بلغت الدولة الإسلامية في عهد هارون الرشيد أقصي اتساع لها.. حتي أن هارون الرشيد كان ينظر إلي السحابة المارة وهو في شرفة قصره ببغداد ويقول لها : «شرقي أو غربي وأمطري حيث شئت.. فسيأتيني خراجك».. أنا الآن........ !!!
(1)
غيم ... وهارون الرشيد يطل من شرفات قصر التيه ....
يبكي نشوة الماضي... ويذبل في الصقيع.
وعساكر الإفرنج - كالطاعون- قد ملأوا الأزقة والدروب
وتشق «أسماء» هناك نطاقها
لا تذهبي للغار... لن تجدي الرسول ولا أباك...
وإنما ... أقعي هناك بنو النضير
يبتسمون هناك في صلف
فهارون ... يبيع الأرض واحدة... فواحدة......
وليس هناك «حطين» .. ولا «عمر»... ولا سيف يذود عن التراب.
(فاصل)
يا أغنيات النار
«بوش» هناك يشرب
من نيلنا المدرار
فالروم لم تذهب
****
(2)
غيم... أيا غيم تمهل.. لا تفارق
لا تتجه نحو المشارق
أي شرق تبتغي?
هل شرق «هولاكو»?
و«هولاكو» علي التلفاز يشرب بحر «قزوين» ويضحك..
ثم يضحك هازئًا منا.. ومن عصر تولت بين أحضان الدفاتر
نستعيد صحائف الماضي ونبكي... وهو يضحك...
ثم نبكي «الباهلي» علي أبواب سور الصين....
قد ولت جحافله... وغابت
لم يبق منها... غير ذكري تنتحب.
(فاصل)
يا أمة للعار
يا عزنا الذاهب
فليجرف التيار
إيماننا الكاذب
****
(3)
غيم ... أيا غيم توقف.... لا تغادر
لا تتجه صوب المغارب.
لم يبق أندلس....
فصقر قريش قد لانت مخالبه....
وصار الان يسكر من كؤوس الروم....
ينظر نحو «قرطبة».... ويبكي: «يا زمان الوصل بالأندلس».
أضحي يبيع «البيتزا» و«الكافيار» في أسواق «غرناطة»
وينطق لهجة أخري ... يضاجع مومسات الروم...
ينسي بيعة الرضوان. ينسي ثأر «عثمان» .. و«الحسين».. وكربلاء».
(فاصل)
يا أمة ضحكت
في حالك النوب
الروم قد هجعت
في مخدع العرب
(4)
يا أيها الغيم المسافر
لا تشرق ... لا تغرب ... لا تغادر.
لم يعد شرق لنا... لم يعد غرب لنا
لم تعد أرض لنا.
فبنو النضير - علي دروب القدس- قد نصبوا المشانق
أحرقوا زيتون «غزة».... ضاجعوا كل الأرامل
فلمن ستمطر أيها الغيم المسافر?
ليس فينا من سيحصد ... ليس فينا من يغامر
فلمن ستمطر أيها الغيم المسافر?
لمن ستمطر أيها الغيم المسافر?