية نزلت بالليل ، فلم ينتظرن حتى الصباح ، بل شققن الثياب وصنعن الخمر وصلين خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مختمرات ، فرضي الله عنهن . وسبحان الله ... ما أطهرها من قلوب وما أنقاها من نفوس ! . قارن بين هذا الموقف وبين من تقول لها : تحجبي ، والزمي أمر ربك ، فتقول لك : نعم ، الحجاب حق ، ولكن بعد الزواج سأتحجب ! أو لا تلتزم بالحجاب ، ولا تمتثل أمر الله (23). فرحم الله نساء الأنصار ، ورحم الله الصحابة جميعاً ، ورضي الله عنهم . ( لقد جعلوا القرآن العظيم ربيع قلوبهم ، وتعاملوا معه معاملة صحيحة ، فخلعوا الراحات ، وأعطوا المجهود في الطاعات ، فكانوا كما عناهم القائل : منع القرآن بوعده ووعيده * مِقلَ العيون فليلها لا تهجع فَهِموا عن الملك الكريم كلامه * فَهْماً تذل لـه الرقاب وتخضع لقد خالط القرآن الكريم لحومهم ودمائهم ، فوضعوه على افئدتهم فانفرجت ، وضمّوه إلى صدورهم فانشرحت ، فجعلوه لظلمتهم سراجاً ، ولنومهم مهاداً ، ولسبيلهم منهاجاً ) (24). والمواقف في مثل هذا عن الصحابة كثيرة ؛ ولكن اكتفيت بما سبق خوفاً من الإطالة . ولعلّ الله أن يعين على جمعها ودراستها في بحوث أخرى موسعة ومحررة ومجوّدة . وأخيراً ؛ أختم هذه التأملات بالنتائج التالية : أولاً : أهمية البحث في هذا الموضوع المهم – وهو التفسير العملي لآيات القرآن الكريم - ؛ وذلك لحاجتنا إليه ، ولقلة من أفراده بالبحث والتأليف . ثانياً : لا غنى للمفسر عن الرجوع إلى كتب السيرة وكتب السنة حتى يستطيع أن يعرف كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يفهمون آيات القرآن الكريم ، ويطبقونه في واقعهم حسب فهمهم لها وتأثرهم بها . ثالثاً : ( إن أي ناظر في كتب أسباب النـزول وفي سيرة رسول الله عليه السلام وفي مغازيه وجهاده ، وفي الكتب التي تحدثت عن حياة الصحابة وطبقاتهم ومناقبهم وسيقف على ثروة ضخمة لهؤلاء الكرام يصدق عليها أنها تفسير عملي للقرآن الكريم فلماذا نستبعد كل هذه الثروة الغنية ، ونكتفي بألفاظ وكلمات يسيرة منقولة عنهم في تفسير القرآن ؟ وكثير منها لم يصح سنده ؟! . فعلى القارئ المتدبر للقرآن أن يوسع التفسير ، وأن يدخل فيه كل سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومغازيه ، وشمائله وفضائله ، وكل ما صح عن حياة الصحابة بالقرآن ، وجهودهم وجهادهم لأن يبقوا على القمم التي وضعهم عليها القرآن وعندها يستفيد هذا القارئ فائدة تفسيرية وتربوية وسلوكية وإيمانية وعلمية ) (25). رابعاً : ( على القارئ أن لا يخلط بين الوسائل والغايات ، وأن لا يجعل من الوسائل غايات ، فكم سيخسر لو فعل ذلك !! . إن كل ما يستخدمه أثناء التلاوة لا يعدو أن يكون وسائل توصله إلى غاية واحدة محددة . التلاوة ، والتدبر والنظر ، وما يحصل عليه من حقائق ولطائف ومعلومات وتقريرات ، وما ينقدح في قلبه من أفهام ومبادئ وآراء ، والاطلاع على التفاسير ، والحياة مع القرآن لحظات أو ساعات هذه كلها لا يجوز أن تكون إلا وسائل لغاية ، ولا يمكن أن تكون بحد ذاتها غايات .. لأنه إن وقف عندها واكتفى بتحقيقها وتحصيلها فلن يحيا بالقرآن ولن يعيش مع القرآن ولن يدرك كيفية التعامل مع القرآن ! . ونحن نعلم أن من المسلمين من يكتفي بها ، ويقعد عنها ، ويجعلها هي الهدف المرجو والغاية المطلوبة ، لكن هؤلاء لم يفهموا القرآن ، ولم يعيشوا به )(26) !! وأخيراً ، أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين به ، ونسأله سبحانه أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا إنه هو الجواد الكريم . |
جزاك الله خير بارك الله فيك وانار الله قلبك ان شاء الله وجعلها من موازين اعمالك |
جزاك الله خير الجزاء اثابك الله |
اشكر الجميع على المتابعة والمرور
وجزاكم الله خيرا |
يعطيكـ الف عافيهـ بانتظارجديدكـ الرائع،، رووبــــــــي |
جزاك الله عنا كل خير مشرفنا الراقي دامبيش وقفك الله لما يحب ويرضاه |
دامبيش سلمت ااناملك وبارك فيك وجزاك الجنان وغفر لك وجعل مقرك الفردوس الاعلى وجعله في موازين حسناتك |
جــزٍٍِأإك أإلـلـه خيـ‘ـرٍ عـ‘ـلـىى أإلـطـرٍٍِح أإلـقـ‘ـيـم
تـسـلـم يـمـنـأإك عـ‘ـلـىى أإلـطـرٍِح تـقبـل مرٍٍِِوٍٍِرٍٍِىىى |
[S]
جزاك الله خير [/S]تقبل مروري |
اشكر الجميع على المتابعة والمرور
وجزاكم الله خيرا |
الساعة الآن 10:54 PM. |