رسالة الى محبوبي
كان حبيبي .. لعل النظر إلى القمر ..ممن أعتاد عليه الناس .. لكن النظر إلى عينيك في ليلة سوداء ..
هي ما أرتجيه ..لأن في عينيك من ألق ما يكفي لأن تعوضني شعاع القمر ..
حبيبي ..أتعلم ما يميزك عن القمر ..القمر .. بالرغم ما يتغنى به العاشقون ..
وبالرغم من جماله .. ومن كماله ..إلا أن اكتماله لا يأتي إلا لأيام محدودة ..ليلة النصف من الشهر ..
ولكن جمالك الوضاء مكتمل على الوجود بأسره ..ما دمت أنت على قيد الحياة ..
حبيبي ....وشقيق روحي .. وتوأم نفسي ..
أليس لك بكلمة تغنيك عن السؤال عني ..إليك تلك الكلمة ..
( أحبك رغماً عن الجميع ..ورغماً عنك أنت نفسك ... )
حبيبي ..
أنا لن أقول كقول نزارٍ ..أحبك أولاً .. وثانياً .. وثالثاً .. وعاشراً ..
فهذه كلمات جوفاء ..صدرت من قلب أحب الكثير .. وتغنى بالكثير ..
وليس له صناعة سوى سبغ العبارات ..ومزجها بشئ من الحب ..
لا .. لن أقول كما قال ..سأقول :
أتمنى أن أصبح الحب نفسه ..حتى أن كل إنسان في هذا الوجود ..
إن ذكر الحب ..فهو يذكرني ..
سأقول :أني لا أتنفس إلا شوقي إليك ..ولن أنظر إلا لطيفك إن غاب عني محياك ..
ولن أتكلم بالهمس إلا معك ..
أتعلم حبيبي :
يعتقد الكثير أن النار هي أحر ما في الوجود ..وأنا فعلاً ..أستطيع أن أكذبهم ..
فالنار قد تنظفئ عندما لا تجد ما تأكله ..لكن عن نار الهوى ..هل تنطفئ عندما لا تجد ما تأكله ..
كلا ..إنها تزداد ..فهي منذ أن تبدء بجمرتها الأولى ..لا تكاد تقف حتى تحرق ..
قلب ..وكيان ..وحياة ..من أشعلها ..
أتعلم حبيبي ..
يعتقد الكثيرون ..أن قيس وليلى ..وعنتر وعبلة ..وأناس سمعت أسمائهم ولم أعرفهم ..
هم من استطاعوا أن يجعلوا لمفردة الحب معنى ..فعلاً .. يا حبيبي أنا أضحك ..
أتعلم لماذا ...أضحك من هذا القدر ..الذي قد يساوي كل هؤلاء العشاق بما أكنه لك ..
حبيبي ..
أتعلم أني أضحك ..كلما رأيت إنسان همس في إذن فتاة بالحب ..
لأني لا أتصور أنه يعلم بما تحمله هذه الكلمة من معنى ..
يا ليته يسألني ولو لمرة واحدة ..لأفـردت له من الكلمات ما يعجز قلبه عن النبض بعدها ..
حبيبي ..
أتعلم أني أسخر من نفسي ..عندما أحاول أن أكتب لك بضعت سطور ..
تعبر عن مكنونات نفسي ..لماذا ..لا تجعلني أضحك أكثر ..
فقلمي كلما أردت أن أكتب ..يسخر بأكثر مما أسخر أنا ..
تخيلته يوماً .. يقول لي :مرام ..هل لك أن تسندي إلى طفلة ..
لتعبر عن معنى الوجود بأسره ..هكذا أنتي .. كتلك الطفلة ..تعجزي أن تصفي حبك ..
حبيبي ..
ألا تريد أن تعرف بمقدار حبي ..نعم ..أعلم أنك تريد ذلك ..
لكن ماذا علي أن أتصور ..الوجود ..لا لا لا لا لالا لن يسعه أن يتحمل حبي ..الكون ..
...الدنيا ..لا لا لا لا لا
أأدركت مدى معاناتي في محاولتي تلك ..فكل محاولاتي تبوء بالفشل ..
حبيبي ..
أنا لي رأي فيك .. فهل لك تسمعه ..أنت جسد بروحي أنا ..
فليس لك الحق في أن تتخذ قراراً بدوني ..فأنا نصفك الآخر ..
حبيبي ..
في أي وقت تحاول أن تفكر ..لا تستطيع أن تفكر لوحدك ..
لأن الروح تشارك العقل أيضاً في بوتقة التفكير ..
حبيبي ..
أنا أعلن لك التحدي الأكبر ..هل تستطيع أن تقول ما لا يرضيني ..
لأنك سوف تندم ..هل تستطيع أن تلفظ أسمك بأكثر مما تلفظ به أسمي ..
بالطبع لا تقدر ..هل تستطيع أن تنام قبل أن تقول لي ..
أحبك ..أتحداك ..هل تستطيع أن تغمض عينيك ولا تراني أمامك ..
هذا مستحيل ..وهل .. وهل .. وهل .. وهل ..وكل إجاباتك ..حبيبتي لا أستطيع ..
حبيبي ..
سمعتك لمرة واحدة تقول مازحاً ..أنا لا أحبك ..وأعلم مسبقاً أنك كاذب ..
وحاولت جاهداً التكفير عن ذنبك ..بملأ صفحات الهواء ..
بكلمة أحبك ..لعلها تمسح كلمة ( لا ) ..
فطمستها بأكملها ..حتى أرهقتني مجرد تذكرها ..
حبيبي ..
لولا أني أخاف أن أطيل عليك الكثير ..لما وقف قلمي عن الكتابة ..
فأنا لا أمل من الكتابة إليك ..ولا أرى هذه الحروف الملقى بعضها على بعضها ..
سوى طريق يعبره قلمي لأصل إليك ..
حبيبي ..
سأكتفي بهذا المقدار من قلمي ..وسأتابع الكتابة بقلبي ..على صفحاتي حبي لك ..
محبتك ومعشوقتك المخلصة
العرض العادي
