العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2002, 12:30 PM   رقم المشاركة : 1
ديوان الحب0000
ضيف
 






اسطورة العشق

أســـطورة العشق

الجزء الأول....

حين قرأ القاضي الحكم، نهضت عن كرسيها وصرخت: "غير ممكن"، وركضت نحو طاولة رئيس المحكمة.‏

نظر إليها القاضي غاضباً. قال محامي الدفاع بابتسامة خفيفة ووجه هادئ القسمات: "اهدئي يا سيدة".‏

"ليس ممكناً ففؤاد لا يمكن أن يوقّع".‏

قال محامي الدفاع ببرود: "تعالي هنا أنا أريك".‏

نظرت إلى محامي الدفاع بتردد وسألت بلهجة غير مصدقة:‏

"هل وقّع فؤاد؟"‏

قال القاضي: "نعم يا سيدتي لقد وقّع".‏

"ذلك غير ممكن، إنكم تكذبون".‏

نهض الأب من مكانه وقال: "كوني عاقلة يا ابنتي".‏

أخذ محامي الدفاع وثيقة الزواج عن الطاولة واتجه نحوها: "لا تحدثي ضجة يا سيدة أفسانه، هذا أيضاً إمضاء السيد فؤاد".‏

ضربت الوثيقة، أحسّت سقف المحكمة الآجري العالي يدور حول رأسها، أحست كل شيء أسود اللون في ناظريها.‏

-"ليس هذا معقولاً".‏

كبتت غضبها وفرّت من مبنى المحكمة، كان صوت أقدامها في وسط سكوت المحكمة يحدث صوتاً مسموعاً.‏

كانت روائح السجائر الحادة تفوح في فضاء المحكمة.‏

صرخ الوالد: "أين تذهبين يا أفسانه؟" وركض خلفها قال محامي الدفاع بصوت مرتفع "اتركها.. دعها وحدها للحظة".‏

قالت الأم: "سوف تصيبني هذه البنت بالجنون في النهاية".. وبكت.‏

قال رئيس المحكمة: "سوف يحصل خير يا سيدتي! عندما تقطع الأمل.."‏

عاد الأب لاهثاً إلى بناء المحكمة:‏

"لقد غابت.. قطعة من النار" وجلس على الكرسي.‏

نهضت الأم مضطربة: "قد تفعل بنفسها شيئاً لا قدر الله".‏

قال وكيل الدفاع: "ليست طفلة يا سيدتي!"‏

تنهّد الأب بشدة وقال: "كنت كل العمر أنظر إليها وهي تكبر.. كم عقدت آمالاً.. كلها ذهبت أدراج الرياح".‏

قال القاضي: "لم يحصل شيء.. المهم أن الحكم قد نفذ والحمد لله قد رضي السيد فؤاد.. بعد ذلك ليس لديكم مشكلة".‏

قال محامي الدفاع: "سوف تصبح دكتورة بعد ثلاث سنوات".‏

قالت الأم: "كان حولها عدة أشخاص مرموقين".‏

قال محامي الدفاع: "إذن لماذا أنت منزعجة"؟‏

قالت الأم: "إنها عنيدة.. أخاف" ذعرت والتفتت نحو الأب وقالت: "أين ذهبت؟ ربما.."‏

قال الأب: "لا أعرف، فتشت عنها لم أجدها" وبلل شفتيه الجافتين بلسانه..‏

قال كاتب المحكمة: "أحضروا الشاي"‏

سأل محامي الدفاع: "ماذا سيحصل للسيد فؤاد؟"‏

قال الأب: "من المقرّر أن يأتوا من المصحّة ليأخذوه"‏

مكث قليلاً وقال: "سوف أدفع نفقاته بنفسي"‏

أحضر صبي ذو شعر أشعث وأيدٍ سوداء عدة كؤوس من الشاي، وضعها على الطاولة وذهب..‏

سألت الأم: "في أي ساعة سيأتون؟ لا نريد أن يبقى السيد فؤاد وحده طويلاً"‏

قال الأب بلهجة آمرة: "من المقرّر أن يرتبوا الأمر في هذه الساعة التي عقدت فيها جلسة المحكمة، لا أريد أن تراه أفسانة ثانية".‏

قالت الأم بانزعاج: "مسكينة أفسانه! قلبها عند السيد فؤاد".‏

قال القاضي: "إن القلب كل يوم يتغيّر، فلا تقلقي يا سيدتي"‏

قال محامي الدفاع "ستكون الأيام الأولى صعبة بالنسبة لها اشغلوها بشيء آخر بسرعة".‏

قال الأب: "هي بنت عنيدة"‏

قالت الأم: "كم زجرها والدها عند زواجها بالسيد فؤاد"‏

سأل محامي الدفاع: "ألم تكونوا راضين؟"‏

قال الأب: "لا ياسيدي! أين نحن وأين السيد فؤاد! ليس لديه أسرة عريقة ولا مال، لم يكن لديه سوى عدة كتب، حتى هذا البيت كنت قد اشتريته لهم لحفظ ماء الوجه".‏

قرع جرس المحكمة ودخلت جماعة كبيرة، وقّع الرئيس الوثيقة وختمها وسلّمها للوالد: "مبارك إن شاء الله".‏

قال الأب بوجه عابس منقبض: "أتبارك لنا على الطلاق؟"‏

قال رئيس المحكمة بحرج: "كان توفيقاً بالنسبة لكم، لقد سعيتم سنتين من أجله يا سيدي".‏

لفّ الأب الوثيقة بقماشة وقال: "هو كذلك" وودّعهم جرى صبي وراءه: "إنعام يا سيدي".‏

عندما اندفعت من المحكمة كانت تبكي بكل وجودها، كانت بنتاً محجوبة، لم تعتد أبداً الكلام بصوت عال. ولم يكن أحد أيضاً قد رأى بكاءها، كل ما كان كان في داخلها ووحدها، ورغم علاقتها القوية والقريبة بفؤاد ما كانت تظهر نفسها لـه أبداً، كان فؤاد يقول لها: "إنك بنت محافظة".‏

كانت الأوراق الصفراء تخشخش تحت قدميها، وكان نعيب الغربان يزعجها أكثر من صوت الضجيج وأبواق السيارات، كانت تمسك بعباءتها على وجهها وتركض "لماذا سلّم فؤاد؟"‏

كانت قد مشّطت شعرها ليلة الأمس، زينت وجهها بعض الشيء، وقفت مقابل المرآة ووضعت القرطين اللذين أهداها فؤاد إياهما ليلة العقد في أذنيها، وكانت قد اشترت لفؤاد باقة ورد مريم مع أعشاب صحراوية وحشية، وضعتها داخل مزهرية مقابل سرير فؤاد، كان طائر العشق يغرّد في القفص، وضعت كأسين من البوظة في الصينية، وجلست جانب فؤاد، على حافة سريره، كان فؤاد مقطب الجبين، لم يكن يضحك وضعت ملعقة من البوظة داخل فم فؤاد، كان ساكتاً وينظر من النافذة إلى الخارج، كانت السماء غائمة، قالت أفسانة: "ألا تنظر‏

إليّ"‏

كان فؤاد ساكتاً "أحصل شيء ما؟"‏

-"لا!"‏

برقت السماء واهتزّ الزجاج‏

سألت ثانية: "أحصل شيء؟"‏

دفع فؤاد ملعقة البوظة إلى الخلف وقال"كان والدك هنا".‏

-"حسناً!"‏

-"غداً يوم الجلسة في المحكمة"‏

-"أعلم"‏

نظر إليها بتعجب: "تعلمين!"‏

-"أعلم"‏

-"لماذا لم تخبريني بشيء"‏

-أردت أن أخبرك الليلة"‏

سكت كلاهما، حدّقت أفسانه بأزهار مريم، وفؤاد يحدق بالمطر الذي كان ينزلق على الزجاج، سألت: "ماذا قال أبي".‏

كان فؤاد ساكتاً.‏

-"بالتأكيد مرة أخرى من أجل الطلاق"‏

هزّ فؤاد رأسه.‏

"حسناً، أنت ماذا قلت؟"‏

لم يجب بشيء، نظرت إليه أفسانه بحيرة، قال: "من المقرر أن يأتيا غداً صباحاً هنا من أجل التوقيع".‏

قالت أفسانه باضطراب "أنت لن توقّع؟"‏

-"إذا أجبرت"‏

نظر إليها فؤاد "كان والدك منزعجاً جداً"‏

-"ليكن"‏

-"ليس مهماً بالنسبة إليك؟"‏

-"لا"‏

-"إنه والدك"‏

-"وإن كان والدي، فسوف يرجح رغبتي على رغبته"‏

-إنه يريد صالحك"‏

-"مصلحتي في كوني معك"‏

سكت فؤاد طأطأت أفسانة رأسها إلى الأسفل.. ابتلت‏

عيناها.. قالت: "إنهم يؤذونني منذ سنتين".‏

ديوان الحب............







قديم 23-08-2002, 08:49 AM   رقم المشاركة : 2
موجه البحر
(ود مميز )
 
الصورة الرمزية موجه البحر
 






موجه البحر غير متصل

[moveup]مشكور اخوي العاشف على المشاركات الرائعه[/moveup]
[moveup]تحياتي لك[/moveup]
[moveup]موجه البحر[/moveup]







التوقيع :
[FL=http://bardabd.jeeran.com/images/mm2.swf] width = 300 height = 160 [/FL]

قديم 23-08-2002, 05:43 PM   رقم المشاركة : 3
&العاشق&
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية &العاشق&
 







&العاشق& غير متصل

وااااااااااااااااااااو

تسلم ديوان الحب على الفصة الرائعة :)
[gl]&ولك تحياتي&[/gl]







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية