عندما أستقل أخي الطائرة المغادرة من جدة إلى أرض الجنوب ..
وتركني بصحبة صديقنا الآخر ..محــمد ‘
أحسست بلوعة الفـراق ‘ ومحمد أيضا ‘ قد أحس بلوعة الفراق ..
فقد كنا ثلاثتنا كدوح .. جذور أغصان ..وأوراق
تتالت الأيام ‘ وأعتدنا أنا ومحمد على وجودنا
وأمضيــنا رزنامة الليالي .. سويا ..
اليوم أيضا محـمد أستقل طائرة هو الآخر ..
وبقيت لوحدي وبصحبة اثنين من الاصدقاء الجدد ..
لاب ..وكونكت ! ولأنني أحب الســفر لكنني لا أعلم ما الفائدة منه في أوقات أخرى !
رحلوا وأجبروني على إطفاء الإنارة الزائدة عن الحاجة !
رحلوا وتركوني أنظر لألعاب الفيــديو..و ورق البـلوت ..وعلبة الشاطرنج
دون أن ألتهي بها ! رحلوا ‘ ولا أعلم .. متى سأعتاد وجودي لوحدي ..
دون أن أصحو صباحا ولا يتعارك معي أحد ..!
رحلوا يا ماجد رحلوا ‘ لكنني لم أخبرهم أنني سأفقدهم كثيـرا كثيرا ..
وأنه وربي .. ( لهم وحشة ) !
وبالأخص محــمد ‘ فآخر الجروح .. أنكئها !
لا عليــنا ...
ولا مادياته ولا هم يرفلون ..
قد تكون المشكلة ..
أنني قادر على أن لا أتزوج
لكنها ليست كذالك ..
ولا أحب أن أتحدث عن شريكة حياتي ..
لسبب بسيــط ‘ وهي أن حياتي هشة
وليس لدي ما يكفي منها ..
فكيف أثقل أعبائها بشــريك !
( لا تعلم أحد ) ..
وبالنسبة لي ..فلا فرق بيني وبينك ..
بغظ النظر عن الأسماء المتباينة ‘
والقلوب التي هي في طوع الرب .
هل ثمة فرق ..‘
ما يسوى ..!
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ُ
خلقٌ وجيب قميصهِ مـرقوعُ !
المشكلة يا ماجد كما لا ترى ..
أن ردائي مــطرّز ..
وقميصي فتان !
لكن أخلاقي هي المرقوعة ..
وضميري حكاية/حياكة ‘ بقشيش !
( ولا تعلم أحــد ) ..
العرض الشجري
