سعاد وسالم
كغيرهم تأثروا بالأغاني والكليبات
وكغيرهم عشقوا المسلسلات المكسيكية والأفلام العربية
تواعدا ليتقابلا
كان مساء جميل بدء بزخات من مطر
دعوت عائلتي الكبيرة والصغيرة وبعض أقربائي اللذين أتوا من مدينه أخرى وذهبنا جميعا إلى أحد الأماكن(1) التي تعتبر المتنفس الوحيد لمن هو في مديتنا.
لم يكن هناك شيء مغري لنكون سعداء سوى بعض الأوجه اللتي لم ترى بعضها منذ فتره! وأبني سعد ذو السنتين الذي ينظر إلى السماء تارة ولمن هم على الأرض تارة أخرى ويضرب بيديه على كتفي قائلا( يابوي شف الطياره)(يابوي شف القمر). كل شيء طبيعي وحسب(الروتين) القهوة تدار بيننا والتمر والحلويات ومن ثم الشاي. وأمامنا السيارات نشاهدها تسير بنفس الاتجاه ولكل منها وجه ربما تتفق وربما تختلف مع غيرها.
سعاد سعيده
وسالم في منتهى السعادة
الثواني تمر ببطء وكلاهما ينظر إلى ساعته التي في معصمه تارة والتي في غرفه الجلوس وحتى السيارة التي قلت كل منهما الى الآخر لم تسلم من عبث نظراتهما وعرفوا تفاصيل كثيره عن هذه الساعات لم يعرفها من قبل.
سعاد في كامل أناقتها وكأنها في ليله زفافها!!
سالم بوسامته وابتسامته التي لا ترى إلا في اليوم الأول من الشهر العاشر الهجري.
وتم اللقاء!
أين؟
لا أعلم!
ربما وربما وربما!!
ليست القضية؟
القضية أين نذهب!
لم تفلح محاولاتهم المضنية في البحث عن مكان آمن!!! (كما يعتقدون)
الصدفة والأرجح انه القدر هداهم الى مكان قريب جدا من المكان الذي نجلس فيه.
بدء سالم وسعاد كلاهما أدار مخيلته وبحث واسترجع المشاهد(الساخنة) كما يحلو لمخرجي وبطلات الأفلام العربية تسميتها.
نحن على ما نحن عليه لم يتغير شيء.
سيارتهم مرت من أمامنا بشكل طبيعي ومن ثم توقفت. وفي هذا الوقت تبادل سالم وسعاد أطراف الحديث. أطرافه فقط!! وتركوا الأقوال جانبا وبدؤ بممارسه الأفعال !!
وما هي إلا دقائق معدودة حتى دخلت سيارتين من طراز (جيب) من أمامنا وبشكل طبيعي أيضا يمشيان ببطء الأولى وقفت أمام سياره سالم والثانية خلفه!؟
شخصت أعين سعاد وأعين سالم.
سالم لم يحرك ساكنا وبقى مسالما لأنه (رجل!!) وسعاد فتحت باب السيارة و أطلق ساقيها للريح وهي تصرخ وتستغيث و تتمتم بكلمه واحده مفهومه وكلمات ليست مفهومه وقدمها اليمني تتجه الى اليسار واليسرى الى اليمين وعيناها لا ترمش وكأنه الموت!.
سعاد تركض في اتجاهنا بشكل لم أرى مثله من قبل ولا أريد أن أرى.
فتاه بالعباءة وتركض!! الى أين؟
هي لا تعلم ونحن كذلك ربما في نظرها هروب من الجحيم وربما كان بداية خط مستقيم.
رجل الأمن أطلق ساقيه أيضا للقبض على سعاد . المسافة لم تسعفها وتم القبض عليها.
كانت عيناي فقط المتوجهان إليهم وبتصرف لا شعوريا قمت من مكاني متجه إليهم. من معي لم يعرفون ماذا أريد أن افعل وحتى أنا لم اكن اعرف ماذا أريد وفي هذه اللحظة تخالطت عندي مشاعر الفرح والحزن مشاعر الانتصار والانكسار!
أحد الشيخان مسك يد سعاد يريد اركابها في المقعد الخلفي في سيارته.
انهارت سعاد وحاولت الهرب مره أخرى ولم تفلح محاولتها.
بكت سعاد وتوسلت إليه أن يطلق سراحها ولكن بدون جدوى. حنت رأسها وبدأت بتقبيل يدي الشيخ وأنا أشاهد الموقف ورغم أني أرى بكل جوارحي لم استطع أن أحصي عدد قبلات الذل والامتهان التي أهدتها سعاد للشيخ. ومنها عصفت بي روح القبلية والانسانيه أردت الذهاب مره أخرى لعل وعسى.
الغريب في الأمر أنني لن أكون سعيد لو أطلق سراح سعاد و اهون على نفسي حينما أتذكر أن الشيخ والشيخ الآخر ليست لهم مصلحه سوى النهي عن المنكر.
خضعت سعاد واستسلمت بعدما أنهكت قواها وغطاها اليأس من رأسها الى أخمص قدميها من رحمه البشر.
ركبت سعاد في المقعد الخلفي وانطلقوا جميعا الشيخان ورجل الأمن ومعهم سالم.
وكأني أرى بأم عيني واسمع ب أذناي حينما يجوبون الشوارع متجهين الى مركزهم وحينما ترى سعاد تنهش الناس في لحمها وفي لحم الشيخان وتختلق القصص والأساطير الذي إن صدق بعضها لم يصدق البعض الأكثر.
سعاد وسالم أرادا استرجاع الذاكرة مره أخرى ولكن هذه المرة في قصص التائبين؟!
وأسدل الستار على الجزء الأول من القضية؟
و سيبداء الجزء الأهم والاسخن.
ولكن التساؤلات كثيره تؤرقني:
- هل تستحق سعاد كل هذه الشفقة؟
- هل غرر بسعاد؟
- هل انتهى مستقبل سعاد؟
- هل الخلل بسعاد وسالم أم بمجتمعهما؟
- ربما تكون من صاحبات السوابق؟! ربما وربما ولكنها ليست القضية.
(1)الكره الأرضية(جده): وأحداثها حقيقية وحصلت أمامي
نسأل الله أن يستر عوراتنا وعورات المسلمين.
ملحوظة:أسماء الأبطال ومقدمة القصة وهميه ومن نسج خيالي.