الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فما أحلى الحياة في مجتمع المؤمنين فـ (انما المؤمنون اخوة ) الحجرات:10
و ((مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )) متفق عليه.
وماأعظم أن يكون (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضآ )) متفق عليه
يرق المؤمن لاخوانه بطبيعة ايمانه فهو (( من أهل الايمان بمنزلة الرأس
من الجسد يألم المؤمن لأهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس ))
و(( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )) ويهتم بعلاقات اخوته بعضهم
البعض , كما يهتم بعلاقاته بهم جميعآ.
والمؤمنون الحقيقيون جبلوا على ذلك , ويدركون جيدا أنه ( لا خير في
كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ) النساء:114
فأنت ياأخي المؤمن وياأختي المؤمنه ؟ اذا رأيت عداوة أو بغضاء أو كراهية بين
اخوانك فاحرص على أن تسعى بينهما بالصلح حتى ولو خسرت شيئآ من مالك
فانه مخلوف عليك ان شاء الله واحرص على أن تبتغي في ذلك مرضاة ربك
تعالى , لاطلب رياء أو اكتساب الرياسة فانه تعالى يقول: ( ومن يفعل
ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرآ عضيمآ ) النساء:114
أما أجر الدنيا ؛ فانك لاتعدم منه الخير فانما ( الصلح خير )
أما الآخرة فان الله لايجزيك الا بالاحسان و( هل جزاء الاحسان الا
الاحسان) الرحمن:60
فاحرص على الاصلاح بين اخوانك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل
فكلما كان يقع خلاف بين الناس سارع وقال:(( اذهبوا بنا نصلح بينهم ))
أخي المؤمن وأخيتي المؤمنه ألاتحب أن تكون من المتصدقين ؟(( ألا أدلك
على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها ؟... تصلح بين الناس اذا تفاسدوا
وتقرب بينهم اذا تباعدوا )) بل (( ان أفضل الصدقة اصلاح ذات البين )) بل انني
أدعوك لما هو أفضل من ذلك ؟ (( ألاأنبئكم بدرجة أفضل من الصلاة والصيام
والصدقة ؟ ... صلاح ذات البين )) ؛ رواه أبو داود والترمذي .
فأصلح بين اخوانك ؛ ذلك حقهم عليك ولا تخش ان اضطررت الى بعض المواراة
في الكلام للتوفيق بينهم ؛ فـ (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي
خيرآ أو يقول خيرآ ))
وقد(( رخص النبي صلى الله عليه وسلم في الكذب في ثلاث )) منها (( في
الاصلاح بين الناس )) رواه أحمد وصححه الألباني .
ولكن لا تستعرض اخوانك باغضاب الله تعالى ؛ فان (( الصلح جائز بين
المسلمين الاصلحآ حرم حلالآ أو أحل حرامآ )) رواه ابن ماجه.
فما أعضم أجرك ان أصلحت بين اخوانك ؛ فلقد قال أنس بن مالك
رضىالله عنه: (( من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة ))
وقال الأوزعي رحمه الله: (( ماخطوة أحب الى الله عز وجل من خطوة في
اصلاح ذات البين ؛ ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ))
أعاذناالله منها جمعين .
واذكر أيها المؤمن ( انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا
الله لعلكم ترحمون ) الحجرات:10
وصلى الله وسلم على محمد واّله وصحبه أجمعين .
اللهم اني أسالك الجنة وماقرب اليها من قول وعمل ؛ وأعوذ بك من سخطك
والنار وما قرب اليها من قول وعمل .
منقوووووووووول