إن الله جل وعلا قد دعا للمسارعة إلى الخيرات, والمنافسة فيما عنده من جزيل الثواب والنعم فقال تعالى:{ ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}[ سورة المطففين].وقال سبحانه:{لمثل هذا فليعمل العاملون}[ سورة الصافات]. وقال جل وعلا:{ والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم}[ سورة الواقعة]
أختي الكريمة:-
واعلمي أن التنافس في أمور الدنيا مذموم, وأن التنافس في الدار الآخرة محمود مطلوب, إذ أن العاقل هو من يتنافس في الدار الباقية, ويزهد في دار فانية.
قال تعالى:{ سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} وإنما تكون المسارعة إلى الخيرات بحفظ حقوق الله تعالى وحقوق عباده, والاستكثار من القربات وبذل المعروف بالصلاة والصدقة والخلق الطيب والإحسان إلى الخلق.
فقدم فدتك النفس نفسك إنها هي الثمن المبذول حين تسلمُ
فما ظفرت بالوصل نفس مهينة و لا فاز عبد بالبطالة ينعمُ
أختي الغالية:أتعلمي من هم أحب عباد الله إلى الله تعالى ؟؟
أن أحب العباد إلى الله أكثرهم طاعة له, وأحرصهم على مرضاته ومحابه من العبادات والقربات.
قال بعض السلف:صفة عباد الله أن يكون الفقر كرامتهم, وطاعة الله حلاوتهم, وحب الله لذتهم, وإلى الله حاجتهم, والتقوى زادهم, ومع الله تجارتهم, وعليه اعتمادهم, وبه أنسهم, وعليه توكلهم, والجوع طعامهم, والزهد ثمارهم, وحسن الخلق لباسهم, وطلاقة الوجه حليتهم, وسخاوة النفس حرفتهم, وحسن المعاشرة صحبتهم, والعلم قائدهم, والصبر سائقهم, والهدى مركبهم.
ولنتذكر:أن الله جل وعلا ما خلقنا إلا لنكون عابدين له, سابقين للخير مشمرين إليه. قال تعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[ سورة الذاريات]
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه, وأعاننا على طاعته ومرضاته.
[ فاستبقوا الخيرات]