بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:\
جاء في القرآن الكريم والسنة ما يدل على أن لملك الموت أعواناً من الملائكة، ففي القرآن ورد قوله سبحانه:وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ [الأنعام:61].
قال ابن كثير في تفسيره: إن ملائكة موكلون بذلك، قال ابن عباس وغير واحد: لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم.
ويشهد لهذا ما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب...... الحديث.
وأما قولك: كيف يقبض ملك الموت الأرواح في وقت واحد؟ فالجواب أن الله تعالى يقرب له مسافات الأرض حتى تكون مثل القصعة بين يديه، قال القرطبي روي عن مجاهد أن الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الإنسان يأخذ من حيث شاء، قال ابن كثير وروى زهير بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مرفوعاً- قال به ابن عباس رضي الله عنهما.
وأما بخصوص ما صدرت به سؤالك من أن تدبير أمور الخلائق يتم في ليلة النصف من شعبان من كل سنة. فالصحيح من أقوال أهل العلم أن ذلك يتم ليلة القدر من رمضان وليس في شعبان كما ذكرت. وانظر تفاصيل ذلك في الفتوى رقم:
11483.
والله أعلم.
هل رؤية الميت روحه عند مفارقتها لجسده حقيقة؟
لرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الروح إذا قبض تبعه البصر، وهذا يدل على أن الروح شيء يُرَى -كما ذكر السائل- نقلاً عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وهو قول أهل السنة، وخالف في ذلك المتكلمون فقالوا في الروح كلاماً كثيراً لا طائل تحته.
فنحن نعتقد أن الروح ترى كما ورد في الحديث، ونعتقد أن الميت يرى روحه عند مفارقتها لجسده، لينظر أين تذهب، ولكن كيفية هذه الرؤية وكم تدوم؟ هذا ما لا نعلمه، فإن العقل يبقى عاجزاً عن تصور كثيرٍ من أمور الآخرة ومقدمات ذلك، والواجب التسليم لما جاء عن الله ورسوله، ففي ذلك العصمة من الزلل.
ومما يجدر التنبه له أن الله جل وعلا قال: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء:85] .
فأمر الروح قد استأثر الله جل وعلا به، فلذلك لا يعلم عنها إنسان القرن الواحد والعشرين -وهي بين جنبيه يدرك بها ولا يدركها- أكثر مما علمه عنها إنسان العصور الحجرية، فالباب فيما يتعلق بعلمها باب أوصده الله، وسيظل موصداً إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
والله أعلم.