حينما تزور مخيم البحر الصيفي بالكورنيش الشمالي بجدة وعند دخولك إلى خيمة المعارض.. تجد في ناحية منه قسماً مختصاً بمكافحة التدخين تحمل لافتته «عيادة مكافحة التدخين» دخلنا إليه ولم نكن مدخنين، ولكن لنتعرف على هذا القسم المهم خاصة وأن هذه الآفة انتشرت وذاعت حتى صارت داء مقيتاً ومرضاً لا بد من مكافحته والتصدي له ولاخطاره.
يتبع قسم عيادة مكافحة التدخين إدارياً إلى إدارة الرعاية الصحية الأولية الشؤون الصحية بجدة ومفرعاً في مدائن الفهد وقد تأسس في العام 1403هـ أما فنياً فيتبع القسم إلى الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالرياض وتقوم عيادة مكافحة التدخين بتنفيذ برنامج تشرف عليه منظمة الصحة العالمية.وقد تم افتتاح عيادة التدخين في جدة في يوم 9/9/1410هـ حيث تعتمد عيادة التدخين في المقام الأول على المدخن نفسه حيث تقدم ذلك كنوع من المساعدة ومد يد العون لمن لديه الرغبة والعزيمة والقناعة للالتحاق ببرنامج العلاج للمساعدة في التوقف عن التدخين.
وليست هناك شروط بعينها حيث تستقبل العيادة الرجال والسيدات السعوديين وغيرهم لمعالجتهم من كل آفات التدخين مثل السيجارة والشيشة والغليون.
تعمل العيادة على نظام المواعيد حيث تعتبر المواعيد عاملاً مهماً وتلعب دوراً أساسياً في عملية مكافحة التدخين حيث أن الالتزام بالمواعيد يمثل جدية في التعامل مع مراحل العلاج وتؤكد الرغبة في الاقلاع والعزيمة في المضي قدماً في هذا الاتجاه للإقلاع عن التدخين.
ويتم كل ذلك دون أي مقابل مادي حيث أن عمل العيادة عمل خيري تقوم به الدولة وذوو النفوس الخيرة من أفراد هذا المجتمع.وتتمثل خطوات العلاج في أولاً استقبال المريض بقسم عيادة مكافحة التدخين بالمخيم أو أي عيادة مكافحة التدخين المنتشرة في أنحاء جدة يتم استقبال المريض ثم فتح ملف للمراجع في زيارته الأولى يشمل بيانات خاصة عن المريض وكشف طبي له واختبار لكفاءة الرئة ويتم ملء استمارة البحث النفسي والاجتماعي والفحوصات والتحاليل المطلوبة.بعد ذلك تأخد كل العلامات الحيوية كالوزن والطول وضغط الدم والنبض والحرارة من قبل الممرضات المختصات بإشراف الطبيب المعالج.
يتبع ذلك الكشف الذي يعمل بجانب المعالجة على الارشاد والتثقيف الصحي بكل ما يتعلق بأضرار التدخين ومخاطره والطرق العلاجية المختلفة كي يساعد ذلك المريض في الإقلاع السريع عن هذه الآفة المميتة.
بعد ذلك يتم نوع من الارشاد النفسي والاجتماعي ويكون على شكل فردي بواسطة أخصائي نفسي ثم الارشاد النفسي والجماعي من خلال جلسات جماعية لمجموعات غير متجانسة في العمر والتعليم ومناقشتهم بأسلوب المحاضرة والأفلام وغير ذلك من الطرق الممكنة.
ويتبع الأسلوب الفردي مع صغار السن لعدم وضوح أهداف التدخين بالنسبة إليهم ثم يأتي بعد ذلك كله الارشاد الديني متزامناً مع كل مراحل العلاج يقدمه أخصائي نفسي وعالم وذلك لتوعية المدخنين بالحكم الشرعي في التدخين.
ويبدأ من ثم العلاج بواسطة الملامس الفضي وهو نوع من الإبر الصينية المطورة يتم إيصاله عن طريق ملامسات فضية في أماكن معينة من الجسم ويواصل بجهاز الذبذبات الذي يقوم بدوره بإرسال ذبذبات إلى جهة معينة من المنح تعمل على إقرار مادة «الأندورفين» لتكون بديلاً عن النيكوتين بالنسبة للمدخنين ويأتي بعد ذلك البرنامج الرياضي والذي تسعى من خلاله العيادة لتقوية المدخن على الاقلاع عن التدخين.توجد بجدة «6 عيادات لمكافحة التدخين متوزعة توزيعاً جغرافياً لخدمة كافة أحياء جدة ويعتبر جنوب جدة من أكثر المناطق من حيث المدخنين، كل عيادة من هذه العيادات الست يزورها ما بين 300 - 500 شخص سنوياً ويتم علاجه حيث تصل نسبة الذين يقلعون عن التدخين تماماً 65% وهي نسبة عالية جداً أما نسبة الانتكاسة بعد سنة من العلاج فتصل إلى 40% وتعود أسباب هذه الانتكاسة إلى: عدم الجدية، أصدقاء السوء، عدم تعاون الأسرة والبيئة المحيطة، ظروف العمل، الضغوط الاجتماعية.
أما بالنسبة للسيدات فتصل نسبة المراجعات لعيادة مكافحة التدخين إلى نسبة 9% تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشر والخامسة والعشرين والأسباب التي تدعو النسبة للتدخين تتمثل في الفراغ الذي يمثل أكبر الأسباب في هذه الظاهرة الوجاهة الاجتماعية وهذا من أخطر الأسباب حيث أن كثيراً من النساء يعمدن إلى التدخين كنوع من المباهاة والاختلاف عن الآخرين، انتشار الكازينوهات والمراكز التي تقدم وسائل التدخين المختلفة مما ساعد في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة.
منقول!
العرض العادي
