السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
أبعث لكم بسلامي وأشواقي من شواطئ الخليج العربي محمله بعبق الفل و الياسمين,
لقد عرف الإنسان منذ بدء الخليقه بأنه إنسان اجتماعي بطبعة لا يمكنه العيش منفرداً و الاستمرار في الحياة دون أصدقاء وأهل وأحباب وهنا تكمن حكمه الله عز وجل في خلقه للمجتمعات البشرية ولم يجعل الإنسان يعيش منفرداً بنفسه طول حياته بل لقد أعطاه القدره على التكيف والتعايش مع الآخرين والتعود على طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى يتمكن من الاستمرار معهم في الحياة , جميعنا بالطبع له العديد من الأصدقاء والأحباب ولكنه ربما لم يقف مع نفسه برهة من الزمن ليفكر ما فائدة تلك العلاقات والصداقات هل هي مجرد قضاء للوقت و مؤاساة في كثيراً من المواقف وتبادل الآراء المختلفة في كثيراً من المشكلات والأمور التي تواجهنا في حياتنا والتي نكتشف كل يوم شيء جديد بها لاسيما نحن في هذه الفترة من حياتنا ( المراهقة ) ففي هذه الفترة نكتشف الكثير من الأمور ونرى ما كنا لا نراه سابقاً والذكي منا من يستطيع أن يستفيد من كل مشكله تمر به ويخرج منها بفائدة ولا ييأس ويتحطم فنحن ما زلنا في مقتبل حياتنا وسوف تواجهنا الكثير من المشاكل في سنوات عمرنا القادمة التي ربما لا نستطيع أن نتغلب عليها كما الآن لأن سننا معروف بالتغاضي عن الكثير من الأشياء التي لا تعجبنا وكثير من الصفات التي أعتبرها أنا رائعة و أحسد نفسي عليها ولا أريد أن أخرج من هذا السن إلا بعد أن أعيش كل لحظه جميله ومره أعتقد أني خرجت عن الموضوع الأساسي ولكن لا يهم ,
أن ما تقيمه من علاقات هو بمثابة – مدرسة للحياة –
تتعلم فيها أشياء عن نفسك
وكيف يمكن لشخصيتك أن تنمو وتنضج
أن العلاقات و الصداقات الحميمة تؤثر في حياتنا تأثيراً عميقاً , وتكشف لنا عن أعمق أسرار أنفسنا وما نريده وما نحتاجه وتكشف لنا عن نقاط مجهولة كثيراً في أنفسنا كن نجهلها ولا نعلم بها وتضئ لنا الطريق لنكتشف أرواحنا ومشاعرنا وتمنحنا قيمة رائعة في الحياة ولكن الأهم من ذلك أنها تتيح لنا القدرة على النماء و الامتداد والتطور ,
فأن أقامه علاقة صداقة جديدة أو حب عذري جديد يضيف الشيء الكثير ليس فقط على مستوى حياتنا بل على مستوى نفسنا وشخصياتنا فهي توسع الآفاق أمامنا وتفسح منظورنا للحياة نفسها, وتزيد من وعينا بالإمكانات والمصادر وتمنحنا قدرة التغلب على التحديات التي تواجهنا, ألم يشعر أحدكم بمثل هذا الشعور عندما ارتبط قريباً بحبيب أو صديق و أحس أن لديه طاقات كامنة كثيرة يريد أن يستنفذها ويطلق بها في العنان ليخبر الجميع بأنه هنا وأنه يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة و أحس بأن الدنيا أمامه كلها خير و أنها خاليه من الشرور و الأحقاد و أنها حديقة واسعة تتوسطها بحيرة صغيرة تحيط بها زهور الفل والياسمين, صدقوني هذا هو ما نحسه عندما نمر بتجربة عاطفية أو صداقه رائعة جديدة فأن هناك طاقة عظيمة تتولد من هذا التوحد العميق مع الآخرين, وهذه الطاقة تلازمنا أثناء تلك العلاقة فتجعلنا نبدو أفضل و أكثر قوة وحكمة وفي مقابل الحكمة قد تجرنا عواطفنا كثيراً فنتهور في بعض الأمور ولكن لا بأس بذلك,
هذه العلاقات تفتح لنا آفاقاً من خلالها تحقق المزيد من التطور, فأن وجود شخص تحبه في حياتك يمدك بإمكانيات جديدة, ويفتح لك أبواباً لم تكن تدركها من قبل بالرغم من أنها قريبه منك, ويقدم لك الكثير من البدائل والخيارات التي لم تكن لتفكر بها لو كنت وحدك فهذه العلاقات تستخرج من أعماقك الموضوعات الشخصية التي تحتاج إلى علاج وتكسر من قيودك وتعلمك كيف ترتقي بمستوى تعاملك مع الآخرين وسيكون من تحبه شريكاً لك في هذا البناء والتطور وسيقود كلاً منكما الآخر عبر حياة مليئة بالتحديات,
فهل بعد كل ما عرفته من فوائد تلك الصداقات والعلاقات الحميمة سوف ترفض أن تجربها لأنك وبغرورك تحتج بأن في هذا الزمان ليس هناك صداقة صادقة وحب صادق وأن الناس جميعاً لا يقيمون علاقات معك إلا لمصالح شخصية, فها أنا أقول لك أفيق يا أبن آدم فأن الناس ليسوا جميعاً سواسية ولو خليت لخربت هيا شق طريقك في البحث عن علاقات حميمة راقيه لعلها تفتح لكل مجالات كثيرة وتنير قلبك وتجعلك تتخلص من بعض أحقادك يا أبن آدم كفاك تعنتاً وتزمتاً فلقد ضقت بك درعاً !؟!؟!
العرض الشجري
