اعتاد الصباح وقفتها
زرعت ملامح جسدها قرب نافذة ذلك القصر
شامخة ... رشيقة .. تفيض بكل البهاء
اعتاد الصباح وقفتها ..
تتلمس الطريق عيناها ..
من خلف الزجاج الرطب ..
بكل أمل تنتظر الأمنية تتجسد أمام بوابتها
اعتاد الصباح .. أن يسابق الزمن خيالها
وتحتضن الرجاء
وتحكي للندى روايات تعشقها
ألفت البلابل وجودها
وتنفست الورود طلتها
واخضرت الأشجار برؤيتها
اعتاد الصباح الانتظار
وعشق الانتظار برفقتها
وهكذا ..حتى تودع الشمس أجفانها
وسجى الليل يحجب ملامح الطريق
فتتمايل شاعرة بالنعاس
متعبة من الانتظار
وتمر الصباحات
وسيدة الصباح ترنو الطريق
ليهب لها أمنيتها
بلا كلل صامدة
وشفاهها تبتهل وتتسآل : متى الوصول ؟؟
واتى ذاك الصباح المرتقب
ورأت الطريق يزدان بعربته المسرعة نحو قصرها
هتفت بكل الفرح
أخيرا .. أخيرا أتى
اقتلعت جذورها وصارت أقدامها تسبق الأفكار
ومئات الأسئلة في بالها
باترىكيف تناديه ؟؟؟
يا ترى بماذا تحاكيه ؟؟
كيف ستحضنه ؟؟
كيف تلمسه ؟؟
بأي أشعار تغازله وتناجيه ؟؟
متقطعة الأنفاس وصلت
قرب بوابتها وقفت
فتحتها مرحبة
لم تستطع إطباق جفنيها
حتى لا تفوتها تلك اللحظة الخالدة
لحظة لقاء الحبيب ..
فتح باب العربة وخرج
طويلا .......ممشوقا...ساحرا بملامح الرجولة
تقدم بخطوات واثقة نحوها
عيناها لا تفارق عينيه
تخاف أن تخطف من الهواء نسمة
فتسرع في فؤادها النبضة
اقبل
فرأت معه مستقبل يبسط مدى الألوان المعطرة
تمتزج بالسعادة
رأت معه الحياة
أسرعت تمد يديها لتحضنه
لتحضن الأمنية المجيدة
لم تدركه فقد التفت فجأة إلى الوراء مستجيبا لنداء أنثوي
وممسكا بأنامل ناعمة ليساعدها على الخروج من العربة
واصطاد عينها مشهد ما يلمع في اليد الناعمة
فنطفا النور فيها
وشلت مشاعرها
وقف الوقت حينها لأول مره يسخر بصوت قاسي من الخيال
والآمال.....
مزق أوراق الأماني.....
واحرق طريق الانتظار.....
اخرس بلابلها....
وخنق ورودها ......
أباد أشجارها حينها
أعلن الفرح رحيله
وانقرضت الأمنية
وخانها الانتظار......
تفتت قواها
وتشنج الإحساس
وتجمد قلبها ......
ودعت عيناها الطريق بدمعة متحجرة
وتسللت آخر أنفاسها بصمت .....
وفقد الطريق ....
عاشقة الانتظار .
دفء الجفون
{عاشقه الانتظار}
|