العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-05-2003, 10:23 AM   رقم المشاركة : 1
الأثري
( ود فعّال )
 





الأثري غير متصل

تطابق التاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم .

بينما يحكي التاريخ قصة سقوط بغداد على أيدي المغول عام 656هـ ( 1258م )، يرى المسلمون اليوم سقوط بغداد على يد الجيش الأمريكي البريطاني ، ويعيد التاريخ نفسه، وقد يتساءل المرء وهو يتابع تلك الحملة الوحشية على بلد مسلم، ويتذكر ما فعله المغول من القتل والتدمير، هل ثمة شبه بين الأمس واليوم، وما دلالات ذلك ؟ .
طالعت دراسة تاريخية حديثة حول سقوط بغداد، فألفيت تطابقاً عجيباً بين الأحداث، وقدَّرت أن ذلك التطابق في اختيار التواريخ في الأشهر، وسلوك الجيش الغازي ،وأساليبه في تنفيذ خطته الحربية لم يكن اعتباطاً، بل أغلب الظن أنه كان عن قصد واختيار، إمعاناً في الاستهانة بالمسلمين، وتذكيراً لهم بصفحات سوداء في تاريخهم، وأنها ستتكرر-وبالصورة نفسها- ليربطوا أمسهم بيومهم في صورة انتصارات وغلبة، ويربطوا أمسنا بيومنا في صورة هزائم ومآسٍ، ليثمر ذلك لهم همة ونشوة ترفع معنوياتهم، ويثمر عندنا إحباطاً ويأساً، وجهلوا أن تلك المآسي كانت للأمة رحمة وروحاً، فقد أيقظت النائم وأفاقت الغافل، فعرفنا العدو والصديق ،والخائن والأمين والمؤمن والمنافق، وأبصرنا الطريق، ونطمع في رحمة الله تعالى أن يوفق الأمة لرفع راية الجهاد، وتحت أقدام المجاهدين -إن شاء الله- تسقط راية الاستكبار والظلم، ويسحق الأشرار المعتدون .
والدراسة التي اعتمدتها في الإشارة إلى تلك الموافقات العجيبة هي مقال تاريخي علمي للدكتور (عماد الدين خليل) نشره في مجلة (الأحمدية) التي تصدر في دبي، العدد التاسع- رمضان 1422هـ ( نوفمبر 2001م )، يسرد فيه الأحداث، ويحقق الروايات .
وقد عقدت مقارنة بين أحداثها والأحداث التي تعرضت، وتتعرض لها العراق على أيدي الأمريكيين والإنجليز:
1 - بدأ الهجوم على بغداد بقيادة (هولاكو) في الخامس عشر من محرم، واستمرت المعركة والمناوشات إلى منتصف صفر، وبدأ هجوم جيش بوش في السابع عشر من محرم، واستمر إلى منتصف صفر .
2- كان دخول (هولاكو) بغداد يوم الأربعاء السابع من صفر، حيث بدأ القتل العام والنهب، واندفع الجند مرة واحدة إلى بغداد، وأخذوا يحرقون الأخضر واليابس ...، وكان دخول جيش بوش في السابع من صفر .
3- أمر هولاكو بإلقاء المنشورات بالنبال على مناطق مختلفة من بغداد، منحت الأمان للقضاة والعلماء والشيوخ والسادات والتجار الذين لم يحاربوا المغول، لكنهم لم يفوا بعهدهم، وتقصدوا العلماء -خاصة- بالقتل والتنكيل، فقتل كثير منهم في القتل العام، وخصَّ أعيان العلماء بالقتل المخصوص. وهو ما فعلته القوات الأمريكية التي ألقت المنشورات على أهالي بغداد تحثهم على عدم القتال، ثم كان القصف العشوائي الذي أزهق أرواح الآلاف من الناس دون تمييز .
4- يشبه موقف ابن العلقمي -بمحاولته تخذيل المقاتلين، ودفعهم للكف عن المقاومة- موقف الرافضة اليوم؛ فقد أعلنوا أنهم اختاروا الحياد طاعة للمرجعية الشيعية في إيران، ويشير صاحب الدراسة إلى أن رواية صاحب كتاب (الحوادث) توحي (بوجود اتفاق مسبق بين الوزير الخائن ابن العلقمي وهولاكو).
5- كان المستعصم -خليفة المسلمين آنذاك- قد بلغ من الضعف والانهزام النفسي مبلغاً عظيماً، فقد أعلن أنه لا جدوى من المقاومة، وأن بغداد ستسقط لكثرة المغول وقوتهم، ويئس من الاحتفاظ ببغداد، ولم ير أمامه مفراً من الاستسلام، وهذا الموقف من الخليفة يمثله اليوم حكام المسلمين؛ حيث أخذوا نفس الموقف، واكتفوا بإعلانهم عدم الرضا بالحرب، لكنهم نصحوا حاكم بغداد بالتنحي، ولم تكن نصيحتهم بالتنحي إلا طلباً للاستسلام للجيوش الغازية؛ لأن الجيوش الغازية أعلنت أنها داخلة لتستولي على البلاد، سواء قاتل العراقيون أم سلَّموا، فطلب التنحي هو عين الطلب بالاستسلام، ثم زادوا أن ساعد بعضهم الغزاة، ومكنوهم من
افتراس بغداد .
6- تجلت وحشية (هولاكو) في المذابح التي ذهب ضحيتها العلماء والقادة، ويذكر صاحب كتاب (الحوادث) تفاصيل محزنة عن قتل الخليفة، حيث كان من تقاليد المغول في قتل الكبار أن يقتل أحدهم بوحشية وخسة، فجُعل الخليفة في غرارة، وألقي تحت حوافر الخيل ترفسه من كل صوب حتى مات، وهي الوحشية التي يقتل بها الأمريكان الأطفال والنساء بقنابل تزن ألف رطل، فمئة رطل تكفي لهدم المنازل وقتل الناس، وما زاد فلإرواء الحقد الملتهب في صدور الكافرين علينا، وأيضاً فإن من باع الخيل التي رأينا العز والنصر على ظهورها جهاداً في سبيل الله، يلقى الخيل التي يموت تحت حوافرها في ذل الأسر .
7- عانت بغداد حين دمرها (هولاكو) فراغاً أمنياً كبيراً، وخللاً إدارياً واسعا،ً وتعرض أهل بغداد لعمليات سلب ونهب واسعة النطاق، كما تعرضت قاعدة الخلافة إلى أعمال تخريب شتى، وبعد أيام من الفوضى اتخذ (هولاكو) عدداً من الإجراءات الإدارية، كان من أبرزها ملء الشواغر بالعناصر الموالية للمغول، فأعطيت الوزارة -وتعني رئاسة الوزراء- لابن العلقمي؛ مكافأة له على (الخيانة)، لكنه لم يهنأ بها سوى أربعة أشهر، ثم هلك فخلفه ولده عليها. وهو ما وقع الآن من الفوضى، وهو عين ما تفعله أمريكا اليوم من تهيئة الأوضاع لتولية عملائها، الذين لن يكون لهم دور إلا تنفيذ ما يمليه القائد العسكري الأمريكي في العراق .
8- يقول صاحب الدراسة: "وعلى المستوى الأمني أرسل (هولاكو) اثنين من أمراء المغول على رأس ثلاثة آلاف فارس؛ للعمل على استتباب الأمن، والإشراف على إعمار بغداد ، وإعادة الحياة الطبيعية إليها "، وكذلك أعلنت أمريكا أنها عازمة على إرسال ألف خبير في مجال الأمن؛ لإعادة الحياة الطبيعية إلى بغداد .
9- سرّح الخليفة العباسي (المستعصم) جيش الخلافة الرسمي، في سلسلة من التسريحات سبقت الغزو، فلم يستثن من مائة ألف جندي شملهم ذاك التسريح سوى عشرين ألفاً، أصبحوا هدفاً سهلاً للقائد المغولي (باجو) عند "الدجيل"، وهي نفس حالة التسريح الفعلية التي تعيشها الأمة، حيث لم تعد جيوش الدول العربية تصلح للجهاد ومقاومة العدو بوضعها الحالي، حيث أماتوا في الجند روح الجهاد ،وأبعدوا الإسلام عن معاركهم، فيذكر الأستاذ (يوسف العظم) أنه سمع أحد وزراء الإعلام العرب إبان حرب حزيران سنة 1967م، يعلق على ما يقوله أحد الدعاة، وهو يحث الجيش على الجهاد، ويذكر طرفاً من سيرة الأبطال الأوائل في معارك المسلمين :
قال ذاك الوزير: دعونا من خالد بن الوليد وصلاح الدين، لا تثيروها حرباً دينية، فعلق الأستاذ العظم قائلاً: مهزومون ورب الكعبة .

منقول







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية