سلم عليه تاهت تقوله شنو صار علي قضيه فلسطين :(
ولايغزي سوريا لين يخلص تصوير باب الحارا ..
في هذه الظروف من الغربة والحنين لمقدستنا وأوطاننا العربيه يواكبه الفقر والإحباط العاطفي ومن تحدي الذات تعلمت برفقة باراك التدخين والشرب ولبس عباءة الصوفيّة ، فالمصائب تجر بعضها .
تاهت قبل اسبوع تقريبا وضع البيت الابيض, عضوية لباراك اوباما على الفيس بوك واستهلت عضويته كما نشر بالعربيه ملايين الزوار والاصدقاء من شتى بقاع المعموره أرسلت له عباره اقول فيها ( ألم نتفق سويا يابوحسين ان البـ(غ)ـاء للأفضل)
قبل يومين تقريبا ً اضطررت للسفر من وسط المملكة إلى غربيّها على ظهر الطائرة ، فلم أجد – كالعادة – حجزا ً إلا في الدرجة الأولى ، استغربتُ زيادة سعر التذكرة مقدار 30% ! ، طبعا ً لا تقل لي بأن أسافر على ناس وسما ، لأن هاتين الشركتين عبارة عن ولادة متعسّرة من الشركة الأم ، هدفهما السرقة والضحك على المسافرين في هذا الوطن الجيّد جدا ً ، بعد ركوبي الطائرة اتجهت ناحية المقعد المحدد ، جلست ولم أربط حزام الأمان ، لأن ربط الحزام يؤخر ويُعطل الحركة إنْ حصل مكروه في الطائرة ! ، وقد كان بجانبي أعرابي ذو سحنة سمراء ، وقد عرفتُ أنه أعرابي من أطراف ثوبه الغامقة من شدة الوسخ ، ومن أطنان التراب التي كان يحملها شعره وشقوق جلده ، وتأكدتُ من ذلك بعد أنْ نطق أول كلمة حين قال : ( أبك ذا المضيفات فيهن زين(ن) متعدّي ، ظنك ذي معرسه ؟ ) ، طبعا ً لم أستغرب حديثه هذا ! ، وقد توقعته ! ، ذلك أنَّ من يدفع ما أمامه وخلفه وفوقه وتحته ويجعل أولاده يجوعون لأجل حيوان ( الناقة ) قد يفعل ما هو أشد من ذلك ، لقد قضيت في تلكم الرحلة أقسى ساعة ونصف في العشر سنوات الأخيرة ، فهذا الرجل أخذ يتحدّث عن هذه المضيفة وكأنها طليقته ، يصف جسدها في المخدع ، وحرارتها وحنانها ، بل تعدّى الأمر إلى أنْ يقول بأنّها ( ولّادة ) وقد استدل على ذلك من خلال ( كعب قدمها ) ، سحقا ً لهذا التفكير ؛ وبعد أنْ انتهى من الحديث عن طليقته ، عفوا ً أقصد مضيفة الطيران ، سلك بي طريق الشعر والهجيني والحنيني والطرق الصحراويّة البريّة وكل ما يمت لها ، فأخذ يسمّعني من جواله ( ردّيات ) و ( شيلات ) ، وكيف ضُرب تركي 2000 ونباهة شعّار القلطة والطردة ! ، وعن استخدامهم للجن في ذلك ! ، ولم يقطع هذا الهراء إلا مجيء المضيفة لتوزع الشاي .
وبعد فترة صمت ليست بالطويلة ، يتخللها صوت الأعرابي وهو يرتشف الشاي وكأنه خروف يشرب من جدول ، سألني الأعرابي عن امرأة كانت تجلس في الكراسي القريبة مني ، كانت امرأة وحيدة ومعها ابنها ذو الثلاثة أعوام تقريبا ً ، سألني قائلا ً : ( أبك ذي ما معها محرم ؟ ) .
فقلت له : ( يا أخ العرب ، الجواب ما تراه لا ما تسمعه ) .
فرد قائلا ً : ( ظنّك هي مطلقة ، ولا أنْ زوجها ما يريحها في الليل ) ! .
رددت بيني وبين نفسي قول لورانس العرب بطل البالتوك ( يلعن أم الحقااااارة ) ! .
وهكذا مضى الباقي من الرحلة وهذا الأعرابي يأكل في لحم هذه المسكينة ! .
كاتب هذا الموضوع إنسان أصولي إسلامي متشدد حتَّى كرب أنْ ينقطع ، متعلم يقرأ ويكتب ، يجيد الإنجليزية طلاقة محادثةً وكتابة وقراءة كذلك ، لا يتبارك بالأئمة ، ولا يدافع عن المرأة بشكل مبالغ فيه ، يشاهد طاش ما طاش ، ويتابع قناة المستقلة ، مشترك في باقة الشوتايم ، ويحفظ 10 أجزاء من كتاب الله الكريم ؛ ناقم على وضعه الحالي لكنه يحمد ربه حمداً كثيراً على نعمة العافية ، لا يدس السم في العسل ، ولا يكن العداء لأحد .
أكتب هذا الموضوع لحبيبي ابن عثيمين ، أعلم أنه راقد الآن في قبره الذي هو بإذن الله روضة من رياض الجنة وأشتكي له الحال .
اليوم ونحن على وشك الدخول في الشهر السادس من هذا العام وهذا يعتبر تاريخاً مجيداً ، ومناسبة لا تنسى سوف تُدرج في برنامج ( في مثل هذا اليوم ) الذي يُبث على قناة دبي الفضائية ، فالشهر القادم ستطرح ألبومات لعدد من المطربين الأفذاذ ، وسيكون في أحدها أغنية لغزّة ، لا تضحك فنحن الآن أصبحنا نؤرخ الأحداث بحوادث الزانيات والقوادين .
فهاهم ( بعض ) العلماء تجاهلوا تطبيق القول ( لا يخاف في الله لومة لائم ) ، ولم يخلعوا عنهم الأقنعة ، فأصبحوا كالمسخ كلما قطعته زاد شريانه في الأرض فأفسد الحرث والنسل ، فقد أصبح الآن مصطلح شيخ وعالم مصطلحاً مطّاطياً جداً ، وكأنه كوندوم ! ، فشمل العالم والجاهل والتاجر والفاسق والمنافق ! ، لنكن أكثر واقعيّة ومصداقية ومنطقية ، وضع بعض علمائنا حالياً يدعو للرأفة والعار والشنار ، شخصيّة مهزوزة وتصرفات غريبة عجيبة ، كل هذا تسبب في فقدان ثقتنا في بعضهم ، بعضهم الذي سوف يؤثر – لا ريب – في البعض المتبقي ؛ حتّى القنوت صار بالأمر وخطابات وفاكسات وبرقيّات وشيل وحَطّ ، يوجد في مسجد الحارة المجاورة مكتب بجانب محراب الإمام مكتوب عليه ( مكتب الأوامر ) وفيه يدخل الإمام بين الأذان والإقامة ليجد فاكساً من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو الثقافية أو وزارة العمل أو رعاية الشباب – لا فرق - على هذا الشكل - تقريباً - :
عموماً مسجد حارتنا لا يزال يُحافظ على أصالته وقدسيته ، لم تصله بعد – بعض – فتاوى العابثين ، لم يزل المؤذن يدعو بصوته الهادئ إلى الصلاة ، ولم يزل كبار السن ذوو اللحى البيضاء الطويلة يأخذون طريقهم إلى المسجد قبل الآذان بدقائق ، ومن خلفهم يأتي الصغار ؛ لم يزل مسجدنا في ليالي رمضان الكريمة يفصل بين الرجال والنساء في صلاة التراويح بستارة أو شراع ثقيل ، من يدخل حارتنا يكون غادر إلى زمن قديم ، زمن لا أظنه يعود .
* من المعلوم أن التساؤل الذي يدور في ذهن البعض هو ( ماذا قدمت أنت ! ) وهذا ما يضحكني ! .
بصراحة هناك العجب العجاب ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ، فقناة الإم بي سي الفضائية والتي يعني اختصارها ( مختصة ببث السلق ) صارت القناة الوحيدة الموجودة في جميع قوائم المُفضلة لدى البعض ! ، وهي تُشكل فكراً وممارسة أمريكيّة صهيونيّة صافية ، يعني صهيونيّة بيور ! ، وخطرها لا يكمن في تقديس وترويج الثقافة الأمريكية الصهيونية فحسب ، بل في حقر وازدراء الثقافة المسلمة الطيّبة ، وبثّها ليس إلا امتداداً للأستوديو الصغير الذي أخرج فيلم " الكونت دي مونت كريستو " لكنه هذه المرة يلبس بشتْ ! ، ودثّري – يا أمتي – نفسك بالنفط ويا قلب لا تحزن ! ؛ الإم بي سي تُمثل الرسالة اليهوديّة الصارخة ( نبيّاً يحملُ التوراة في يد والكاميرا في اليد الأخرى ) ، وأصبحت تُظهر الإسلام دين الإرهاب – وهذا ليس بجديد – والتشدد والبغض والتنافر والكره والوجوه الأليمة اللئيمة ! ؛ وبطبيعة الحال فإن ربعنا لم يقصروا عن مساعدتها – بالمصادفة – بغصب واحد واثنين وغصب تلعب كورة أرجنتيّنية – مباريات على عهد كمبس - ، فزرعوا – أي الصهاينة – فكرة أننا لا نملك وسائل إعلام حُرة ! ، بل انتشر الغزو عبر دخولهم على أذهاننا عبر مداخل نفسيّة مدهشة ورائعة لا يشعر بها العوام من الناس ، مصطلحات رطبة نديّة تلاقي قبولاً لدى النفس البشريّة – العربيّة المسلمة المدعوسة دعسْ – كالحريّة ! ، كانت البدايات في حمل الرسالة الصهيونيّة محمولة على عاتق العرب – من طينتنا – لكن مع مرور الوقت ولأن العرب مشكوك في ولائهم ولدينا الثقة المفرطة في عمالتهم – وهذا السبب اللي ما حرر فلسطين ترى – تغيّر الحال بإسلام راية الغزو الفكري القذر إلى الغرب ، لإظهارهم بصورة التاريخ المنصف والدبلوماسي العاقل الراشد العدل ! ، ولأننا وطن ال22673538 برميل فارغ له أطرف يُرسل بواسطتها رسائل لشاحذ المليون وأمير الخرقاء أو الشعراء ولأننا وطن النخالة ومزاين الإبل ولأننا وطن المتعاطفين والمكبوتين والمرعوبين ولأننا وطن العلماء أبخص والجدران لها آذان والدين عادة وليس عبادة ولا تقاطعون أخواننا النصارى المسالمين ووطن خط الفقر فيه أصبح هاي وي ، كل هذه – وغيرها كثير – سهّلت من مجهود الغزو فأصبحت قناة ( إم بي سي 3 ) تستطيع تضليل أطلق شنب وأفحل وزير وأكثر الرجال عبقريّة ، ولا شك بأن هذا الغزو الذي طَمَر عقول الكبار فأخرجوا لنا صغاراً ممسوخين اسأل الله لنا ولهم العفو والعافية .
عموماً حجر الزاوية رفضه البناءون ، وإم بي سي أو العربية ، فبرنامج ( كلام نواعم ) الذي يمارسن فيه الشمطاوات شذوذهن ويتبادلن أحاديث البلادة والقوادة والجنس والتغرير والتحرر بطريقة رخيصة تذكرني بألواح شوكولاتة غندور ، المشكلة أنهن يقدمّن على أنهن أطهر وأعف وأروع نساء البلد ، مثاليات وسيدات بيوت وصاحبات مبادئ وخلفيّات ، المشكلة أن عقولهن لا تتجاوز حجم عقل السنجاب الرضيع ، صغيرة ودقيقة لا ترى بالعين المجردة ولا بالمكبرات ولا المجاهر الإلكترونية ، متناهية في الصغر والضحالة ، وصار شغلنا الشاغل حقوق المرأة وقيادتها ومشاركة الرجل في أمور الحياة كلها صغيرها وكبيرها ، عامتها وخاصتها ! ، والتطبيل طبعاً موجود ما دامت إم بي سي هي وكر البث .
العربيّة ! ، وما أدراك ما العربية ، للأسف إعلامنا لم يفلح في مواجهتها ورضي بالتسليم ( فصخ على طووول ) ، ولا نلومهم فالإعلام الغربي يرى في إعلامنا الإسلامي إعلام هزيل متخلف ومن السهل تغيير أفكاره ، فهاهي تدعم الطابور الخامس من المثقفين والإعلاميين العرب ليشكلوا ( حزب أمريكا العربي ) ويترأس هذا الحزب ( أبو طلّة بهيّة ) تركي الدخيل ! ، خريّج جامعة الإمام كليّة أصول الدين ، مصور وناقد وحلو وسمين سابق ومتخلف لاحق ، الدخيل مثله مثل عبد الله با جبير الفرق أن الثاني لم تساعده – وسامته – في اعتلاء منابر الإعلام المسموع وإلا هو لا يقل خبثاً عن الأول ، فتروكي – اسم الدلع لحبيب المغفلين – رجل شهم فوق التصور البرميلي ، وتظهر شهامته جليّة عندما شنّ هجومه على الشخص الذي سرق إيميل ثريا الشهري ، يا ألله على شهامته ! ، أقسم بالله أنه شخص مغوار وقائد محنّك وكاتب لا يخاف في الله لومة لائم ، لا يعرف هذه الثريا الشهريّة إلا كاسم وكاتبة وصديقة وهلم جرا .. ، ودافع عنها في الصحف والتلفاز وفي البر والبحر والجو وكذلك الحصن ، من الخسيس ابن الخسيس الذي هاجم إيميل ثريا الشهري ، بينما تركي الدخيل نسي أن الأمة بأكملها تقع تحت الهجوم الصهيوني ، وأتحداه في برنامجه المسمى ( إضاءات ) أن يستضيف مواطناً فقيراً يسكن في ملحق ، أو أن يبث صوراً لأنواع التعذيب في أقطار أمتنا الإسلاميّة ، عموماً الإعلام لدينا بضاعة خسيسة جداً ، ومن مبادئ الإعلامي الناجح ( الشهوانيّة ) ، يجب أن يحاول جاهداً إتلاف أخلاق البراميل ، ولا دليل على هذا كمواقع الإنترنت التي أصبحت تشكل محوراً إعلامياً لا يمكن تجاهله ، فكم هي المرة التي نستمع ونرى ونقف فيها على مشرفة يكون شرفها ثمناً للإشراف ، ومشرف يتخلّى عن أهليّته لأجل عضوه ، ناهيك عن ثقافة ( القصّ واللصق ) ودعاة الدين الذين نسوا إصلاح أنفسهم وحملوا ( مكنسة ) التنظيف بدلاً من ( راية ) النصح والإرشاد ، لا أقول هذا الكلام لمجرد زيادة أسطر الموضوع الذي لا أدري كيف كتبته ، فمثل ذلك أيضاً في الصحافة ، فأنا أعرف برميلاً يبذل الغالي والنفيس لأجل أن يكون إعلامياً فيكسب ود تلك الفتاة ، لا تثريب عليه والله ، ما دام عاش في وطن السُحت وأكل أموال الناس بالباطل ، فالكبيرة تهوّن من أمر الصغيرة في وطن كله صغائر حتّى ناطحات سحابه .
هذه هي الإم بي سي ، وهاهم رؤوس أعلامها مع إسقاطي لبعضهم عنوة ، هاهم يتاجرون في قناة تبث 27000 صورة للصليب ، و14040 صورة خلاعيّة جنسية ، وتحث على الزنا الصريح وإقامة العلاقات المُحرمة ولا أشد من حثّهم المرأة الحامل على معاشرة شخصاً غير زوجها حتّى يأتيها ( الطلق ) ، ونحن ! ، أين نحن ؟ ، نحن نقبع تحت سطوة إعلام قذر لا يهتمُّ لهموم الوطن .
أيها القارئ لستُ بصددِ طرقِ أبوابْ النُصحِ والإرْشادِ .. فهيَ لها أهلُها .. ونحنُ لنا مآرِبُنا مِنْ كُل كَلمةٍ نَنطِقُها .. فتلكَ إشارة وهذه تلويح .. وتلكَ تصريح .. !
والحديثُ عما أرميّ إليه .. لستُم بجاهليهِ أبداً .. نَعرِفُهُ مُنذُ أيامِ الإذاعة الصباحيّة .. !
عندما يخطِبُ فينا الطالِبُ في كَلِمةِ الصباح .. والوجوه يعلوها الوجومْ .. و وجوه المُعلمين يكتسِحُها سحابةٌ سوداءْ .. قاتمة .. ليس فيها مطرٌ أو خير .. بل هي نذيرُ شر .. بالرَغمِ من أني لم أكُن أحضُر للمدرسةِ مبكراً .. قاصداً بذلِكَ تفويتْ إذاعة الصباح .. وما يدُورُ فيها من حديثٍ تقليدي .. لا يُفيدُ ولا يُعلِم .. مُجردْ فردٍ لعضلاتِ الوكيل والمُرشد الطلابي .. ولأنها أصلاً .. تُنقَحُ وتُجازُ مِنْ هيئة التعليم في المدرسة .. لا التلاميذ .. إذن هي كاذبة .. وهذا سببٌ كافي للعزوفِ عنها .. جملةً وتفصيلا .. !
نعم .. نحنُ مُنذ الطفولة .. يُصبُ فيّنا التَعلُمَ صبّاً إجبارياً .. لا اختيارياً .. !
بدأً مِنْ مراحل النمو في أركانِ المنْزلِ .. مروراً بالمراحل الأولى في المدرسة .. وإذاعة الصبْاح .. وحصص النشاط .. وانتهاءً برسائل الماجستير .. !
فمِنا من تَغلبَ بِبصيرته على ذلكَ التحجير الثقافي .. ومِنا من بقيَ في حَوضِ السّمكْ .. راضي بالمعيشة في الحَوضِ الشّفاف .. يُشاهِدُ الناسَ يروحون ويجيئونَ .. ولا يفعل غيرَ الدوران .. والدوران .. ونثر الفقاقيع .. !
لا يُعجِبُني الجَبانْ .. ولو كانَ أبي أو أخي .. لا يُعجبني عندما يَصرخُ هاتفاً " الفزعة " .. !
وفي ذلِكَ .. عندما نُحاول مُحاربة التَسَمُمَ الفكْريِ بِبضعِ " تأوهات " .. والقليل القليل من " الكلِمات " .. المحفوظة مُسبقاً .. الكلِمات التي كثيراً ما استُخدِمتْ في مواضعٍ عِده .. وفي ساحاتٍ كثيرة .. !
الكلِماتُ المُبتذلة .. حديثُ النفسِ الأثريّة .. القديمة .. النفس الأحفورة .. النَفسُ الجيوراسية .. !
ولا نُحاوِل أن نُطوِرَ من أنفُسِنا .. ولو القليل .. لا لشيء إلا لمعيشةٍ أفضل .. وأنقى .. وأنفعْ .. لنا ولأبنائِنا ولبناتِنا .. لدِيننا ولأرضِنا .. !
أما التباكي على جِدارِ الأُمنيات .. فإنما هذا فِعلُ العاجِزين .. الجبناء .. المُتخذين علوم الأمسِ مفاتيح الغدِ .. الذينَ يُحمِلونَ الدِينَ كُل الأحمالِ .. وكأنَ الدينَ لم يُفصلَ لنا علوماً أُخرى لِنسبُر أغوارها .. !
نَحنُ مَعشر فُقراء الجَهل .. نَكْرَهُ أغنياءهُ .. البَاذخيِنَ بعلمِهِم .. الذي لم ولن يتجاوز المسح والاستنجاء .. وكَم ذُكر في القُرآن مِنْ حَرفِ " ياء " .. المُتكئينَ على عِلمِ السابقين .. والرابضين َ على أحكَامِ المُتقدمين .. ولَمْ يَجعلوا لنا فُسحةً .. ولا فترة استرخاءٍ حلال .. ولم يكتفوا بذلكْ .. بل هُم حَرموا النّاسَ النفعْ والانتِفاع .. ويلٌ لهم .. إنْ كانوا يعرِفونَ " وادي ويل " .. !
عزيزي القارئ .. أعرِفُ أنّكَ ما عُدْتَ تُطيقُ مِني حرفاً .. ولا وصفاً .. لا لشيءٍ إلا لِما جُبِلتْ عليه نَفسُكَ .. ولِما زُيفَ عليكَ من حديِثِ البشر .. و ذوي المنابر .. والحناجِر والخناجِر .. لكِنّني – أحسَبُكَ واللهُ حَسيبُكَ – عاقِلٌ .. تستطيعُ التَفريقَ بينَ إناءِ اللّبنِ وإناءِ النبيذْ .. بالفِطرة .. لا التجرِبة .. !
عزيزي القارئ .. اعلم - يا رعاكَ الله – أنّ طَلبُ العِلم .. لا يقتصِرُ على حلالٍ وحرام .. ولا مَمنوعٍ ومُجاز .. ولا مارقٍ ومُعتدِل .. فما ضَر أبي نواس مُجونَهُ بشهادةِ الناسِ على بلاغتِه وشِعره .. وما نَفعَ ابن مليكٍ تَديُنه بشهادة النّاسِ على رداءة شِعرهِ و ركاكةِ مَنطِقِه .. !
عزيزي القارئ .. لا تَجعل رأي عُصبةٍ من الملأ .. مُتفقينَ على جهلٍ ينوءون بمُرامِكَ ويفتئونَ بِلُبِكَ .. فما ضَرَ رأيُ العربِ في رسالة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أن يُبلِغها .. وما نَفعَ حَفرُ يأجوج ومأجوج في هَدمِ السّدِ .. كِلاهما لم يكونا ولن يكونا إلا بأمرِ الرب جلَّ وعلا .. !
عزيزي القارئ .. اعلم أني اليومَ وقفتُ حائراً بين ناصحٍ مُحب .. وبين نادمٍ مُكره .. !
فما احتملتُ أنْ أكونَ الأول في زمنٍ يُعصَفُ فيه بالحرفِ ويؤولُ تأويلَ الجاهليّة الأولى .. ولا رضيتُ أن أكونَ الثاني في زمنِ المِزمارِ والدْف .. !
فلا تَقِفَ حائراً مِثلي .. فيُصيبَكَ ما أصابني .. مِنْ عظيمِ الغم والهم .. وشنيع الوصفْ .. لِظنِهم بأنَ كُل كاتبٍ إنما هو مُكره .. أو مُندفع .. أو هو يكتُبُ ولا يحمِلُ بينَ جنبيهِ هِمة .. ولا ذِمة .. ولا أدبٌ .. ولا تأدب .. !
عزيزي القارئ الفتيِّ .. اعلم أن هذا مقالٍ تُسطِرهُ يداي .. لا لشيءٍ .. إلا لأني فقيرُ جهلٍ .. ولم يهبني الله غِنى الجهالة .. فلا تَكُن مثلي .. عديمَ النفعِ .. مِنبراً للوحلِ .. أرفعُ راية التُقية تارةً .. وراية الفُحشِ تارةً أُخرى – كما يقولون - .. !
عزيزي القارئ .. لا تُحمِلُ شخصاً .. أيُما كان جِنسَهُ أو تَعليِمَهُ .. فليسَ له بالأمرِ ذنب .. وليسَ لهُ يَدٌ بقدرِ إتباعِهِ الظَنَّ .. أسوءه .. !
عزيزي القارئ .. اعلم أن العفويّة .. وصَفاءِ الطَويّة .. التي أُطارِدُها في كل مقالٍ لي .. هي التي تؤدي بِكَ إلى الحتفِ .. فابتعد عنها مِقدار المشرق والمغرب .. وجانبها مُجانبة الجُبناء للضْبح .. !
عزيزي القارئ .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. اعلم أن كُل كتابٍ لا تنوي فيه نيةً طيّبة .. ولو عَجبَ الخليقة .. فهو يبقى في مكنوزِ الأثرِ .. وسيشهَدُ عليكَ يوم تلتفُ الساق بالساقِ .. !
وأنَّ ما تَخُطَه يداكَ .. عن قناعةٍ فيكَ .. إنما هو حقٌ لكَ .. يدوم دوام الحياة .. ولا يأخذنّك تراجعٌ ولا ترددٌ عنه إلا في حالة كَثُر عليكَ الطْرطْ مِنَ الخليقة .. فمجانبة الحمقى أتقى مِن مواجَهِتِهم .. لنفسِكَ ولقلِمك ولذِكركَ .. وليسَ في ذلك نكوصٌ .. بل هو الانتِصار عينهِ .. والنجاحُ كُله .. وإنْ كَثُر اللغطُ في مُقامك .. فانزِل عنه .. واصنع لنفسِكَ مقاماً آخر .. فالذي جعلكَ تصنعُ مقاماً .. ليس بعاجزٍ أنْ تصنع مقاماتٍ .. ألذُّ وأطيب .. وأكثرُ سعةً واتساعاً .. وعِلماً وعلوماً .. وحريةً .. !