العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2005, 04:19 AM   رقم المشاركة : 1
الطيب7
( ود جديد )
 





الطيب7 غير متصل

محاولة كتابة قصة للطفل

لم أفكر يوما في كتابة أي كتابة للطفل ، وكنت أقرأ دائما للكتاب المتخصيين في أدب الطفل أنّه من أصعب الميادين التي يمكن أن يخوضها الكاتب ، لأنها مسؤولية كبيرة تفرض التروي وإختيار الكلمات المستيسرة الفهم والحرص على تضمين الكتابة آليات تشدّ إنتباه الصغير سواء من خلال توظيف الجانب الخرافي الموجّه دون إفراط .. حتّى ننمّي طاقة الخيال لديه ، أو من خلال تدريبه تدريجيا على إكتساب ملكة الفهم وجعله ممّن يجيدون طرح السؤال ..إلخ ..ولكنها الصدفة وحدها قادتني مساء اليوم لأكتب هذه القصّة بعد أن طلب مني ذلك ابن أخي البالغ من العمر 7 ستوات ...ولقد وجدت صعوبة كبيرة في كتابتها .. كما تردّدت في عنونتها ما بين إختيار عنوان " ما جزاء الإحسان إلاّ الإحسان " أو " الحطّاب والصخرة العجيبة ".ولا أدري إن كنت نجحت في ذلك ..على كلّ كتبت هذه المحاولة ..وأرجو من كلّ قارئ متخصّص في هذا المجال أومن أيّ قارئ لديه أي ملاحظات أو إنتقادات أن يوجهها لهذه الكتابة ...وأرجو أن تنال إعجابكم



في إحدى الغابات الكثيفة الأشجار ، وقبالة نهر جميل إختار رجل قست عليه الظروف وأعيته الحاجة أن يبتني كوخا متواضعا صنعه من أعواد القصب وغطاه بالقش وبأوراق الشجر ، وكانت تقطن معه زوجته المسنة التي رغم مرضها واعتلالها فإنها أبت أن تبقى في المدينة قرب أهلها واختارت مرافقة زوجها للعيش في تلك المنطقة الجبلية الوعرة حتى تؤنس وحدته وتعينه في عمله المتمثل في تجميع الحطب من الغابة ليحملانه في بداية كل أسبوع إلى السوق لبيعه والتحصيل على بعض النقود القليلة لشراء لوازمهم الحياتية البسيطة التي لا تتعدى ما يتطلبه الأكل والكساء ..

وعلى الرغم من الظروف الصعبة وحالة الخصاصة والحرمان التي كان يعيشانها فقد كان الحطاب وزوجته قنوعان بحياتهما ولم يفكرا أبدا في الإستيلاء على متاع الغير رغم ما كان يحيط بكوخهما من بساتين وحقول بها تتوفر فيها الخضر والحبوب والأشجار المثمرة والراجعة لأعيان المدينة ، بل كانا حريصان على أن يكسبا قوتهما بالحلال ،ولم تمنعهما حالة العوز والإحتياج من إكرام أي ضيف يحل بكوخهما ويسعيان إلى إبراز حالة الفرح بالضيوف وتوفير كل مستلزمات الراحة لهم وإعطائهم كل ما يمتلكونه من مأكل ومشرب حتى وقد كلفهم ذلك أن يبقوا لأيام عديدة يعانون الجوع والفقر .

ورغم صعوبة ظروف الحطاب التي ازدادت سوءا بمرض زوجته التي أصبحت قعيدة الفراش بعد أن عجز عن توفير ثمن الدواء لها ورفض في الأثناء أن يمدّ يده للتسول ، فإنّه لم ييأس أبدا من رحمة الله بل زادته كل المصاعب التي يعيشها إصرارا على العمل وعلى توفير السعادة لزوجته بكل ما أوتي من جهد ، فكان كل صباح يقوم مبكرا فيتجه إلى الغابة لقطع الأشجار وتحضير رزم الحطب التي يهيئها لبيعها في نهاية الأسبوع ، ويرجع كل مساء إلى كوخه فيحضر الطعام لزوجته ويقوم بشؤونها دون أن يظهر لها حالة التعب التي يعيشها بعد أن تضاعف حجم العمل وفقد مساعدتها له بل بالعكس كان يتظاهر لها بالسعادة والإنشراح ويسعى أن يدخل على حياتها الفرحة والبهجة حتى لا يشعرها بأنها حمل ثقيل عليه .

وفي أحد الأيام توجه الحطّاب كعادته للغابة ليمارس عمله المعتاد وبعد ساعات عديدة من العمل المتواصل أراد أن يخلد قليلا للراحة حتى يستردّ أنفاسه في هذا اليوم الحار الخانق وجلس على صخرة قريبة تظللها شجرة عالية ، ولم يكد يمضي زمن قليل على ذلك حتّى تناهى إلى سمعه صوت خافت يناديه أن انهض من مكانك يا سيدي فقد أنهكتني بجلستك، اعتقد في البداية أن الأمر لا يتجاوز بعض الهواجس والخيالات ولكن مع استمرار الصوت المنادي الذي أصبح أكثر حدّة فزع الرجل ونهض من مكانه باحثا عن مكان الصوت في كل الأمكنة المجاورة ولكنه لم يجد شيئا ، فجلس على الصخرة مجددا ظانا أن ما حصل له مجرّد تهيؤات... ولكن بدأ يستمع إلى صوت غريب وأنّات وآهات تنبعث من الصخرة ، فوجم في مكانه ودهش لما يرى ولكن انبعث صوت من الصخرة يخاطبه قائلا لا تنزعج أيها الرجل الطيب فالصوت الذي كنت تستمع له هو صوتي كنت أناديك يا سيدي حتى تنصت لي وتمدّ لي يد العون ..

حينها غالب الحطّاب خوفه وخاطب الصخرة قائلا : كيف لي أن أساعدك ، هل تريدين أن أنقلك إلى مكان آخر ..أجابته : استمع لقصتي أولا ثمّ سأبين لك كيف تساعدني ..وبدأت الصخرة تروي قصتها الغريبة للحطّاب الذي جلس قبالتها لينصت لها بكل اهتمام ....فقالت له يا سيدي لا تستغرب أمري فأنا كنت أميرة جميلة كانت كل المدن المجاورة تتحدث عن جمالي وعن مكانتي الكبيرة وأنا ابنة الملك وكان كل الأمراء يرغبون في الزواج بي ولكني كنت أرفضهم جميعا ليس من باب التكبر أو الإحتقار لهم ولكن كنت أرفضهم لأني أدرك أنهم يطمعون في المال والجاه وفي التقرب للملك ، وحدث مرة أن زارتنا في قصرنا إحدى الأميرات التي جاءت صحبة أبيها في ضيافة مملكتنا، وقد قمت معها بواجب الضيافة وفرحت بها كثيرا واعتقدت أنها صديقة جديدة ستؤنس وحدتي خاصة وأن أبي قرر تزويجها من أخي ، ولكنها عاملت كرمي بجحود وأصبحت تضمر لي الشرّ لا لشيئ إلاّ لأنّي أفوقها جمالا وعلما، ولأن الحسد أعمى قلبها فقد استعانت بساحرة جاءت بها من بلادهم والتي استعملت سحرها معي وحولتني إلى صخرة ..وفي الأثناء كان الحطّاب يصغي بانتباه كبير لما يسمع وقد انسابت عبراته لحالة هذه الأميرة المسكينة ، ورغم أنّ الظلام أطبق على المكان وداهمه الليل فإنه بقي في مكانه يستمع إلى هذه القصة العجيبة التي ترويها الصخرة التي أنهت كلامها بالقول يا سيدي أنت الوحيد القادر على مساعدتي فقد خبرتني الساحرة أنه سيسمح لي بالكلام مرّة كل عشرة سنوات وهذه هي المرة الوحيدة التي أتكلم فيها وأجد من ينصت لي .

ـ أجابها الحطاب سيدتي الأميرة أنا رهن إشارتك ماذا تريدين مني أن أفعل كي أساعدك .أجابته تصعد سيدي لقمة الجبل حيث توجد مغارة وقبل طلوع الشمس تحضر لي عشبا يوجد في تلك المغارة وتضعه فوقي فأرجع كما كنت في السابق فهذا ما خبرتني به الساحرة ...

لم يتردّد الحطّاب لحظة وخاطب الصخرة سآتيك بإذن الله بما تريدين قبل طلوع الشمس وأخذ يدعو الله سائلا أن يرعى زوجته التي تركها وحيدة هذه الليلة ، في الأثناء قاطعته الصخرة قائلة ولكن يا سيدي اعذرني زوجتك أولى بك فعد لها ولا يهمّك أمري ، ولكن الحطّاب أجابها قائلا يا سيدتي الأميرة زوجتي يمكن أن تصبر هذه الليلة أمّا أنت فلن تتاح لك فرصة الحديث إلاّ بعد عشرة سنوات ، لا يهمك أمر زوجتي هي في حفظ الله ، ولكن الصخرة قاطعته مجددا ولكن يا سيدي نسيت أن أخبرك أنها توجد في تلك المغارة أفعى ضخمة يمكن أن تقضي على كل من يقترب منها في هذه الساعات المتأخرة من الليل ولكن الحطّاب مضى غير آبه بما حدثته به الصخرة وعزم على صعود الجبل وإحضار العشب مستعينا في ذلك بفأسه الذي حمله معه حتى يأتمن مفاجآت الطريق ، وكان يحدث نفسه في الطريق إلى الجبل بأنه حتى ولو اعترضته الأفعى فإنه سيقاومها ولو كان في ذلك موته ، وواصل صعوده للجبل حتى وصل المغارة حيث كان الظلام مخيما على المكان فقرر حينها أن يجمع بعض الأغصان بغاية إشعالها حتى يتحسس مكان العشب ، وما أن همّ بقطع أحد الأغصان حتّى أحسّ بجسم غريب ينقضّ عليه ويمنعه من الحركة ثمّ يلفظه بعيدا عن المغارة ، ثم استمع إلى صوت يناديه إرجع أيها الحطاب إلى كوخك وإلاّ ستتحوّل هذه الليلة إلى صخرة مثل تلك الأميرة البائسة ، ولكن مع ذلك تمالك الحطاب نفسه ونادى بأعلى صوته أيتها الأفعى أيتها الساحرة لن أرجع قبل أن أحمل العشب ولن أتراجع في مدّ يد المساعدة لإنسان طلبها ، ثمّ أخذ فأسه مجدّدا في هذا الظلام الدامس وتوجه إلى المغارة وما أن وصل حتّى تحوّل الظلام إلى نور مشعّ ، حتى تخيل أن الشمس قد طلعت ، وأخذ يصيح لقد طلع النهار دون أن أحضر العشب ، لقد فشلت في إسعاد تلك المسكينة ، وتعالى صراخه وهو يردد عليك اللعنة أيتها الساحرة، عليك اللعنة أيتها الشريرة...

وبينما هو على تلك الحالة من الهيجان إذ سمع صوت زوجته ينبعث من المغارة تناديه أن لا تنزعج فلقد جازاك الله على صبرك ووفائك ، هيا ادخل ، لا تخف ...
لم يفهم الحطّاب ماذا حصل وأخذ يفرك عينيه ظانا أنه أفاق من كابوس ومن حلم مزعج ..ولكن حينما دخل المغارة شاهد زوجته وقد تحولت إلى فتاة شابة وقد لبست لباسا فاخرا تتوسّط الخدم ويحيط بها أثاث فخم ..دقق النظر مليا فإذا هو في قصر ، وإذا زوجته قد قامت لاستقباله قائلة استرح ولا تندهش من شيء سأحدثك بكل ما حصل لك هذا اليوم ...جلس الحطاب على أريكة فخمة وجدها حذوه ، وبدأت زوجته في الحديث قائلة اليوم صباحا حينما تركتني في الكوخ وذهبت للعمل سمعت صوتا خارج الكوخ ينادي ...أرجوكم ساعدوني ..أرجوكم أعطوني شربة ماء ..يا أهل الكوخ رحمتكم بشيخ مسنّ غلبه العطش والجوع ..حينها حبوت على الأرض وتمالكت نفسي وغالبتها رغم عدم قدرتي على المشي وأخذت في يدي الجرّة المملوءة بالماء وبدأت أحبو حتّى وصلت إلى مكان الصوت المنادي فإذا هو رجل مسنّ قد غزا الشيب رأسه ولحيته يلتحف برداء أبيض اللون وتعلو محياه معالم الوقار ..وصلت له وأعطيته الجرة فشرب حتى ارتوى ..وقال لي بارك الله فيك يا سيدتي كدت أموت من العطش .لن أنسى لك هذا الجميل ما حييت ثمّ قام من مكانه قائلا في أمان الله سقاك الله من مياه الجنّة ، ولكن مسكته من يده وأقسمت عليه بأن ينتظرني قليلا حتى أحضر له ما أجد من طعام ومؤونة ورغم إعتذاره فقد أصررت على ذلك وأعلمته بأن زوجي حطّاب وسيأتي في المساء ويجب أن تنتظره حتى نفرح به لأنه من عادتنا أن نكرم الضيوف ومن العار عندنا أن لا نطعم الضيف ..حينها حملني من يدي وقال لي انهضي يا سيدتي تستطيعين المشي الآن فأنا جئت إلى هذا المكان بعد أن سمعت عن كرمكما وقناعتكما وأخلاقكما الفاضلة أنت وزوجك، وجئت لأختبر هذا الكرم ولأجازيكما على طيبتكما ..وأضافت زوجة الحطّاب لم أصدق ما قال لي ولكني لم أشعر كيف أني وقفت ومشيت كأنني فتاة شابة وزال عني كل الألم والإعياء والتفت فجأة فلم أجد ذلك الشيخ وأخذت أنادي عليه بأعلى صوتي يا سيدي انتظر يجب أن يكرمك زوجي هذه الليلة... ولكن لم يجبني أحد فهممت بالرجوع إلى الكوخ غير مصدقة لما حدثت فإذا بالكوخ قد تحوّل إلى قصر فخم مبني من المرمر وإذا أركان القصر قد ملأت بكل اللوازم وإذا القش الذي يغطي سقف كوخنا تحوّل إلى أعمدة من الذهب ..لم أصدق ما أرى وتأملت وجهي في المرآة فإذا أنا قد رجعت إلى شبابي ، حينها حمدت الله وشكرته كثيرا وبقيت أنتظرك حتى تأتي وأخبرك بما حدث ولكنك تأخرت إلى درجة قلقت فيها عليك .....
وفي ساعة متأخرة من الليل طرق باب القصر ففتحت فإذا بنفس الرجل الذي جاءني صباح اليوم يقول لا تنزعجي سيدتي فزوجك بخير ، ثم أركبني على بساط وهدّأ من روعي وحدثني في الطريق عن حكاية الصخرة وكيف أنه هو جاء أيضا لإختبارك فدخل الصخرة وروى لك حكاية تلك الأميرة فكنت كعادتك شهما شجاعا مسرعا إلى فعل الخير حتّى ولو كلفك ذلك حياتك ...وفي الأثناء دخل ذلك الشيخ المسنّ واحتضن ذلك الحطّاب وأعلمه أنّه رجل صالح أراد أن يجازيه على كرمه وعلى قناعته وعلى إكرامه للضيوف وعلى المساعدة التي يهبها لكل من يطلبها منه وعلى رفضه هو وزوجته مدّ يدهم إلى الحرام وإلى متاع الغير كما أخبره أنّه حوّله هوّ وزوجته إلى شابين ... حينها شكره الحطّاب على ما فعله بهما وقال له سيدي رغم ما وهبته لنا فلن أترك فأسي وسأواصل عملي كلّ يوم كعادتي لأنّي لا أستطيع أن آكل إلاّ من عرق جبيني....أمّا كلّ هذا الخير الذي سخّرك الله لتهبه لي فلن أسمح لنفسي بالإستئثار به بل سيكون اليتامى والمساكين وضعاف الحال شركائي فيه ..حينها أجابه الرجل الصالح لك ما شئت فأنت رجل شهم.. ثم طلب منهما بكلّ لطف أن يركبا البساط وحملهما إلى قصرهما الجديد حيث أنزلهما ثمّ استودعهما قائلا ستعيشان في سعادة دائمة إن شاء الله ولا تنسيا أبدا أنّ جزاء الإحسان هوّ الإحسان .







قديم 17-06-2005, 08:55 AM   رقم المشاركة : 2
روووز
( مشرفة عالم الأسرة والطفل )
 
الصورة الرمزية روووز

بداية هلا ومرحبا فيك اخوي الطيب في قسم الاسرة

وبالنسبة للقصه بداية موفقه وأسلوب رائع

نتمنى أن نرى أكثر وأكثر من أبداعك الجميل

وتقبل خالص التحايا







قديم 23-06-2005, 05:43 AM   رقم المشاركة : 3
الساااهر
مشرف أقسام الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية الساااهر

بداية موفقة اخوى متمنيا لك التوفيق
تحيتي لك وياهلا فيك00







التوقيع :

قديم 27-06-2005, 01:11 AM   رقم المشاركة : 4
๑۩ الرومنسي ۩๑
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية ๑۩ الرومنسي ۩๑
 






๑۩ الرومنسي ۩๑ غير متصل


بدايه رائعه وحلوووه

الى الامام اخووي

مشكور على المشاركه الحلوووه







قديم 28-06-2005, 01:36 AM   رقم المشاركة : 5
الصادقه
( ود جديد )
 





الصادقه غير متصل

موضوع روووووووووووعه







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية