أن الغريزة من أقوى الغرائز وأعنفها , وهي تلح على صاحبها دائماً في إيجاد مجال لها , فإذا لم يكن ثمة ما يشبعها , انتاب الإنسان الكثير من القلق والاضطرابات , ونزعت به إلى شر الحرام , والزواج هو أحسن وضع طبيعي , وأنسب مجال حيوي لإرواء الغريزة وإشباعها , فيهدأ البدن من الاضطراب , وتسكن النفس من الصراع , ويكف النظر عن التطلع إلى الحرام , وطمئن العاطفة إلى ما أحل الله .
وقال الله تعالى (ومن آياته أهن خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بنكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
عن أنس رضي الله عنه , أن نفراً من أصحاب النبي على الصلاه والسلام سألوا أزواج النبي عليه الصلاه والسلام عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا أتزوج النساء . وقال بعضهم : لا آكل اللحم . وقال بعضهم : لا أنام على فراش . فحمدلله وأثنى عليه , فقال : ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ؟ لكنى أصلي وأنام , وأصوم وأفطر , وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي , فليس مني .
وعن عبدالله بن عمرو , رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المراة الصالحة .
وعن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله , والمكاتب الذي يريد الأداء , والناكح الذي يريد العفاف .
والحكمة من الزواج : لما يترتب عليه من آثار نافعة تعود على الفرد نفسه , وعلى الامة جميعاً , وعلى النوع الإنساني عامة .