السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان السلف الصالح يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في شجاعة عجيبة ، حتى أنهم ربما عرضوا أنفسهم لبطش طاغية أو إيذاء ظالم ، لا يبتغون من ذلك سوى القيام بحـق الله تعالى ، عاملين بقول رسـول الله صلى الله عـليه وسـلم : ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) ، ولهم في ذلك قصص عجيبة ، من ذلك :
أن أحمد بن محمد الخراساني النوري صاحب الجنيد ، كان إذا رأى منكراً غيره ، ولو كان فيه تلفه ، نزل يوماً فرأى زورقاً فيه ثلاثون دناً ، فقال للملاح : ما هذا ؟ قال : ما يلزمك ؟ فألح عليه ، فقال : أنت والله صوفي كثير الفضول ، هذا خمر للمعتضد – الخليفة العباسي – ، قال : أعطني ذلك المدرى ، فاغتاظ وقال لأجيره : ناوله حتى أبصر ما يصنع ، فأخذه ، ونزل فكسرها كلها غير دنّ ، فأخذ فأدخل إلى المعتضد فقال : من أنت ويلك ؟ قال : محتسب ، قال : ومن ولاك الحسبة ؟ قال: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين ! فأطرق ، وقال : ما حملك على فعلك ؟ قال : شفقة مني عليك ! قال : كيف سلم هذا الدن ؟ فذكر أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة خاشعة ، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه ، فارتاب فيها ، فتركه .
إحسـ K ــاس