تذوق المسلمون طعم الإيمان وسعدوا بالأمان في مجتمع الإيمان.. لذلك فإنهم لا يعتدون على أحد ولا يحبون أن يعتدي عليهم أحد؛ لأن دعوتهم دعوة السلام للبشرية جمعاء, بشرقها وغربها, بل هي رحمة للعالمين. ولذا حين تطل الحروب برأسها فالمسلمون أول الساعين إلى إخمادها قبل أن يستفحل شرها.
وقد مكث رسولنا محمد صلي الله عليه ثلاثة عشر عاما بعد البعثة شعاره فيها (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) ليثبت لمجتمعه الذي عاش فيه أنه رسول السلام بالرغم من تحمله من قومه ما لم يتحمله أحد من البشر، فقد حوصر سنوات وقوطع ومن آمن معه, واتهمه وافترى عليه الكذب كفار قريش؛ فهو مرة ساحر وأخرى شاعر وثالثة كاهن, بل هو مجنون!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل حاكوا المؤامرة لقتله إلا أن الله عصمه من الناس. وبالرغم من هذا الإيذاء والكيد أمره الله بالهجرة إلى المدينة لعله يجد فيها أرضا صالحة لدعوته للسلام ليُحق الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون.
وبالرغم من ذلك فإن المرجفين وأعداء الإسلام يصورون انتشار الإسلام أنه تحقق بقوة السيف والإكراه وليس بقوة الحجة والبيان, وهذا افتراء ظالم، فالإسلام لم ينتشر إلا بقوة المبادئ والقيم والإيمان, ولهذا كان الجهاد فريضة على كل مسلم ومسلمة لترتفع راية الحق والعدل والخير لتصد الهجمة الشرسة المعتدية على دين الله، وإرساء للحق والعدل وضمان صيانة النفوس والأعراض والأموال، لا كما يروج أعداء الإسلام الذين يرفضون وضع تحديد لمعنى مصطلح الإرهاب حتى اليوم قتلاً لمعاني الجهاد وتمييعا للمواقف وإلباس الحق بالباطل
منقوووووووووووول
العرض الشجري
