بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم وبعد
الدعاء من اهم العبادات التي تقرب الانسان الي ربة
وهو سلاح المظلومين وسبب السعادة في الدارين فمن صرف شيئاً من الدعاء لغير الله كقوله يافلان اشفني أو يافلان ارزقني فقد اشرك شركاً أكبر
والدعاء انواع منها المشروع والمحرم والغير مشروع :
الدعاء المشروع ينقسم إلي قسمين
1- دعاء الله وحده فيما لايقدر عليه إلا هو :
كان العرب قبل البعث يدعون ربهم ويجعلون الوسائط بينهم وبين ربهم في الدعاء
من الانبياء والصالحين معتقدين بأنها تشفع لهم وتقربهم عند ربهم فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم معلماً وآمراً بإفراد الله عز وجل في الدعاء :
قال تعالي ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد )
وقال تعالي (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا)
وقال تعالي (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
وقال تعالي (إياك نعبد وإياك نستعين )
وقال تعالي (إذتستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
وقال تعالي (قل أعوذ برب الفلق )
وقد علم النبي صلي الله عليه وسلم عبدالله بن عباس وهو غلام أصول التوحيد وقال له :
ياغلام ألا اعلمك كلمات ينفعك الله بهن
فقلت بلى فقال :
أحفظ الله يحفظك
أحفظ الله تجدة تجاهك
تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
2- طلب الدعاء من المخلوق فيما يقدر علية
كأن يطلب منه أن يدعوا له في صلاته أو عند ذهابه للحج أو أن يستغيثه على إنقاذه من حيوان مفترس أو من الغرق أو يستعين به على ركوب دابته أو يستعيذ به من شر أذي أعداء له
وقد اجاز الشارع هذه الأدعية بقيود منها :
1- أن يكون المدعو على قيد الحياة فلا يجوز الاستعانه بميت أو الاستغاثة به
2- أن يكون حاضراً غير غائب
3- أن يكون مستطيعا وقادراً على الفعل غير عاجز
أما الدعاء الممنوع :
دعاء المخلوق فيما لايقدر عليه إلا الله ! كأن يدعوا الإنسان الاموات من أولياء الله الصالحين أو الانبياء أو بالأحياء الغائبين :
مثل شد الرحال إلي المقابر بهدف الدعاء والتضرع عندهم يدعونهم متقربين بهم إلي الله لقضاء حوائجهم سالكين مسلك العرب في الجاهلية ويقولون ماندعوهم إلا ليقربونا إلي الله ونسو ان الله قريق يجيب الدعوة الداعي إذا دعا !
والاسلام يرفض مكرة الواسطة بين الله وعباده ويضع الإنسان أمام خالقة مباشرة
يخاطبه ويناجيه ويتقرب إليه بفعل الخيرات من غير شفيع ولا واسيط
لما انزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( وأنذرعشيرتك الاقربين )
صعد على الصفا وجمع عشيرته وقال :
يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا بني قصي !
اشتروا أنفسكم من الله فأني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ياعباس عم محمد ياصفية عمته يافاطمة ابنته ، ثم نادي كل رجل بأسمه وكل أمرأة بأسمها ،
هذا وهوا حي بينهم يطلب منهم التقرب إلي الله مباشرة ويقول الله عز وجل ( ادعوني استجب لكم )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم افزعوا إلي الله في حوائجكم ووالجئوا إليه . أو كما قال
اخواني الطريق موجز قصير في قضاء الحاجات وتفريج الكربات بين العبد وسيده ومالك أمره من دون صرف أموال ولا قطع مسافات ولا اختيار وساطات
العرض العادي
