كان لي قريب في الثالثة والثلاثين من العمر أصيب بسرطان في دماغه ذهب يتعالج في أماكن كثيرة فلم يكتب الله له الشفاء، جاءنا في المستشفى العسكري بالرياض وقبل شهر من وفاته أغمي عليه وبرزت عيناه وكبر خشمه وتقرح وجهه وتقرح أنفه وقبل موته بليلة أو ليلتين لا يستطيع الرجل أو المرآة النظر إلى وجهه وذلك بسبب ضغط السرطان على عينيه وشفتيه، فعندما توقعت أن أجله قد دنا، طلبت من الممرضات أن يتصلن بي إذا بدأ بالاحتضار حتى لا يتصلوا بأهله فترد أمه فيزعجوها، فعند الساعة السادسة صباحاً من يوم الاثنين اتصلوا بي وقالوا أن قريبك هذا يحتضر ، جئت إليه فرأيت العجب العجاب ، رأيت العجب العجاب يا إخوان أرى ذاك الوجه أصبح وجهاً يجب أن تنظر إليه ، العيون رجعت كأن لم يصبها شيء الأنف أيضاً رجع إلى طبيعته وكذلك شفتاه ، تعجبت من أمره قلت ما ضغطه. قالت الممرضة: 35 العالي والواطي لم استطع قياسه. قلت ما نبضه ؟ قالت: اقل من 30 نبضه في الدقيقة عرفت انه يحتضر قلت له: محمد، قال نعم. خالد! قلت : نعم. قلت له : كيف الحال؟ قال: الحمد لله، فقلت له: قل اشهد أن لا إله إلا الله. فقالها ، ثم مات مع تعجب الممرضة من كلامه ، ومناقشتي له. بعد أن مات سألت نفسي على أي شيء هذا الرجل؟ شاب في عمري نشأنا معاً ، أعرفه جيداً ولكن قلت بنفسي لماذا على أي شيء حسن الخاتمة هذا ( احسبه والله حسبيه ولا أزكي على الله أحدا) فلم استطع أن أجد جواباً. وبعد عام جمعتني مع والده مناسبة خاصة ذكرت القصة لوالده ، سألت آباه واخوته ، قال لي أبوه ابني هذا عجيب . قلت ما عجبه؟ قال لا يعرف الحسد والحقد ، لا يعرف أن يحقد أو يكره أو ينظر لأحد بحقد أو كره.
--------------------------------------------
لماذا تجعل قلبك مكاناً للحسد والحقد...!!!
الدنيا فانية...هل تستحق أن تعيشها هكذا......