[align=justify]كنت جالساً ذات يوم في صالة المغادرة بالمطار أترقب وقت موعد صعود الطائرة 9.45 مساءً ،، وبينما أنا كذلك إذ بي أفاجأ بتأخير موعد إقلاع الطائرة من الساعة 10.30 إلى الساعة 11.30 ليلاً ،، فتضجرت من ذلك كثيراً ،، فماذا اصنع في هذه الساعة ؟!! ولكن قلت لنفسي : الحمد الله على كل حال ،، فلعله شر صرفه الله عنا ،، وتوجهت بعدها إلى معرض المبيعات بصالة المغادرة محاولة مني في تمضية الوقت ،، وأثناء تجولي بالمعرض وصلت إلى قسم الكتب وأخذت اقلب النظر في الكتب المعروضة فشدني كتاب وقع عليه بصري ،، كان عنوان الكتاب غريبا نوعا ما ( شوربة الدجاج للحياة ) الإصدار الثالث ، وكان مكتوب في أسفل الغلاف 101 قصة لرقة القلب وصفاء الروح ،، فشدتني هذه العبارة كثيراً ،، وشدني أكثر هو اسم صاحبي الكتاب وهما : جاك كانفيلد و مارك فيكتور هانسن صاحبا الحضور الواضح والانتشار الواسع في أمريكا ،، فاشتريت الكتاب دون تردد ،، وتوجهت بعدها إلى صالة الطعام بالمطار وأخذت شيئا من القهوة وأخذت أتجول بين قصص الكتاب ،، فقد كانت القصص على شكل أقسام منوعة ،، فهناك قسم خاص بقصص الحب ، وقسم آخر خاص بالتغلب على العوائق ..... الخ من الأقسام ،، غير أن قسم من الأقسام لفت انتباهي وكسب إعجابي ،، فقد كانت عن قصص الموت والاحتضار ، وذلك لسببين : أول تلك الأسباب هو أن سفري هذا كان بسبب وفاة قريبة لي حيث التشابه في الحال ، أما السبب الثاني فهو أن المشاعر في مثل هذه اللحظات تكون صادقة ورقيقة ،، وكم والله نحتاج إلى رقة المشاعر وصدقها في حياتنا ،، فأخذت أتجول بين قصص هذا القسم حتى وقعت عيني على قصة استوقفتني كثيرا ،، ولا أخفيكم سراً بأن دمعة من عيني سالت على خدي عند آخر فصل من فصول هذه القصة .
القصة يرويها لنا المؤلفين على لسان سندي دي هولمز المعلم والعائل للرعاية الصحية في نفس الوقت ،،،
عنوان هذه القصة ( أرجو أن تلبسيني رداءً أحمراً ) ..........
*********************
يقول سندي دي هولمز : لقد عملت من خلال مهنتي المزدوجة كمعلم وعائل للرعاية الصحية مع العديد من الأطفال المصابين بالفيروس الذي يسبب مرض ( الإيدز ) .،، لقد كانت العلاقات التي أقيمها مع أولئك الأطفال غير العاديين قد أثرت كثيراً في حياتي . لقد علموني أشياء كثيرة جداً أهمها أن الشجاعة العظيمة أن تكون موجودة في اضعف المخلوقات . كان من بينهم طفلاً يمسى "تايلر"لقد ولد "تايلر " مصاب بفيروس " الإيدز " ، وكانت أمه مصابة به ، ومنذ بداية حياته كان يتناول كثيراً من الأدوية لتساعده على البقاء حياً ، عندما بلغ الخامسة من عمره ، تم زراعة أنبوب بطريقة جراحية في وريد في صدره ، وكان الأنبوب متصلاً بمضخة كان يحملها في حقيبة على ظهره ، وكانت الأدوية تعلق على هذه المضخة ، تدخل عن طريق هذا الأنبوب إلى مجرى الدم ، وكان أحيانا يحتاج إلى أكسجين إضافي لتقوية تنفسه ،، لم يكن " تايلر " مستعدا للتخلي عن لحظة واحدة من طفولته والاستسلام لهذا المرض القاتل ، فلم يكن غريباً أن تراه يلعب ويتسابق حول الفناء الخلفي ، وهو يحمل حقيبة الدواء ، ويجر وراءه أنبوب الأكسجين في عربته الصغيرة . وكنا جميعا ندهش من سعادته الغامرة لكونه على قيد الحياة ، والطاقة التي كانت تمنحها له تلك السعادة .
كانت والدة " تايلر" تمزح معه فتقول له إنه يتحرك بسرعة لدرجة أنها تضطر إلى أن تلبسه رداءً أحمر . ليمكنها أن تراه عندما تنظر من النافذة وهو يلعب بالفناء ، ويمكنها أن تحدد مكانه بسرعة من بين أنداده .
لقد استطاع ذلك المرض المخيف أن ينهك أمثال "تايلر" ذلك الدينامو الصغير ،لقد اشتد عليه المرض ولسوء الحظ حدث نفس الشيء مع أمه المصابة بنفس المرض عندما أصبح الأمر واضحا أنه لن يبقى حياً ، تحدثت أمه معه عن الموت ، فكانت تواسيه بأن تقول له أنها الأخرى تحتضر وعلى وشك الموت وسوف تكون معه في القريب العاجل في الجنة .
قبل موته بعدة أيام ، أشار إليّ لكي أقترب من سريره في المستشفى همس لي وقال : " قد أموت قريبا . إنني لست خائفا ، ولكن عندما أموت أرجو أن تلبسيني رداءً أحمر . لقد وعدتني أمي بالحضور إلى الجنة ، وعندما تحضر سأكون ساعتها منهمكاً في اللعب ، وأريد أن أضمن أنها سوف تستطيع أن تجدني ".[/CENTER]
قصة أرويها لكم بدون تعليق ،، سأترك التعليق لكم
ولكم مني تحية عطرة يبقى عطرها ما بقيت مشاعركم الصادقة
أخوكم : أبو نوووف