العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-06-2004, 05:57 PM   رقم المشاركة : 1
PaL vOiCe
( ود فعّال )
 





PaL vOiCe غير متصل

ماشطة بنات فرعون واولادها

ماشطة بنات فرعون وأولادُها كانت تعيش هي وزوجها .. ‏في ظل ملك فرعون .. ‏زوجها مقرب من فرعون .. ‏وهي خادمة ومربية لبنات فرعون ..‏فمن الله عليهما بالإيمان .. ‏فلم يلبث زوجها أن علم فرعون بإيمانه فقتله ..‏فلم تزل الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون .. ‏وتنفق على أولادها الخمسة .. ‏تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها ..‏فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً .. ‏إذ وقع المشط من يدها ..‏فقالت : ‏بسم الله .. ‏فقالت ابنة فرعون : ‏الله .. ‏أبي ؟فصاحت الماشطة بابنة فرعون : ‏كلا .. ‏بل الله .. ‏ربي .. ‏وربُّك .. ‏وربُّ أبيك ..‏فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها ..‏ثم أخبرت أباها بذلك .. ‏فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره ..‏فدعا بها .. ‏وقال لها : ‏من ربك ؟ قالت : ‏ربي وربك الله ..‏فأمرها بالرجوع عن دينها .. ‏وحبسها .. ‏وضربها .. ‏فلم ترجع عن دينها .. ‏فأمر فرعون بقدر من نحاس فملئت بالزيت .. ‏ثم أحمي .. ‏حتى غلا ..‏وأوقفها أمام القدر .. ‏فلما رأت العذاب .. ‏أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى .. ‏فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة .. ‏الأيتام الذين تكدح لهم ..‏وتطعمهم .. ‏فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة .. ‏تدور أعينهم .. ‏ولا يدرون إلى أين يساقون .. ‏فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون .. ‏فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي .. ‏وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها .. ‏وألقمته ثديها ..‏فلما رأى فرعون هذا المنظر ..‏أمر بأكبرهم .. ‏فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي .. ‏والغلام يصيح بأمه ويستغيث .. ‏ويسترحم الجنود .. ‏ويتوسل إلى فرعون .. ‏ويحاول الفكاك والهرب ..‏وينادي إخوته الصغار .. ‏ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين .. ‏وهم يصفعونه ويدفعونه ..‏وأمه تنظر إليه .. ‏وتودّعه ..‏فما هي إلا لحظات .. ‏حتى ألقي الصغير في الزيت .. ‏والأم تبكي وتنظر .. ‏وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة .. ‏حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل .. ‏وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت .. ‏نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله .. ‏فأبت عليه ذلك ..‏فغضب فرعون .. ‏وأمر بولدها الثاني .. ‏فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث .. ‏فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت .. ‏وهي تنظر إليه .. ‏حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه .. ‏والأم ثابتة على دينها .. ‏موقنة بلقاء ربها ..‏ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت .. ‏وفعل به ما فعل بأخويه ..‏والأم ثابتة على دينها .. ‏فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت ..‏فأقبل الجنود إليه .. ‏وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه .. ‏فلما جذبه الجنود .. ‏بكى وانطرح على قدمي أمه .. ‏ودموعه تجري على رجليها .. ‏وهي تحاول أن تحمله مع أخيه ..‏تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها .. ‏فحالوا بينه وبينها .. ‏وحملوه من يديه الصغيرتين .. ‏وهو يبكي ويستغيث .. ‏ويتوسل بكلمات غير مفهومة .. ‏وهم لا يرحمونه ..‏وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي .. ‏وغاب الجسد .. ‏وانقطع الصوت .. ‏وشمت الأم رائحة اللحم .. ‏وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها ..‏تنظر الأم إلى عظامه .. ‏وقد رحل عنها إلى دار أخرى ..‏وهي تبكي .. ‏وتتقطع لفراقه .‏فجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك ..‏فالتفتوا إليها .. ‏وتدافعوا عليها ..‏وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها .. ‏وكان قد التقم ثديها ..‏فلما انتزع منها .. ‏صرخ الصغير .. ‏وبكت المسكينة .. ‏فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها .. ‏أنطق الصبي في مهده وقال لها :‏يا أماه اصبري فإنك على الحق ..‏ثم انقطع صوته عنها .. ‏وغيِّب في القدر مع إخوته ..‏ألقي في الزيت .. وذهب الأولاد الخمسة .. ‏وهاهي عظامهم يلوح بها القدر ..‏ولحمهم يفور به الزيت .. ‏تنظر المسكينة .. ‏إلى هذه العظام الصغيرة ..‏عظام من ؟ إنهم أولادها .. ‏الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسروراً .. ‏إنهم فلذات كبدها .. ‏وعصارة قلبها .. ‏الذين لما فارقوها .. ‏كأن قلبها أخرج من صدرها ..‏طالما ركضوا إليها ..‏وارتموا بين يديها ..‏وضمتهم إلى صدرها .. ‏وألبستهم ثيابهم بيدها .. ‏ومسحت دموعهم بأصابعها .. ‏ثم هاهم ينتزعون من بين يديها .. ‏ويقتلون أمام ناظريها ..‏وتركوها وحيدة وتولوا عنها .. ‏وعن قريب ستكون معهم ..‏كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب .. ‏بكلمة كفر تسمعها لفرعون .. ‏لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى ..‏ثم .. ‏لما لم يبق إلا هي .. ‏أقبلوا إليها كالكلاب الضارية .. ‏ودفعوها إلى القدر ..‏فلما حملوها ليقذفوها في الزيت .. ‏نظرت إلى عظام أولادها .. ‏فتذكرت اجتماعهم معهم في الحياة .. ‏فالتفتت إلى فرعون وقالت : ‏لي إليك حاجة .. ‏فصاح بها وقال : ‏ما حاجتك ؟ فقالت : ‏أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد .. ‏ثم أغمضت عينيها ..‏وألقيت في القدر .. ‏واحترق جسدها .. ‏وطفت عظامها ..‏فلله در هذه الماشطة ما أعظم ثباتها .. ‏وأكثر ثوابها ..ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها .. ‏فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما ( رواه البيهقي : ( ‏( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة .. ‏فقلت: ‏ما هذه الرائحة ؟ فقيل لي : ‏هذه ماشطة بنات فرعون وأولادُها).. )‏الله أكبر تعبت قليلاً .. ‏لكنها استراحت كثيراً ..‏)))) ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * ‏فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * ‏يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين * ‏الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم * ‏الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * ‏فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ((مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها .. ‏وجاورت ربها ..‏ويرجى أن تكون اليوم في جنات ونهر .. ‏ومقعد صدق عند مليك مقتدر .. ‏وهي اليوم أحسن منها في الدنيا حالاً .. ‏وأكثر نعيماً وجمالاً (( اللهم ثبتنا وإياكم بالقول الثابت ... اللهم لاتزغ قلوبنا.... آمين رب العالمين ))







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية