لا أعلم من أين أبدأ.. وبماذا أبدأ أيضا .. ولكنه موضوع أرقني كثيرا فكتبت عنه لأريح نفسي من كثرة التفكير به ... قبل أسبوعين بالتحديد التقيت بصديق لي في جده وتبادلنا أطراف الحديث وبينما نحن كذلك سمعت منه موضوعا لم أصدقه في البداية لكن حين تكرر هذا الحوار مع شخص آخر وفي مكان آخر بدأت تساورني الشكوك حول ماسمعته ... فقررت الذهاب في اليوم التالي للتحقق عن مدى صحة ماسمعت فحالنا دائما يفرض علينا تتبع الحقائق والتقصي عنها حتى و إن كانت تستحق المغامره أو المخاطره ... في الحقيقة فوجئت عندما ذهبت لمشاهدة ذلك فلم يكن بالحسبان أن أرى ذلك ...ولا أعلم هل رآه أحد غيري من القراء أم لا .. ولكنني لم أقرأ عنه لافي المنتديات ولا من خلال صحفنا اليوميه على الرغم من أهميته ولم أتوقع وجوده خاصة في هذا البلد .. فما رأيته هو مدعاة للمراهقين بالانحراف بكل يسر وسهوله دون مقابلة أي عائق ... حتى أنني كنت في كل لحظه أنظر إليها لهذا الشيء تزداد في رأسي علامات التعجب والاستفهام !!
حينما توجهت للمكان الذي سمعت عنه فوجئت بوجود أسراب وأسراب من الزنوج لتصنيع الخمور وبيعه علنا دون أي خوف أو رادع وبكل بجاحه والمصيبه الكبرى أنهم ليسوا سعوديين فلو كانوا سعوديين لهانت المصيبه وقلنا بأن ذلك بسبب البطاله أوالجهل أو المراهقه أو أي سبب آخر... فكل ذلك لانراه إلا في البلدان الأخرى في باراتها أو في الأفلام .. أما أن يرى في هذا البلد فهذا ماينكره العقل !!
إن مايعلمه الأجانب عن بلادنا هو تطبيق الشريعه الإسلاميه بحذافيرها في شتى بقاعها فهل ياترى ستتغير نظرتهم لهذا البلد بعد مشا هدة ذلك إن لم تكن قد تغيرت أًصلا ؟!!
.ولكي أصف لك مارأيت الوصف الدقيق في بضع كلمات .. فإنني أستطيع القول بأنها مصانع محليه للشراب (العرق ) تباع علنا على أرصفة طريق المكرونه عن يمينك أو شمالك فماعليك سوى الوقوف وتأتيك بضاعتك سواء كنت من مستخدميها أم لم تكن.. والبعض الاخر يستوقف سيارتك ويعرض بضاعته عليك علنا (شوي شوي ويفتحون بسطات ) !!!
كان أمامي سيارة لمراهقين جاءوا ليشتروا فتساقط عليهم هؤلاء الزنوج كما يتساقط الذباب على الأوساخ حتى علت أصواتهم في الشارع وكأنهم يبيعون شيئا مرخصا في محاولات منهم لكسب المشتري ! كل هذا كان بمرأى من أصحاب المحلات والمارة في الطريق اللذي لاحظت بكل إندهاش عدم مبالاتهم لما يجري ..
كلنا يعلم بأن جده أكثر المناطق بالمملكه إنفتاحا حتى العاصمه لايرى فيها مانراه في جده أو الشرقيه ولكن بهذه الطريقه !!!
قبل كتابتي الموضوع لم يكن يخطر ببالي إلا سؤال واحد ولكن بعد كتابته تولد لدي الكثير من الأسئله بعدد قطرات البحار.........فمن هو المسؤول عن هذه الفوضى والتي تفشت إلى حد الإهمال حتى أصبحت على ماهي عليه الآن ؟ وهل من المعقول أن حكومتنا لاتعلم بذلك !! أم أنها منشغله بالأعمال الإرهابية لدرجة أنها ضاربة بكل هذا عرض الحائط ؟؟!!!
أم أن هذا بسبب الانفتاح الذي نعيشه في ظل هذا العصر مقارنة بالعصور السابقه ؟؟!!!!
أم أن هذه المصيبة يُغض عنها الطرف تحت شعار السياحة ومحاولة بائسة لجذب سيّاح الداخل !!
أم ماهو السبب بالضبط فقد أعيتني التساؤلات اللتي لم ولن أجد لها إجابات واضحة !
تقبلووووا تحياتي
خـمور تبـاع على قارعة الطـريق تحت مرأى ومسمع الجميـع !!
العرض الشجري
