قد يكون الانتقام ردة فعل طبيعيه لسلوك معين يصدر من شخص تجاه أخر
يحاول من خلاله هذا الشخص استرداد ما افتقد من أحاسيسه نتيجة هذا السلوك
ولكن كيف يكون الانتقام..؟؟ وكيف تختلف فلسفته من شخص إلى أخر ؟؟
وهل الانتقام موجود عند كافة البشر ؟؟؟؟؟
إن مجرد التفكير في الانتقام هو في حد ذاته نوع من الانتقام.... لا تستغربوا من كلماتي
فلم تأتي من فراغ .....
لقد تعايشت مع هذا الموقف وشعرت بنار الانتقام تتوقد وتشتعل في داخل صدري
لم أتوقع في يوم من الأيام أنني سوف أفكر في الانتقام ... كنت اعتقد أنني احمل في صدري
قلب ملاك.. لا يعرف إلا الحب والرحمة والحنان... ولكني شعرت بهذا القلب فجئه وكأنه قلب شيطان
يخرج من بين أضلعي في لحظة غضب عارمة عصفت بكل أحشائي ومزقت أحاسيس الحنان والدفء
والحب في داخلي .. قد يكون الموقف بسيط جدا ولا يستدعي كل هذا الغضب.. ولكن حساسيتي المفرطة
جعلتني اشعر ان الموقف فيه جرح لكرامتي... واستخفاف بعواطفي..... وانتقمت لكبريائي .
ولكنني شعرت بالندم بعد أن فكرت في الأمر وشعرت أن الموقف لا يستدعي كل تلك الثورة
وعاتبت قلبي الصغير الذي لم اعلمه فلسفة الحقد ولا الكره ولا الانتقام وتسألت من أين استقى كل تلك الصفات التي لم أعهدها فيه... فكرت كيف تحول هذا القلب الرقيق الحنون الطيب إلى جمره ملتهبة بنار الانتقام وغضب المشاعر..
إنها المواقف قد تغير الطباع أحيانا... فقد يخرج الإنسان عن طوره وقت الغضب.. ولكنه سرعان ما يندم
ويعود كما كان بعد هدوء العاصفة.... وفي ما معنى الحديث أن صحابي جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال له أوصني يا رسول الله قال: لا تغضب .. فقال أوصني .. قال لا تغضب... فقال أوصني .. قال لا تغضب
قالها ثلاثا .. تأكيدا منه عليه أفضل الصلاة والسلام على ضرورة الابتعاد عن الغضب لما يسببه من
سلبيات قد تصل بنا أحيانا إلى حد الهلاك...
اللهم إنا نعوذ بك من الغضب.. اللهم أحسن نوايانا .. وطهر قلوبنا.. وأرح صدورنا .. واختم بالصالحات أعمالنا