من أسباب المحبة
والمحبة التي أعنيها هي محبة الله لعبده .
قال الله تعالى (( فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه )) آية 54 سورة المائدة .
قال أحد السلف : ليس العجب من قوله يحبونه ولكن العجب من قوله يحبهم .
ومن يتأمل هذه الآية الكريمة يجد عجباً ، فقد قدم الله محبته لهم على محبتهم إياه ، وكأن في ذلك إشارةً إلى أن حبه لهم سابقٌ لمحبتهم له ، وأن حبه لهم هو سبب توفيقهم إلى محبته ، ولو لم يحبهم لما هداهم إلى محبته ، فلله الحمد على لطفه وكرمه و إحسانه .
أخي الكريم .. أختي الكريمة :
لا شك أن كل مسلم حريصٌ على الفوز بمحبة الله فهذه بعضٌ من أسبابها :
- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع الأمور من أعظم أسباب محبة الله ، قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) آية 31 سورة آل عمران .
*************
- والله يحب المحسنين.. قال تعالى : (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) آية 134 سورة آل عمران .
فهل خطر ببال أحدنا أن يُحسن إلى الناس ويعفو عنهم مبتغياً بذلك أن ينال رضا ربه ومحبته ؟
والله يأمر بالإحسان لعباده في القول ، قال تعالى : (( وقولوا للناس حسناً )) آية 83 سورة البقرة .وقال تعالى : (( وأحسنوا إن الله يحب المحسينين )) آية 195 سورة البقرة.
ومن الإحسان لعباد الله تفريج كربهم ومساعدتهم قال -صلى الله عليه وسلم-: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" (مشكاة المصابيح 1/71)
والله سبحانه كريم لطيفٌ بعباده ومن لطفه بهم أن جعل الإحسان إليهم سبباً في مرضاته وعفوه فها هو رجلٌ يتجاوز الله عنه لتجاوزه عن المعسرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا قال فلقي الله فتجاوز عنه )) رواه البخاري .
*************
((والله يحب الصابرين )) ، فلا تتضجر من همومٍ تُصاب بها واصبر لعلك تنال محبة ربك بسبب صبرك ، فاصبر على طاعة الله ، واصبر عن معاصيه ، واصبر على أذى الخلق ، واصبر مجاهداً في سبيل الله .
*************
والله سبحانه يحب التوابين ويحب المتطهرين ، فتطهر من أدران الذنوب بتوبة نصوحٍ تكون سبباً لمحبة الله لك .
*************
والله سبحانه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ، فحدث نفسك بالجهاد في سبيل الله ، وجاهد بمالك ونفسك ، وأدعُ للمجاهدين وكن عوناً لهم بكل ما تستطيع ، وتخلق بأخلاقهم : أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم .
*************
(( والله يحب المتوكلين )) فخذ بالأسباب و توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده.
*************
وتقوى الله من الأسباب العظيمة لمحبته قال تعالى : (( إن الله يحب المتقين )) ، وهي كذلك من أسباب أن يجعل الله للعبد مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ويكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً .
*************
أسأل الله الكريم أن يجعلني وإخواني الذين يقرأون هذا الموضوع ، وجميع المسلمين والمسلمات ممن يحبهم الله ، وممن يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتبعون سنته وهديه ، ويشربون يوم القيامة من حوضه .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه