أقْبلتْ عليَّ بوجهها ، كأنه’ البدر’ في الـسـمـــــــــــاء
وتلألأَ ثغرهـا ببسمةٍ ، كبريقِ نجمٍ في الفضــــــــــاء
تمالكني حينها شعور’’ غـريـــبْ ، فلمْ أستفـقْ ، إلأّ وأنا منها قــريـــــــــــبْ
فجسميْ من الشوقِ لضمّهـا قد امتـلأْ ، وروحيْ من الوجـد لعناقـهـــا تغافلَ عن أنظـار المـلأْ
ضممت’ خدّيْ على صدرهـــا ، كـلـهـفةِ الرضيعِ لثدي ’أمّهِ ولـهــانـــــــــــــــــا
فتنـهّـدتْ ، واملئـتْ جوّيْ عـطــرا" ومـسكــا" وريـحــانـــــــــــــــــــا
تتـنــافـس’ حـــروف الـحــب مع نبضاتِ قـلـبـهـــا ، أيّهــا يـسـبــق’ إلـى مـسـمـعـــــــيْ
وألوان’ طـيفـهـــا بالـشــوق تـمـازجـــتْ ، من حـيــن تـنـهّـــدهــــــــا إلـى مـرجــعـــــــيْ
فـغــفـوت’ بـحــضـنـهـــا غـفــوة’ الـمـلــوكِ عـلــى الأرآئــك مـتّـــكــئيــنْ
وهنأت’ بأعـظــم مـرقــدٍ ، وبـلــغـت’ أقـصــــى درجـــــات الــحنـيـــــــــنْ
تـصـــارعــت’وجـنـتـــايَ وتـجـــادلـتْ ، كـلاهــمـــا بالـنعــومـــةِ يـشـهــــدْ ويـعـتــــــرفْ
فهــذا علـى كـفٍّ ألـيـــن’ من الـحــريـــــرْ ، وذاك علـى حضنٍ ، قـدْ نـال مرتبة الـشـــــرفْ
بلـمـســةٍ علـى تلـك الـجـوانة ، كـــــــــــــــــاد بهــا عـقــــلي يــطــيــــــــــــــــــــرْ
وتداخـلِ الـــدم’ فـي عــروقـــي ، وأضـــــــــــــاع بـلــهــفـتـــــــــه الـمـســيـــــــــــــــــــرْ
تـفـجّــــرتْ بـراكـيـــــن’ الـعـشــقِ من الـحـشــــــا ، وبـلـغـــــت’ بـنـشــوتـي غـايـــــــــهْ
ورسـمــت’ بمــزيـــج طـيـفـنــــا عـَلمــــا" ، ووضـعـــت’ وســامَ ’ حبّـنـــا فـيـــه رايـــهْ
فـقــصيـــر’ اللــيــل بمـأنـسـهـــــــا يـطــــــولْ ، وضنْك’ الـعيــــشِ بمـهمــسهـــــا يــزولْ
إدمـعــيْ يـا عيـــــــن’ ، وجففّـــــــي بالـرّمــــــشِ عـبــــــــــــــــــــرهْ
فلنْ ينعـــمَ الخدّ’ بمـرقــــدٍ بـعــدهــــــا ، ولنْ تهنــــأ الـعـيـــــن’ لـغيــــرهـــا بـنظــــــــــرهْ
حاولــــت’ أنْ أكـتـــــبَ هـذه الغـفــوة فـي قـامــوس ذكـريـــاتــيْ
وتـمــاديـــت’ لـتسـطيـــــرهـا علـى ســجـــل صـفـحـــــــــــاتــيْ
فـلـــمْ ’تـكْـــتـــــــــــبْ ، ولـــمْ ’تـسـطّـــــــــــرْ
ولـكنّـهـــــــا ’نـقـــــــشـــــــتْ علـى جـــدرانِ أضلعيْ ، وســـرتْ مع الــدمِ فـي عــروقـــــــيْ
بأنّهـا أروع’ وأجـمــل’ ( غــفــــــــوةٍ بـيـــن أحـضــــانــهـــــــــا ) كـانـــــــــــتْ فـي حـيــــــــــــاتيْ
اخوكم
حمد