يحكى ان سلطاناً كان يحكم بلدتة بحكم غريب في معاقبة أي شخص يخالف قانون البلدة او يقترف ذنباً ما... وذالك لآن السلطان كان يؤمن إيماناً عميقاً أن الشخص حينما يكون مذنباً حقاً فإن قدره أو حظه سيعاقبة دون اجتهاد من رأي الآخرين ومدى صوابة ومنطقيته أو حتى ادلتهم الظاهره عليه ... وكان هذا الحكم يتمثل في وضع المتهم في ساحة كبيرة تحتوي على بابين مغلقين وخلف احدهما نمر متوحش وخلف الآخر فتاة جميلة ان كان رجلاً أوشاباً وسيماً ان كانت المتهمة امرأءة , ويطلب من المتهم ان يتقدم إلى احد البابين فإن كان مذنباً فإن قدرة أو حظة سيدفعه لا اختيار الباب الذي خلفه النمر وأن كان بريئاً فسيختار بالتأكيد الباب الآ الذي خلفه فتاة والذي سيكون زوجاً ويعيش معه بقية حياته في سبات ونبات ويخلفون صبيان وبنات.
وكان السلطان يبدل مواقع النمر من باب إلى أخر.. ولا يعرف بسر التغير سوى وزيره الشخصي المقرب إليه والذي يأتمنه على كل اسراره.. وكان من تقاليد هذا الحكم أنه حينما يختار المذنب الباب الذ به النمر تقوم الفرقة الموسيقية بإصدار انغام حزينه ومؤثرة وكان الجمع من الناس الذين يشهدون المحاكمة يبدؤون بالبكاء والصراخ وذرف الدموع ... أما إذا كان الاختيار للباب الذي به النجاة واختار الجنس الآخر فإن الجماهير المحتشدة تبدأ بإعلان الفرح ونثر الورود والزهور في الساحة وتبدأ الفرقة الموسيقية بعزف انغام الفرح والسرور والابتهاج....... واصبح هذا التقليد شائعاً ومشهور في البلدة والكل يعترف به و يرضى بهذا الحكم الغريب.
وكان لهذا السلطان فتاة وحيدة في غاية الجمال والدلال وقعت في حب جندي بسيط وفقير من حراس القصر, وبادلها الشاب ذالك الحب وشاع هذا الحب بين ردهات القصر حتى وصل الى السلطان الذي استدعى الجندي ووبخه وهددة ان لم يبتعد عن ابنته وينسى هذا الحب وإلاسوف يعاقبه بحكم البلدة المتعارف عليه.. ولكن الحب كان اقوى من كل التهديد والوعيد واستمر العاشقان في اللقاء خلسة بين ردهات القصر حتى وشى بهما حساد الحب وعذال الهوى..... وهنا قرر السلطان معاقبته وحدد يوماً مشهوداً لمحاكمة العاشق الذي كان في غاية الوسامه مما دفع كل اهل البلدة ولا سيما النساء لحضور تلك المحاكمة ولمعرفة ماذا سيكون مصير ذالك العاشق المسكين ومانهاية الحب الصادق.
وفي اليوم المشهود جلست الفتاة ابنة السلطان بجانب والدها ووزيره المقرب والوحيد الذي يعرف اي باب يكون خلفه النمر وأي باب خلفه الفتاة الحسناء......... وهمست الفتاة سراً للوزير ووعدته أن لا تنسى ابداً فضله وموقفه متى ما اخبرها بالسر الذي لا يعرفه سواه واستجاب الوزير لهذا الطلب.. واخبر ابنت السلطان بسر الباب وأيهما خلفه النمر وايهما خلفة الفتاة الحسناء.... وتقدم العاشق حزينأً خائفاً إلى ساحة المحاكمة ونظر إلى حبيبته بنت السلطان وفي نظراته ألف سؤال وسؤال وأشار إليه بعينها إلى اختيار احد البابين وتقدم الحبيب إلى الباب الذي اشارت إليه الحبيبه الغاليه............ وهنا انتهى المشهد واسدل الستار على النهاية دون معرفة اي باب تقدم إليه العاشق.. فلا أحد يعلم ماذا كان مصيره هل إلى الموت أم الى احضان حسناء في غاية الجمال والدلال؟؟؟؟؟؟؟؟ وتعددت الروايات وكثرت التفسيرات فمنهم من يقول ان الفتاة تحبه ولن ترضى له بالموت وستدله على باب النجاة.
ومنهم من قال انها اشارت الى باب النمر لإنها أمراءة محبه وعاشقة والغيرة اشد من الحب واقوى؟
وتعود حكاية الحب والتضحية والغيرة إلى ساحة الجدل من جديد وتبقى نهاية العاشق غامضة ومجهولة لآن المؤلف ترك الباب مفتوحاً على مصراعية لكل الاراء والنظريات والاحاسيس لتقول ما تحسه بقلوبها وما تفكر فيه عقولها.
وش رايكم انتم
منقوووووول
العرض العادي
