أقول لكِ أنني : رااااااحل ..
أعلمُ أن في خاطركِ سؤال يكاد أن يقّفز من داخلك .. إلى أين أنا راحل ؟ .
راحل ..... إلى ذلك المكان الذي لا أراه .
راحل ..... إلى ذلك المكان الذي لا أعرفه .
راحل ..... في هذه اللحظة التي لا أعيّها ولا أدركها .
راحل ..... أنا وجروحي وهمومي .. نتسابق كعقارب الساعة .. نتسابق لننهي الطريق و نقطع المسافات .. ولكن هيهات أن تنتهي .. فإلى أين المُنتهى ؟ .. لا أعلم .
راحل ..... وأنا لا أعلم لماذا راحل .. فقط ما أعلمه الآن أني كما أردتي راحل .
لن أضع الفروض .. ولن أضُنّ الضُنون .. لأستشف أسباب الرحيل .. فمهما كانت الأسباب .. فهي لن تعيدني إليكِ .
يا من علّمتني كيف يكون الحب ..
يا من علّمتني كيف أضحك بعد أن كنت اتألم .
أنا قادر على الرحيل .. وسأتجرع كأسي المرير ..
ولكن هل أنتِ قادرة على الرحيل .. الرحيل من داخلي .. فأن كنتي قادرة ..
فأرحلي عن قلبٍ .. أستأنس بوجودك .
أرحلي عن هاجسٍ .. يتلمس طريقه بيديكِ .
أرحلي عن الأحلام .. كل الأحلام في ساعات اليقظة و المنام .
فأن أستطعتِ الرحيل .. سيبقى لي طلبٌ واحد فقط .. طلبي الأخير ..
أذّكــــــــــريــــــــــني .
فأذكريني كلما داعب النسيم خصلات شعركِ وأزاحها عن جبينكِ الوضّاح .
أذكريني كلما رحل الضباب عن وجه القمر .
أذكريني كلما حلّ الظلام و طال السهر .
أذكريني كلما صدح الغناء على لحن الوتر .
أذكريني كلما عانق حبيبٌ حبيبه و هجر .
أذكريني كلما نادى منادي بأسمي وعبر .
أذكريني كلما نام و قام الصائمون وقت السحر .
أذكريني فنحن في البعد نقتات الذكريات ..
نحتسيها جُرّعة بعد جُرّعة في الأمسيات ..
ثم نجّترها و نستعيد تفاصيلها ..
فما عادت ذكريات .. بل أصبحت أمنيات .
ها هو الحلم يفيق .. ويصحو .. ويتبدد .. أمام ناظري .. ولا أستطيع أن أمنعه من التلاشي .
فأن لم يكن ما تُريد .. فأرِد ما يكون .. وأفعل ما تُريد.
اتمنى ان تنال اعجابكم
ومن ناحيتي لا تعليق