هالني ما شااهدت وما سمعت من قصص عن ثلاث ليال يطلقون عليها "العزاء"....
تساءلت بيني وبين نفسي... ألا يحق للمتوفى ان ينال الوقار بعد الرحيل عن وجه الدنيا الفانية...؟؟؟
لطالما تصورت أن "العزاء" هي ليلة حزينة... ولا أقصد بذلك أن أرى مشهد من تمثيلية تراجيدية يتقن فيها أشخاص معينون دور البكاء والنحيب... بل انني خلت أن لا أحد يبكي بصمت سوى القلب....
ما أبحث عنه.... هي ليلة تليق بلابسي اللون الأسود... لون الحشمة والوقار....
فالليلة التي يفترض فيها الاكثار من تلاوة القرآن.. والتذكر بالقضاء والقدر.... وذكر محاسن شخص لا يملك شيء سوى ما قدمت يداه...
لماذا يصر البعض... على جعل هذه الليلة مكاناً للتباهي وتبادل الأحاديث بدل الفكر في أعمالهم... وما سيؤول اليه مصيرهم...
تذكرت لحظتها احدى هذه الليالي حينما فاضت عيناي بالدموع.... وانفطر قلبي ألماً.... في مشهد رجوت الله ان يرحمني منه...
عندما سمعت مجموعة من بنات "المتوفي" يتبادلن أحاديث الزواج واثاث المنزل....
تمنيت ولو للحظة أن أكون صماء كي لا اسمعهن.....
وأكون عمياء كي لا أرى بياض أسنانهن التي يكشفن عنها بالابتسام والضحك....
وحينما التفتت إلي إحداهن... ووجدتني مختنقة بدموعي... صرخت بي قائلة... لماذا كل هذا الحزن...
فأطبقت على فمي... وخنقت كل صرخة في داخلي...
إلى أن جاء وقت الرحيل... وضعت الغطاء على وجهي... وأدرت ظهري قائلة.... : رحمه الله... لقد ارتاح من عذاب الدنيا:......
تركت المكان خلفي والجدران تبكي شخصاً فارقها.,,,
تحياتي,,,
أختكم
..::**::..وجـــــــالمراياــــــــــه..::**::..
العرض الشجري
