الى أختي الحائــرة…
أحسستْ بضيق يفـنيها.. وهم يرديها.. وألم يذكيها.. رأيت فيها بأساً وبلاءً.. وتعباً وعناًء.. واعتراضاً على القضاء.
سألتُها: مابالك؟ أما لهذا الحزن انقضاء؟
قالت: انظري الى هذا الفضاء وهذا الرخاء.. أعيشُ عيشة الأغنياء.. لكني ظمأى الى الماء.. الى سعادة غراء.
نظرتْ الى السماء.. وتنفست الصعداء.. قالت في رجاء: كيف أجد سعادتي؟ كيف أحصل عليها؟
فقلت لها: ستجدين سعادتك في رجوعك الى مولاكِ بصدق.. ستجدينها كلما رفعتٍ يديكٍ في ذل ورجاء ترجين رحمته, وتستغيثين من عذابه, ستجدينها قي حفظ كتابه, في شكر عطائه..
ستجدينها في دموع تنهمر من خشيته, ستجدينها في الرضاء بقضائه وعدم الاعتراض على قدره.
أُسَلَّمُ إن أراد الله أمــــــراً
فأترك مــــــا أريد لما يريد
وما لإرادتي وجـــه إذا مـا
أراد الله لــي ما لا أريـــــد
ستجدينها في نفسك الراضية.. في قلبك الصافي النظيف الذي لم يدنس بحــقد أو غل..
ستجدينها في صــدر حنون, وقلب رحيم على يتامى المسـلمين, والأطفال المشردين, ستجدينها في ليل بهيم نام فيــه كل الشياطين, وأنسْت بقربك من الرحمن الرحيم.. ستجدينها في مساعدة المسلمين.. في تقوى الله رب العالمين.
ستجدينها في إعلاء كلمة حق.. في رد ظلم.. ستجدينها في هدف سامٍ تضعينه لنفسك وتحاولين تحقيقه.. ستجدينها في إيقاظ غافل.. في مواساة منكوب.. ستجدينها في إنكار للذات, والبُعد عن الشهوات.. ستجدينها في بسمة ترتسم على شفتي ثكلى.. في فرحــة تعلو وجــه طفلة.. في عبء ينزاح عن كاهل أسرة.
نعم.. هكذا تجدينها.. بعيداً عن المال.. بعيداً عن المنصب.. بعيداً عن الشــــهرة.. بعزيمتك الصـــادقة.. وإرادتك القــوية.. تتــحقق آمـــالك.. وتتلاشى آلامك وأحزانك.