أرجوك لا تقتلني
في بقاع مترامية الأطراف..
وفي أراض مسلمة لله الواحد الأحد..
تداس بأرجل دنيئة الخطا كرامتنا..
ويمثل بالجثث الطاهرة لطائفة مجاهدة تثبت على دينها..
وطائفة..خاضت في سبيل الله درب الجهاد آملة الاستشهاد ..
خوفاً من حياة المذلة.. فنحن لم نرضى بالدون..
لتلج أرواحنا المتيمة إلى ربها مودعة أوحال هذي الحياة..
هو إنجاز خطته أجسادنا على خد الواقع المخزي...
في حين عجزت أجسادكم حتى عن الحراك؟؟!!
ولكن لا يزال هنالك أمل بأنه لا يزال للإسلام وجود..
على ضفة الطرف الآخر تقفون أنتم..
إخوتي في الله..تترقبون ما يجري في سكون ..
ليس كلكم بل بعضكم ممن كساهم العمى المجنون..
وبعضكم الآخر يدعي لنا في ظلمة الليل الحالك..
تصلنا دعواكم.. فبشرى لكم..
والبعض الآخر.. يلقون إلى العدو كل مالهم..
ينفقون على سلاحهم وكسائهم..
بالعون يمدونهم..
كيف؟؟؟؟ أتجمدت الرحمة بتلك القلوب؟؟
أم أنها الأذن المغلقة قد حل بها الصمم..
لا..فليقتلوني هم..
وليمثلوا بجثثنا المؤمنة.. وليمزقونا إلى أشلاء..سأرضى بالمذلة..
هم.. هم.. فليفعلوا هم المشين ..فهم كفرة ولكن أنتم!!!!!!!!
أرجوكم ..لا..
ليفعلوا هم بروحي ما يشاؤون.. ولكن
أرجوك .. يا عربي..يا مسلما.. لا تقطع ملامح قلبي والفؤاد ألا يكفيني تمزيق تلك الروح..
ها أنا قد ألقيت بجثتي الهامدة أمامك..
فإن شئت دس عليها معهم..
ومزق جنبات قلبي ..
واخنق نبسات روحي..
ولوث يديك بدم كل عربي ومسلم بأيديهم يقتل ويموت..
وليكتب ملكك كل هذا في الكتاب..
كن معهم في صف واحد..
هاهنا أنت لست بشاهد عيان فقط..
بل أنت الذي تضغط على ذلك الزناد اللعين..
وأنت الذي تقصف الطفولة البريئة بتلك القنابل فيا ويح قلبي ما لهذا الزمان لئيم..
وأنت من يشتت المئات من الأمة من بيوتهم ومنازلهم..
كيف؟؟؟؟ كيف تلامس يدك المؤمنة أيديهم؟؟؟
و تقف مترقبا ظلمة سمائنا في مختلف بقاع المسلمين..وأنت ساكن..
ضعف إيمان هذا ..لا تقل لا أستطيع فعل شيء في حين أنك تستطيع..
نعم... أنت..
فأنت لم تقاطعهم..
لا تستطيع... ذلك رد إنسان ذليل..
ارتضى لأمته المذلة.. وداسها مع الأعداء بحذائه الدميم..
ونسي أنه سيسأل عن ما تنفقه تلك اليد بيوم قريب..
يوم ترعش يداه معترفة أمام البارئ العزيز المنتقم الجبار..
بأنها للعدو أنفقت كل تلك الأموال..
أتدعي حينها أمام خالقك أنك لم تستطع...
يومها لن ينفعك إدعاؤك الباطل..
للبدائل وجود..
ولكن لحججك الواهية تلك لا وجود..
ها هو جسدي قد استلقى تحتك..
إن شئت دسني بقدميك..ودس أمة الإسلام..
وإن أبيت.. انتشلني أخي..بيديك وإلى قبري احملني..
إلى لقاء بارئي خذني..
وكن أنت منقذي المسلم..
هنا فقط سيتوقف قلبي عن النواح..
وسيرتاح فؤادي..
لأنه لا يزال المسلم يعيش معي..
يخطو بخطاه في هذا الصف..
أرجوك أخي.. أرجوك لا تقتلني..
نجمة الهمس
*a