بسم الله الرحمن الرحيم ....
إخوتي و إخواتي ...... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....
أما بعد ......
( تاب الله علي ) ربما لو أن شخصا قرأ هذه العبارة فإن أول ما سيخطر على ذهنه هو أن الله يتوب على العبد من معصية كان العبد يصر عليها...
بل إني أتحدى أحدا أن يخطر على ذهنه غير ذلك...
كلنا نعلم أن الله يفرح بتوبة العبد من ذنب كان العبد يصر عليه فقد ورد في الحديث الشريف أن الله أشد فرحا بتوبة العبد من الرجل الذي فقد راحلته ثم حين أيقن الهلاك وجدها ... فمن الطبيعي أن يتوب الله على العبد من المعاصي ... و لكن الحقيقة - و كما يقال تكون أحيانا أغرب من الخيال - هي غير ذلك ...
أسألكم سؤالا : هل يتوب الله على العبد من الطاعة ؟ سؤال غريب ، أليس كذلك ! و لكن السؤال الأغرب هو : هل يتوب الله على العبد من فريضة فرضها الله على العبد ؟ دعوني أجيب نيابة عنكم فالسؤال أصعب من أن تفكروا أن تجدوا له إجابة ...
نعم يا إخواني إن الله يتوب على العبد من فريضة فرضها الله ... كيف ؟
ها هو الجواب : فقد جلست مرات عديدة مع أناس نتحدث و نتسامر حتى إذا جاء و قت الصلاة و سمعت قول المؤذن (الله أكبر الله أكبر) قلت لهم : أنا ذاهب لأصلي ، ألن تأتوا معي؟ يرد علي أحدهم قائلا : لا ، أسأله : و لم ؟ يقول : تاب الله علينا ... ثم يضحك هو و من معه ، حال فعله : ليس لله أهمية عندي ، سبحان الله ((أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)) ،
يتفوهون بالكلمة دون أن يلقوا لها بالا فتهوي بهم في جهنم سبعين خريفا - كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - ، يستهزئون بالله و بالصلاة فأي إيمان بعد ذلك بل قل أي إسلام بعد ذلك ((قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) ...
الموضوع أكبر من أن أتحدث عنه و أنا لا أريد ان أطيل عليكم فخير الكلام ما قل و دل ... و لكني أحببت أن ألقي الضوء على هذه الناحية الهامة جدا حتى لو حدثت لأحدكم فلا يجلس مع مثل أولائك القوم فالله يقول ((فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)) ...
ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد ...
هذا و أسأل الله أن يوفقنا لما فيه صلاح هذه الأمة .....
و الله أعلى و أعلم .......