قلبي ينهرني .. ويصرخ في مشاعري
لا تبتعدي ..
وعقلي يشدني .. عالياً وقاره الثقيل ..
اذهبي بعيداً عن أرضه .. عن عالمه ..
عن مجرته .. إذا استطعت ..
تطايرت أشلائي .. في اتجاهات معاكسة ..
تنتزعك مني .. وتنتزعني من نفسي ..
ولا يزال البحث جارياً ..
عن أشلاء ضائعة .. وأحاسيس ممزقه ..
وجدوهم جميعاً .. أعادوا ترميمهم ..
وإصلاح ما أفسده الحب ..
إلا قلبي الشارد .. لم يتم العثور عليه ..
بعد أن هاجر عائداً ..
إلي أعماقك ...!
كنت أسخر من الذين يتزوجون ..
أحضر أفراحهم .. مواسيه ..
فلم أتخيل أن هناك مخلوقاً
يستحق أن أسكب حياتي بين صباحاته ..
وأن أهدرها طاعة وسمعا .. عند مساءاته ..
في عقد أبدي .. يدمر حريتي ..
وعندما التقينا .. خطفتك بشراهة نساء العالم ..
وبحثت عن شيء أهديه إليك ..
أغلى من حريتي .. وأثمن من استقلاليتي ..
وأكبر من عمري ..
أطرحه فداء لأيامك ..
وأتحسر على لحظات لم أعشها معك ..
فمتى تهديني شهادة ميلادي ؟!
إن رحلت لعين الشمس ..
أصعد إليها .. لأحترق معك ..
إن هبطت في أعماق البحر ..
أغوص إليه .. لأغرق معك ..
إن دخلت كهف السباع ..
أرتمي بين فكيها .. لأهلك معك ..
ولكن ... إن ذهبت " إليها "
سراً .. أو علناً ..
سأهجرك بالعذاب ..
وأقتلك بالفراق ..
ثم أنسى ما كتبته لي الأقدار ..
معك ...!
هل سمعت يوماً أن رياحاً استأذنت عند الهبوب...؟
هل رأيت برقاً يعتذر قبل الوميض...؟
أو رعداً يتوسل إليك أن تسامحه بعدما صم أذنيك...؟
فلماذا تطلب مني أن أحيطك علماً قبل رحيلي...؟!
عيوبي التي تعايرني بها
لم أخبئها عندما عرفتك..
ومعك كل الحق..
فقد أوقعني أكبرها في حبك..!
خارج حدود الساعة..
استرقت الرؤية من شرفة التاريخ..
حضرت الشمس متجلية.. دون محرم..
تشهد على رؤياي.. من هامش الزمن..
وتصادق على تهمتي المبتورة..
من ضلع الأيام.. أنا الجانية..
وأنا المجني عليها..
بتهمة الوحدة.. والغربة..
وانتهاك حقها في استراق نبضة..
خلف ستائر القلب!!
حروفي التي غزلتها لك.. من ضياء الروح..
ودفء القلب.. وآهة الوجدان..
تناثرت على الطرقات المسفوحة..
لا الأرض قبلت أن تبتلعها..
ولا الرياح رضيت أن تطير معها..
حتى البحار.. رفضت أن تغرقها..
خفت على دماء الحروف النازفة..
من التشرد ووطأة الأقدام.. حملتها..
عائده إلى قبري.. كي ألقي بها..
في سلة الحياة..!