أخواني .......
الحزن يسكن في قلوب كثير منا إلا أن دراجته تختلف من شخص إلى آخر ... لكن هناك فعلا من يغرق في الأحزان لذلك أحببت أن انقل هذا الموضوع المنقوووول للإستفاده....
إلى كل غارق في الحزن … أن يتذكر أن الإنسان بطبعه عالي الهمة طموحا إلى المعالي ، محبا للذكر الذي يقوي من قلبه ويثبته فينطلق لا يرده كيد حاسد ، ولا يغرقه جاهل في جهله ، ولا يغويه فاسق بفسقه ، ألا فخفض من حزنك وكفكف دمعك فما أنت بأول هدف أصابه سهم الزمان ، إنك بموقف عابر فاجعل منه مصباحا يضيء حياتك ، ويكفيك العيش المرّ الذي ألزمته نفسك فإنّك ما إن سقيتها من كأس السجّان الهم الطويلَ الذي وسم عليها الكآبة حتى بلغت بها من الهم والحزن أي مبلغ . فليس كل أمر كما تحب وتشتهي ، لذا لا تجعل لليأس سبيلا إلى نفسك فتبقيها في خندق حتى الموت ، فلعل ما خسرته في أمسك تعوضه في غدك ، وامض كالواثق إلى هدفه ولا تلتفت إلى ما وراءك إلا إن كان وقوفا لتصويب يعدّ انطلاقة لبداية أفضل ، فالإنسان عليه أن يعتق نفسه من الأوهام التي يمكن أن تسيطر عليها عندئذ يعرف قيمة ما صنعه بعد إعتاقها وتحررها ، فحزن النفس ما هو إلا هم كقبرٍ مخيف يجعلها تقطن في عالم غير الذي نعيشه ..
ليس حزن النفس إلا … ظل وهم لا يدوم .
فالسعداء في هذه الحياة من إذا وافتهم النعمة تنكروا لها ، ونظروا إليها نظرة المستريب بها ، وترقبوا في كل ساعة زوالها ، وفناءها ، فإن بقيت في يدهم فذاك ، وإلا فقد أعدّوا لفراقها عدتهم من قبل دون أن تترك أثرا عليهم ، فمن فقد وظيفة فليتأكد أن في فقدها خيرا ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ومن لم يوفق في مهمة ما ، ومن تأخر عن الذهاب إلى مكان ما ، قد يكون في تأخيره خيرا كثيرا وهكذا …
فاصمدي يا قلوب ، واجتمعي يا مشاعر في ربيع القلوب ، واتحدي يا نفوس على ألا تنحني ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) . فانفضوا غبار الحزن من تلك القلوب قبل أن تصدأ ، وجددوها بذكر الله وقراءة القرآن ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )
ولكم مني الود الصادق / ريتاج