نظره فى حياه الانسان
--------------------------------------------------------------------------------
بسم ِاللهِ الرَّحمن ِالرَّحيم
خلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ الإنسانَ جسدا وروحا
ثم جَعلَ وجوده قائِما بين حياة الجسد وبقاءِ الروح
فروحُ الإنسان ِبلا جسده لاتشكِلُ حياة حقيقية بالمعنى الذي نفهمه
وجسدُ الإنسان إذا غادرتهُ الروح لا يصلحُ لشيءٍ أبدا في هذه الحياة
لأنهُ يكون عندها جسدا ميِّتا لاحِراك فيه
تلك حقيقة عامة ومُجسّدَة في حياة كل إنسان يعيش على هذه الأرض
أما حين ننظر لحياة الإنسان في ظل ِحوائِجهِ الجسمية ودوافعهِ النفسية التي تخضع لقلبه وعقله وإرادته
فإن الحياة هاهنا تأخذ ُمعنىً مُغايرا
فمِنَ الناس من يعيشُ لجسده مُلبِّيا كلَّ حاجاتهِ ومُتطلباته
ويتركُ نفسهُ مفتقِرة ًلأدنى مقومات الراحةِ والطمأنينة
بل قد يَزيدُ في إيلامِها وظلمِها حين يُغذِي فيها نوازعَ الشرِّوالفساد
وينأى بها بعيدا عن مسالكِ التقوى والإيمان
لايُفكِر بما بعدَ الموت ولا يعلم عن حقيقة مصيرهِ شيئا
يعيشُ الفجور ويدعوا إليه ويُنافِسُ فيه ويُفسِدُ في الأرض ِما استطاع
في غفلةٍ تامةٍ عن الحياة الآخرة وما ينتظِرهُ فيها
قوله عزَّ وجل
ولكن مَّن شرَحَ بالكفر صَدرا فعَليهم غضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلهُم عذابٌ عظِيم
ذلِكَ بأنَّهُمُ استحَبُّوا الحَيَاة الدُنيَا على الآخِرة
سورة النحل - الآية 107
معنى: استحَبُّوا أي اختارُوا وآثرُوا
ثم تجد في هذه الحياة ناسا آخرين
عرفوا حقيقة الحياة الدُنيا وأبصَرَوا زيفَ بريقها
فتركوها لِطلابها وسعوا لِحياة ٍثانية أكثرمتاعا وأبقى نعيما
مُلبِّينَ نِداء ربِّهم مجيبينَ دعوة رَسُوله
شعارهم الدائم
لبيك اللهُّمَ لبيك
فإن سمعوا قوله عزَّ وجل
يَاأيُّهَا الذِينَ ءَامَنوا استجيبُوا للهِ ولِلرَّسُول ِإذا دَعَاكم لِمَا يُحييكم وَاعلمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بينَ المَرءِ وقلبهِ وَأنَّهُ إليهِ تُحشَرُون
سورة الأنفال - الآية 24
أجابوا بالقول والعمل: لبيك اللهُّمَ لبيك
معنى يُحييكم: أي يُورثكم حياة ًأبدِيَّة ًفي نعيم ٍسَرْمَدِيٍّ
وإن علِموا أمره سُبحانه
يَاأيُّهَاالذِينَءَامَنوااركعُوا وَاسجُدُوا وَاعبُدُوا رَبَّكم وَافعَلواالخيرَلعَلكم تفلِحُون
سورة الحج - الآية 77
أجابوا بالقول والعمل: لبيك اللهُّمَ لبيك
وإن قرؤوا قوله تعالى
يَاأيُّهَاالذِينَءَامَنواكتِبَ عَليكم الصِيَامُ كمَا كتِبَ عَلىالذِينَ مِن قبلِكم لعَلكم تتقون
سورة البقرة - الآية 183
أجابوا بالقول والعمل: لبيك اللهُّمَ لبيك
وإن بلغهم دُعاءَه عزَّ وجل
يَاأيُّهَا الذِينَءَامَنواأنفِقوا مِن طيِّبَاتِ ما كسَبتم
سورة البقرة - الآية 267
أجابوا بالقول والعمل: لبيك اللهُّمَ لبيك
وإن ناداهم سُبحانه
وَللهِ عَلى الناس ِحِجُّ البَيت ِمَن ِاستطاعَ إليهِ سَبيلا
سورة آل عمران - الآية 97
أجابوا بالقول والعمل: لبيك اللهُّمَ لبيك
هكذا هي حياتهم سمعا وطاعة لربِّهم وخالِقهم يرجُونَ رحمته
ويخافون عذابه شِعارهم الدائم
لبيك اللهُّمَ لبيك
وما أروعها من كلمات تسبق النهوض الكبيرالذي ندعوا إليه
وتتقدم الخلافة الإسلامية التي نحلم بها
وخيرُ الخِتام
قوله عزَّ وجل
مَن عَمِلَ صَالِحا مِّن ذكرأوأنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فلنُحييَنَّهُ
حَيَاة ًطيِّبَة
وَلنجزيَنَّهُم أجرَهُم بأحسَن ِمَا كانوا يَعمَلون
سورة النحل - الآية 97
وأخيرا
أخوتي أخواتي
في ظلال عيد الأضحى المُبارك
تذكروا أرحامكم وأهلكم وأحبابكم
ولا تنسوا اخوانكم الأسرى في سجون ِالإحتلال من الدعاء
وكل عام وحَيَاتكم طيِّبة
وعاما بعد عام وأنتم مِنَ اللهِ أقرب وأقرب
أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة
إلى الأخوة الذين يُتابعون معي أفكار سلسلة الفكر والدعوة
العدد الخامس عشرمن السلسلة قد أصبح جاهزا بعون الله وتوفيقه
وسوف أرسله للجميع بعد عطلة العيد بأيام قليلة ان شاء الله
وهو عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
وموضوع البحث
سبق وأن تناولته مراكزالأبحاث الغربية مِرارا وتكرارا لكنها لم تصل لنتائج واضحة
رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها والتكاليف الباهظة التي تكبَّدَتها
لقد وجدتُ تفصيلات ما يبحثون عنه في ثنايا كتاب الله واضِحة نيِّرة
كتبتها بالتفصيل وسيعلم الناسُ جميعا
أيُّ كِتاب ٍمُعجز ٍهذا
إلى لقاءٍ قريبٍ ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي
اخوكم الصغيرــــــــــــــــــ ملجد الماطري
العرض العادي
