.:: وصــيــتــي ::.
يقول الله عز و جل : {كل نفس ذائقة الموت }
و قال صلى الله عليه وسلم : " ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي فيه إلا و وصيته مكتوبة عند رأسه " . قال بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا عندي وصيتي . رواه الشيخان
و نحن الآن في زمن قلت فيه التقوى و كثر فيه الإعتراض على قدر الله جل وعلا ، فيجب على كل مسلم أن يكتب وصيته ويطلع أهل بيته عليها ، ويشهد عليها أهل الصلاح والتقوى حتى تخلص ذمته من أفعال الجاهلية التي يفعلها العوام عند موت عزيز لهم ، وخلاصة الوصية هي :
هذا ما أوصي به :
أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده ورسوله، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في القبور.
و أوصي من أترك من أهلي أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ، و أوصيهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب {إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون }
=======================================
هذا ما أوصي به :
أن يحضرني عند الموت بعض الصالحين ليذكرني بحسن الظن بالله .
تلقيني شهادة أن لا إله إلا الله .
أن يدعو لي في حضوري ولا يقولوا إلا خيراً ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤَمِّنون على ما تقولون " رواه مسلم.
فإذا أنا مت وقبضت روحي فعليهم بتغميض عيني والدعاء لي بالرحمة والمغفرة.
و أوصي أهلي بالصبر والرضا والإسترجاع لقوله تعالى :{و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون }
و أوصيهم بعدم النياحة و أني بريء من النائحة. لقوله صلى الله عليه وسلم :" من يُنح عليه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة " . رواه البخاري . و قال صلى الله عليه وسلم :" النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة عليها سربال من قطران ودرع من جرب " . رواه مسلم .
ويباح لهم البكاء بدون صوت، لما جاء في الحديث أنه لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة بن زيد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ليس مني ، وليس لصائح حق ، القلب يحزن والعين تدمع ولا يغضب الرب " . رواه ابن حبان والحاكم.
و أوصيهم بعدم ضرب الخدود وشق الجيوب و أني بريء من فعل ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم :" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " رواه مسلم .
و أوصيهم بألا ينعوني نعياً منهياً عنه ، وهو ما كان يفعله أهل الجاهلية من الصياح على أبواب البيوت و الأسواق و رؤوس المنابر و في الميكروفونات لإخبار الناس بموتي ، بل إرسال من يخبر أقاربي بموتي .
و أوصيهم بعد تغميض عيني بتغطيتي بثوب يستر جميع بدني كما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم . ويباح لهم كشف وجهي و تقبيلي وذلك لمن يجوز له تقبيله . كما فعل أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم .
و أوصيهم بقضاء ديني ولو أتى على كل مالي لأن الميت محبوس عن الجنة بدينه ، ( و ديني مقداره : ................. ) ..
و أوصي أن يغسلني واحد من أهل الصلاح ويا حبذا لو كان (......................) ، فإني أحبه في الله ويختار هو من يرافقه أثناء غسلي ، و أن يكون غسلي على السنة ثلاثاً أو أكثر على ما يرى القائمون على غسلي على أن يجعل مع آخر غسلة شيء من الطيب ، وأن يبدأ بالميامن و مواضع الوضوء فيَّ و ألا تمس عورتي ..
و أوصي بعد غسلي بتكفيني و أن يكون الكفن أو ثمنه من مالى ولو لم أترك غيره.
و أوصي أن يكون الكفن طائلاً سائغاً يستر جميع بدني .
و أوصي أن يكون الكفن ثلاثة أثواب لا يزيد عن ذلك ، و ذلك للرجل والمرأة على السواء أما حديث تكفين المرأة في خمسة أثواب فهو ضعيف .
و أوصي أن يكون الكفن من البياض لقوله صلى الله عليه وسلم :" البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم و كفنوا فيها موتاكم" أبي داود.
و أوصي بعدم المغالاة في الكفن و عدم الزيادة فيه على الثلاثة لأنه اسراف ، و إضاعة المال منهي عنه .
و أوصي بتبخيري ثلاثاً قبل التكفين أو بعده لقوله صلى الله عليه وسلم :"إذا جمرتم الميت فأجمروه ثلاثاً " رواه أحمد وصححه الألباني.
و أوصي بالسكوت وعدم رفع الصوت ولو بالذكر حال السير بالجنازة لقول قيس بن عباد : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الجنائز. أخرجه البيهقي.
و أوصي ألا تتبعنى امرأة: لحديث أم عطية قالت : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتباع الجنائز و لم يعزم علينا . رواه البخاري.
و أوصي بالإسراع في السير بالجنازة سيراً دون الرمل.
و أوصي ألا يصلى عليَّ بين القبور ، لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور.أخرجه الطبراني وصححه الألباني.
و أوصي ألا يصلى عليَّ و لا أدفن في الأوقات الثلاثة التي يحرم الصلاة و الدفن فيها إلا لضرورة : لحديث عقبة بن عامر قال : ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا : " حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل ، وحين يميل الشمس للغروب حتى تغرب ." . رواه مسلم.
و أوصي ألا ألقن هذا التلقين المعروف اليوم عند القبور بعد دفني : فإن التلقين يكون قبل الموت لا بعده.
و أوصي بألا يجتمعوا للتعزية في مكان مخصص لذلك وعدم إحضار قاريء يقرأ عليّ ، فكل هذا لا يفيد لحديث جرير بن عبدالله قال : كنا نعد الإجتماع إلى أهل الميت و صنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة. ، و حديث :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعوا له" .
قال الإمام الشافعي: ينبغي أن ينصرفوا - أي أهل الميت - بعد دفن ميتهم في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها - أي التعزية - .
و أخيرا إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و من الشيطان و إنا لله و إنا إليه راجعون ....
اخوكم
صادق الكلمه