عندما نقف - واتمنى ان يقف الجميع معي- عن طريقة علاقاتنا بغيرنا وهل فيها مايستحق الاثاره، وما يستحق ايضا ان نحكم على انفسنا من خلالها بالرضى التام .وأن علاقتنا بغيرنا لها معنى قد وعيناه وبلغناه .
فهل نستطيع ان نقرب كل من أراد الاندماج معنا وأننا فعلا بعيدين عن الانغلاق والتحفظ عمن هو غريب؟
مثلا :الشخص الاجنبي الذي يأتي لبلادنا لعمل أوسياحة أوزيارة أو لأي امر.هل نراه فعلا يتكيف ويندمج مع مجتمعنا ، ام نراه في عزلة تامة عنا ؟ وهل هناك فعلا من يقضي سنينا بيننا دون أن نحس بوجوده ، أو ان نتقارب معه ، وهو يذهب بعدها وليس في فكره الا انطباع واحد عن هذه البلد التي كان فيها وامضى فيها وقتا ليس بالقليل بأنما هي محطة في حياته كانت جافة من اي تواصل فكري واجتماعي مع اهلها ،وانما كانت غاية ماحصل عليه منها هو مااتى من اجله فقط ،وانتهت علاقته بها بمجرد انقضاء غايته منها ،ولم يبقى بنفسه مايربطه بها كصداقات او قرابات ود عميقة ، حتى انه قد لايكون قد توصل لمفهوم دقيق لفكر اهلها ، سوى انهم قوم لايقبلونه كغريب .
حتى وان كسر احد هذه الانغلاق - وهم ليسوا بقليل- نراهم ينتقدون ويقال لهم : ماوجدتم الا ان تصاحبوا...(تخير) .
على عكسنا تماما نرى ان هناك مجتمعات ترحب به ، وتحتضنه ، ونراه فيها يعيش مع اهلها حياتهم بكل مافيها من تنوع ولا يحس فيها بغربة رغم انه فعلا غريب ونراه معروفا لدى جيرانه وأبناء منطقته التي يسكن فيها وتربطه علاقات قوية بهم فهم يحاولون ان يتفهمونه .
لكن ماذا عنا لو عرفناه ، واعتبرناه صديقا او زميلا او حتى شقيق ، وحاولنا ان نذيب كل الفروق الاجتماعية المصكوكة وكذلك العرقية والمادية بيننا وبينه ، وأن نستفيد بأن نرى غيرنا كيف يعيشون وكيف يتعاملون وكيف يفكرون .
وان نرى منهم ونريهم كيف يمكن ان يتولد الحب بيننا وكيف اننا بذلك نطبق مااراده الله ورسوله من بث روح الألفة بين الناس وان نكون بسيطين في حساباتنا تجاه الاخرين .
فألى ماذا نحتاج الى اكثر من وعي بأن الحضارات لن تقوم الا بتقارب الشعوب وكسر الانغلاق بينها، وخصوصا نحن العرب والمسلمين.وشكرا لكل من يبدي رأيه في هذا الطرح...