اذا كنت تريد صداقتي
لا بد للإنسان أن تكون لهم علاقات وصداقات وأصحاب وأحباب يأنسون إليهم
في وقت فراغهم ويساعدونهم عند شدتهم ويستشيرونهم فيما يلم بهم، وهذا أمر قد جبلت وفطرت عليه النفس البشرية فلا يمكن لها أن تنفك عنه.
ومن المسلم به أن الناس يختلفون في اختيار الصديق والجليس باختلاف أفكارهم وآرائهم وطبائعهم وعاداتهم وميولهم.
فان كنت تريد صداقتي فلا بد أن تتوفر فيك هذه الشروط:
(1)
أن تكون صداقتنا قائمة على معيار الدين والصلاح فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشد إلى ذلك بقوله "لا تصاحب إلا مؤمنا " والله جل وعلا يقول "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليك بإخوان الصدق تعش في أكفانهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يبغضك منه، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى.
(2)
أن تكون شخصا ينفعني عقله ولا تضرني بتصرفاته ويفيدني عند المشورة وأخذ الرأي، فأنا لا أريد مصاحبة مصاحبة الأحمق المغفل فتجلب لنفسي كثيرا من ا لأضرار والمصاعب .
(3)
أن تكون حسن خلق تنفعني في وقت عسري وتواسيني وتقف معي في الملمات وتعفوا عن الزلات وتملك نفسك عند الغضب فكم من صديق في اليسر لا تحمله أخلاقه على مواساة أصدقائه ولا على إيثارهم وقت شدتهم وعسرهم وكم من صديق سريع الغضب والضيق يغلب غضبه عقله ويقدم هواه على غيره، وكم من صحبة وصداقة ومودة أفسدها سوء الخلق وقبح الكلام وسوء التعبير وشدة الانفعال.
(4)
أن تكون جادا سويا ذا همة عالية مبتعدا عن سفاسف الأمور وصغائر الأعمال لا تمارس ما يكون سببا للحكم عليك بالفسق أو قلة العقل والسفاهة والانحراف فإن ذلك كله له أثر على سمعتي .
فهل تعجز أن تتوفر فيك هذه الشروط لتكون صديقي؟؟؟
[MARQ=RIGHT]الموااادع[/MARQ]