طبعا..ليس ضروريا ان تعتذر عن اذية لم تتسبب فيها و قد يكون من الحكمة احيانا ان تنتبه لما تقوله. يقول مثل
قديم كثرة الكلام لا تخلو من معصية و مع ذلك يمكنك ان تكون لطيفا و مستعدا للمساعدة.
لكن اليس صحيحا ان اشخاصا كثيرين يحجمون عن الاعتذار, حتى عندما لا يتعلق الامر بدعاوي قضائية؟ ففي البيت قد تشتكي الزوجة *زوجي لا يعتذر ابدا عن شئ) و في العمل قد يتذمر المسؤول عن العمال* ان الرجال الذين يعملون تحت اشرافي لا يعترفون باخطائهم و ناذرا ما يعتذرون) و في المدرسة قد يقول المعلم * لم يدرب الاطفال على القول انا اسف) .
ان احد الاسباب التي تجعل المرء يتردد في الاعتذار هو الخوف من الرفض. فبسبب القلق من ان يعامل بجفاء و عدم اكتراث, قد لا يعبر عن حقيقة مشاعره. و من الممكن ايضا ان يتجنب الشخص الذي تأذى المسيء كاملا, الامر الذي يجعل المصالحة صعبة جدا.
ان عدم الاهتمام بمشاعر الاخرين لشيء خطير و هو كذلك سبب اخر يجعل البعض يتردد في الاعتذار. فيمكن ان يستنتجوا * لم الاعتذار ما دام اعتذاري لن يبطل الخطأ الذي ارتكبته). و هناك ايضا اشخاص يترددون في القول انهم اسفون بسبب العواقب المحتملة فيفكرون * هل ساعتبر مسؤولا و يطلب مني التعويض؟)
الا ان العائق الاقوى امام الاعتراف بالخطأ هو الكبرياء...
فالشخص الذي لا تسمح له كبرياؤه بالقول * انا اسف* يمكن ان يقول في قرارة نفسه. * لا اريد ان اعترف بخطاي لئلا افقد احترام الناس لي. فذلك يضعني في موقف ضعيف).
لشتى الاسباب يشعر الكثيرون ان تقديم كلمة اعتذار امر صعب. و لكن هل الاعتذار ضروري حقا؟ و ما هي فوائذ الاعتذار؟؟؟
الاعتذار مفتاح السلام
الاعتذار قوة بالغة التاثير. فهو يحل الخلافات جون عنف, يصلح بين الامم المتنازعة و يتيح للحكومات ان تقر بالم مواطنيها و يعيد التوازن الى العلاقات الشخصية.
لا ينبغي ان يسمح المرء لكبريائه بان تمنعه من التنازل, الاعتذار و طلب الغفران , و طبعا, لن يكون صعبا جدا على الاشخاص الصادقين في تواضعهم ان يعتذروا.
الاعتذار قوة
تفتح تعابير الاسف الصادقة المجال لمزيد من الاتصال..اذا يمكن ان تساعدنا كلمات الاعتذار على صنع السلام.
نعم, ان الاعتراف باخطائنا و الاعتذار عن الضرر الذي الحقناه يمكن ان يتيحا الفرص لمناقشات بناءة تعيد لكلا لشخصين اعتباره..
لكنني لم ارتكب اي خطأ؟؟...عندما نعلم بان ما قلناه او فعلناه اساء الى شخص ما, قد نشعر بان هذا الشخص يضخم الامور او انه حساس اكثر عن اللزوم او انه حاقد عنا و مع ذلك.. سواء اشعرت انك اسأت اليه ام لا..قبل ان تقصد اقامة صلاتك الى الله..تذكر ان لاخيك شيئا عليك فاترك صلاتك امام الله و اذهب صالح اخاك اولا و حينئذ ارجع و اتمم صلاتك اذا اردت ان تكون صلاتك مقبولة منك. لان في الواقع عندما ينشا خلاف بين شخصين, يمكن ان يقع اللوم على كل منهما لانهما ناقصان و عرضة لارتكاب الاخطاء و هذا يستلزم تنازلات متبادلة بعد عداء متبادل. و ليس الامر المهم اثبات من على صواب و من على خطا..بل المهم ان ياخذ الشخص المبادرة الى صنع السلام .
فان المبدأ هنا واضح تماما..و هو السلام و اللطف بين الناس المومنين اهم من البرهان من على صواب و من على خطا و ابقاء هذا المبدا في الذهن يسهل علينا ان نعتذر عن اساءة يعتقد شخص ما اننا ارتكبناها بحقه. و من المهم ان يكون المرء صادقا عند تقديمه الاعتذار بنغمة و صوت يعبران عن اسف حقيقي و يرافق ذلك تصميم على عدم تكرار الخطا و هكذا نكون قد بذلنا جهدا امام الله لتصحيح الضرر الى الحد الممكن, و ينبغي للشخص المستاء ان يسامح بدوره المخطئ التائب.
ان كان احد لا يعثر في الكلام..فذاك اذا انسان كامل قادر.. و ليس الكمال الا لله عز وجل!!!
تحياتي ودعواتي للخاطئين التائبين
منقووووووووووول
العرض الشجري
