العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-2002, 08:52 AM   رقم المشاركة : 1
الأشواق
( ود متميز )
 







الأشواق غير متصل

حكاية هزيمه....؟؟؟؟

حكاية هزيمة.....

امرأة طعنته ، فتحول من إنسان طيب إلى رجل مستهتر . للأسف كانت زوجته ، عن حب اختارها ، عن حب قبلها ، هذا ما تصورته طبعا .
منحها أقصى ما يمكن أن يمنحه رجل لامرأة ، دللها ، أغدق عليها ، لم يضع قيودا على حريتها . كانت تنفق على مظهرها بسخاء ، فأعطاها
كل الحق في إعزاز جمالها وإبرازه . فجأة اكتشف أمرها . كيف ؟ لماذا ؟ أسئلة لم يكن يعنيه أن توجد لها إجابات مقنعة .. فقد وقعت
الواقعة وانتهى الأمر . هل كان يغير منه شيء أن يكون مسؤولا عن سقطتها لإسرافه في تدليلها كما زعم البعض ؟ طلقها ، مع كافة حقوقها
الشرعية . لم يفعل ذلك عن سذاجة ، لكن كان زهدا في تلك المرأة ، التي انتزعت بمخالبها بذور الطيبة من أعماقه ، لتأخذ كل ما تريد
وأكثر .. ولتختفي تماما من حياته . قال لأمه ، التي انطلقت تلح بضرورة زواج جديد يغسل به همومه : ( أبدا .. تبت على يديها ، لا
أقرب أبدا امرأة في الحلال . الوحل سيكون طريقي إليهن . كلهن تلك التي طعنتني في مقتل .. لن أرعى بعد اليوم حرمة ولا شرفا . الإنسان
الطيب ذو المبادئ لم يعد له وجود . لا أريد من مخلوق تذكيري به ) . وقال له صديقه حاتم وهو يحاوره : ( أنت أقوى من أن تهزمك
امرأة . لست أول رجل تخونه زوجته ولن تكون الأخير ) . قال متهكما : ( تعطيها بذلك أهمية لا تستحقها إذا تصورت أن صفعتها ما زالت
تؤلم . كل ما في الأمر أنني زهدت المرأة في الحلال ) . عشر سنوات من حياته .. من خيرة مراحل عمره ، انقضت وهو يتنقل من مغامرة
وأخرى ، اكتشفت في نفسي قدرات عجيبة لم يكن يتصور قط أنها كامنة في أعماقه . انطلق المارد من القمم وكانت له أذرع طويلة تمتد
إلى كل مكان ، وحاسة شم غريبة تقود دائما إلى حيث الفاكهة المحرمة .
و.. وشحذ أسلحته وصديقه حاتم يقدمها إليه في ذلك المؤتمر الذي يجمعهما .. سمراء .. رشيقة .. ذات أناققة محتشمة لافتة .. لا لم
تكن على قدر من الجمال يبهر من كان مثله ، لكن شيء ما فيها كان يجذب بقوة .. وقال حاتم : ( الدكتورة مشيرة أستاذة في معهد
البحوث .. الدكتور مهندس فخري .. ) . تعانقت اليدان ، وترك عينيه في عينيها . مرحى .. نوعية جديدة تماما ، دكتوراه، ومركز مرموق
، يعني شخصية لها ثقلها . خلسة بحث في في أصابعها عن خاتم زواج ، فلم يعثر له عن أثر . مرحى أكثر وأكثر .. في مثل عمرها إما
أن تكون أرملة أو مطلقة ، يعني الطريق سيكون سهلا . سحبه حاتم بعيدا وقال هامسا : ( لا تحاول ، كل ما أعرفه عنها أنها عازفة عن
الزواج ) . فقال : ( يعني الحال من بعضه .. لابد أن رجلا خدعها .. ووجدت المدخل المناسب ) . قال صديقه : ( كان غيرك أشطر . كثيرون
حاولوا الوصول إلى قلبها ، لكنهم وجدوا قناعا محصنة . تزعم أنها تزوجت العلم ) . صاح رغما عنه : ( حلو .. زهدت الطرق السهلة ،
مللت المتهافتات ، هذه سيكون شأني معها مختلفا ) . قال حاتم محتدا : ( ابعد عنها يا فخري .. لأنها إنسانة محترمة ) . قال : ( مم
تخشى ؟ أنا لن أرغمها على شيء ) . رمقه باستنكار قائلا : ( أكره هذا الخبث فيك .. لعن الله من أطلقت شياطينك ) . استطاع في تلك
الأمسية أن يتخذ أولى الخطوات ، عرف المدخل ، الاهتمامات العلمية . كان من تلك الناحية متميزا . قدر فشل حياته الخاصة ، كان نجاح
حياته العلمية . سافر في مؤتمرات ، طاف العالم ، كان مرشحا دائما لمواقع قيادية . وبخبرة سنوات عديدة أدرك ، بعد حديث علمي هادئ
مع الدكتورة مشيرة ، أنه وقع في نفسها موقعا طيبا . ولم لا ؟ كان باعتراف الجميع رجلا مشهودا له بالوسامة والجاذبية ، كان أيضا
يمتلك ناصية الكلام ، وكان علاوة على ذلك ، راغبا كل الرغبة في أن يجتاز منتصرا أسوار هذه المرأة القوية . ولم يصدقه حاتم في
البداية حينما أخبره وهما منصرفان من المؤتمر ، أنه قد حصل منها على دعوة لزيارتها في معهد البحوث ، طبعا للاطلاع على بحث لها
نشرته إحدى المجلات العلمية الأجنبية ، وادعى أنه يثير اهتمامه .
تبسم حاتم قائلا : ( يا عم .. وأنا مالي .. اخرجني تماما من الموضوع ) . وسكت ثم استطرد قائلا بضيق : ( ما الذي جعلني أورط نفسي
بتعريف كل منكما بالآخر ؟ لحظة نحس .. ذنبها إيه المسكينة ) ؟ استطاعت الدكتورة مشيرة بلباقة يسجلها لها عن تقدير ، أن تفهمه
على مدى عدة لقاءات ، كان هو الذي يخطط لها ويسعى .. دائما في مكان عملها ، إنه لن ينال من مودتها إلا ما تريد هي أن تعطيه ،
وأنه لم يخلق بعد الشخص ، الذي يمكن أن يرغمها على ما يرفضه عقلها . أدرك أنها امرأة صعبة المراس . وقد كان التموقع من مثله ،
الذي لا يبحث إلا عن المتعة العابرة ، أن يزهد سريعا تلك السمراء الرشيقة ، التي لا تتمتع بجمال خلاب أو أنوثة طاغية ، لكنه اكتشف
دهشا أنها أصبحت وحدها في حياته . علل ذلك بداية برغبته في التحدي والانتصار ، وارتاح لهذا التحليل وأصبح يتصرف من منطلقه .
أيتصل بها هاتفيا .. يزورها في المعهد ، أم يدعوها إلى فنجان قهوة في النادي القريب من مكان عملها . ولم يشعر من ناحيتها بأية
بادرة مشجعة . ظلت متحفظة .. لا تعطي من مودتها إلا القليل وبحسلب شديد ، ورغم ذلك لا يملك من يعرفها إلا أن يبهر بها ويتمنى لو
استأثر بها لنفه . صار ذلك الرجل المؤرق ، الذي يبهر ويتمنى .. ولا يطول شيئا ، حاور نفسه .. قرر تغيير خطته ، أو الخطة التي
فرضتها هي عليه كما تبين له فيما بعد .
عزم على الخروج بعلاقتهما من حيز الاهتمامات العلمية .. إلى نطاق الحياة الخاصة ، استعان بكل قدراته في ذلك اليوم ، ليدير دفة
الحديث إلى حياته الخاصة ، وجد نفسه يقص عليها دون تفاصيل الصدمة ، التي تلقاها في مستهل حياته ، والقرار الذي اتخذه بشأن
العزوبة الدائمة . لدهشته ابتسمت كأن توترا قد زال عنها .. وقالت : ( هذه أول نقطة مشتركة بيننا ، وإن اختلفت الدوافع .. مثلك
أقسمت أن أظل وحيدة ) ، وسكتت ، لاحظ نظرة شاردة في عينيها . ثم قالت بصوت حزين : ( كان زميلي في الكلية ، شاب متفوق علميا
وممتاز خلقيا ، جمعنا حب نادر وكنا على وشك الزواج .. أمام عيني دهمته سيارة نقل مزقت جسده ) . وعادت إلى الصمت . اهتز بعنف ..
أول مرة يتأثر منذ حدث حياته ما حدث . تملكته رغبة عارمة مجنونة في أن يحتوي رفيقته بين ذراعيه ، يحميها من أحزانها ، لكن سرعان
ما سيطرت على مشاعره وذكر نفسه بأنها من بنات حواء ، بينه وبينها ثأر قديم . ومأربه منها لا بد أن يناله . قال مبتسما : ( اتفقنا
إذا ؟ ) سألت ببراءة : ( على ماذا ؟ ) قال : ( أن تكون بيننا صداقة بلا هدف ) . قالت : ( دعنا لا نطلق وصفا بعينه على العلاقة حتى
لا يشعر أحدنا بنوع من الالتزام ) .
بعد حوالي خمسة شهور شعر بأن القلعة على وشك الاستسلام . المرأة الحديدية تحولت تدريجيا إلى أنثى نابضة .. لهجة الحديث تغيرت ..
طريقة التعامل اختلفت ، نظرة العين رقت ، ابتسامة الوجه أشرقت . هو نفسه شعر التغيير في أعماقه . جزع .. لا .. ليس هذا ما يريده
، لن تستعبده ، عواطفه ثانية .. لن يضع الطوق حول عنقه من جديد ويتلقى الصفعة وهو مكبل .
يبتعد إذن ، يهرب من حصار عواطفه وعواطفها ، ينجو بنفسه قبل فوات الأوان . جاءت النجدة .. مؤتمر في لندن دعي إليه ، ودعها وسافر.
أسبوعان في الغربة لم ينقطع خلالهما عن التفكير فيها . الخلاص إما في استمرار البعاد أو في كشف النقاب عن الحقيقة وانتزاع المأرب
، ليبرهن لنفسه على أنها لا تختلف عن أية حواء أخرى .
اتصل بها بمجرد وصوله ، منها نبرة لهفة لا تخطئها الأذن .. خاصة أذنه ، قالت : ( افتقدتك .. وحشتني .. اسمع ، تعال ، أريدك لأمر
مهم في انتظارك ) . يقول في نفسه : ( يا إلهي .. تدعوني لأول مرة لزيارتها في الشقة التي تعيش فيها بمفردها ؟ القلعة قررت إذن
الاستسلام من تلقاء نفسها . اختصرت علي الطريق .. جاهلة أو حاصلة على الدكتوراه ، كلهن حواء التي أغرت آدم وأخرجته من الجنة ) .
ذهب إليها مستعدا ، ما كاد الباب يغلق عليهما حتى هم بضمها ، دفعته عنها وهي تردد في هلع واستنكار : ( أريد أن أتحدث معك .. )
قال بصوت تستبد به الرغبة : ( لا وقت للكلام .. شبعنا طوال الشهور الماضية كلاما . جاء الآن وقت التنفيذ ) . صرخت وهي تدق بيديها
على صدره : ( أنت مجنون ، ابتعد عني ، سأقتلك إن لم تفعل ) . أفلتت منه ، واجهته شامخة .. مشيرة بيدها نحو الباب : ( اخرج ولا
تعد أبدا ) . قال مستخفا : ( لماذا دعوتني إذا يا دكتورة ؟ ) . ردت : ( الآن فقط تبينت أن مثلك لا يمكن أن يفهم . لقد كانت دعوتي
إليك دعوة حب .. أردت أن أقول لك دعنا من الماضي ، وتعال بنا نغسل نفسينا مما علق بهما ، ونضيء حياتنا بالحب .. فقد اكتشفت في
غيابك أنك أصبحت .. ولكن لا ، لا تستحق أن تعرف . اخرج وتأكد من أنني لن أسمح لك بالعودة أبدا ) . بالطبع خرج ، أمام مثلها لابد من
الطاعة . تعرف كيف تفرض وجودها .. حياته من دونها أصبحت بلا طعم .. أحلامه كلها تدور حولها ، قال في نفسه : ( هل لأنني هزمت
أمامها ؟ غير صحيح .. أتمناها شريكة حياة ، رفيقة عمر مؤتمنة على شر ما في مستقبلي ) . نجوم السماء أقرب إليه من تحقيق ذلك ..
فقد قالت لا .. وأدرك أنه فقد المرأة الوحيدة التي احترمها بنفس القدر الذي أرادها .







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


نادراً تلتقي اشخاصً في غاية الروعة ... خلقاً وأدباً وثقافة ،،،،،،
لاتمل مجالستهم العامرة وأحاديثهم المنسابة في القلوب ..
نعجب بهم اعجابً ليــــس له حدود (مع انفسنا) ..
نحاول ان نعبر لهم بطريقة او بأخرى عن مانكنه لهم .. فتخون الكلمات
...يعجز اللسان عن التعبير ،،،،، فنكتفي بالسكوت :
ننظر إلى احلى وأجمل ماعلى الأرض لنقتطف منه شيئاً ينطق عليه صمتنا ....
فلا نجد لهم ثمناً في ذلك القليل .. ننظر الى السماء وزخارفها .. علنا نشاهد شبيهاً ،،،
يظلون الأجمل والأبهى في عيوننا ..اولئك... لهم في قلوبنا جم الحب والاحترام والتقدير ...
ليس ممقدورنا ان نعبر عن إعجابنا واحترامنا مهما قلنا او وصفنا ..
(إلا) بنظراتنا وتصرافاتنا العفوية البسيطة ..علها تقول عما عجز عنه اللسان .. وظل حبيساً في قلوبنا (إلى الأبـــــــــد)



قديم 26-08-2002, 08:06 AM   رقم المشاركة : 2
&العاشق&
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية &العاشق&
 







&العاشق& غير متصل

وااااااااااااااااااااو.

مشكورة اختي الاشواق على القصة الحزينة .
[gl]&ولكي تحياتي&[/gl]







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية