آآآه يا قلمي المسكين..
دوماً تواسي قلبي الحزين..
ترتعشُ على هذه السطور..
سطور..صمتها قاتل..
مثل القبور...
تنزِف هذا الحبر..وهو نزفُ قلوب..
قلوباً تنزِفُ دماً..يسيلُ ليُغطّي الكعوب..
كعوب أقدامٍ..تسيرُ حافيةً..هائمةً لاتعرِفُ إلى أين المصير؟!...
يقودُها ذلك الحزن..وهي كالبلهاء..خلفه تسير...
وأفواهها صامتة..
ودمع العين فوق صخور القسوة..كسير...
وتلك البسمة..بين الشِفاة..محبوسه..
وهذا الفرحُ بين قيود الحزنِ..أسير...
أيُّ أملٍ تتحّدثُ عنهُ أيُّها القلم؟!..
وهذا قلبي في عاصفةٍ هوجاء..تتقاذفهُ الأعاصير...
أيُّ أملٍ تتناقلُ أخبارهُ ؟! وأنت الآن ترتعش وتنقش كلماتي..
ليس من حبرك
لا
بل من فيضِ دمعي الغزير..
فيضٌ لا يكتب عن اليأس..أو عن تلك المدينه..أو حُطام تلك السفينه...
بل عن حزنٍ دفـــــــــــين..سكن في عُتمةٍ سقيمه..
عُتمةٍ أعادت كل ذكريات الزمن الأليمه..
ذكرايَ وذكرى كل إنسانٍ سكب دمعاتٍ حزينه..
كُلَّ إنسانٍ..هزّت مشاعره ذكرى..وحطّمت في قلبه تلك السفينه...
أتقولُ لي..يا نبرة الحُزنِ كفى؟!..
يا همس الجروح..لاتسكُبي دمعكِ..دعي دموع العينِ سجينه؟!...
أنّى لي بحبسها ؟! وهي حبرك..وسرُّ رعشةِ أعماقك الدّفينه...
أرجوك لا...
لا تحكُم على بوحي بالإباده...
فلو صمت بوحي..توقّفت أنت عن الكتابه...
وستسقي دموعي..بدلاً من شعورك وشرايينك..ستسقي تلك الوساده..
أتذكُرُها؟!...
إن قسوتَ عليها..أُقسِمُ أن لا أُشاطِرُك السعاده..
سعادة بثّي همومي إليكَ..لِتكتُبَ تِلك الإفاده...
وسأُنادي بِجرحي..تلك الوساده...
لأحتضنها بكلّ قِواي..فتحنو على دمعي السجين..
دمعٌ نبعهُ ذلك القلب الحزين...
وتمسحُ دمعي بحنان..وتُهدّيء ممّا يبُُثُّها القلب من آهـــات وأنـــــين...
آآآه يا قلبي المسكين..
أسميتُك نبرة حزن..وكذلك همس الجروح...
وها انت الآن..يسكُنُك الحُزُن..وجِراحُ الزمن..وجِراحٌ ألمّت بكلّ روح...
وها أنت يا قلبي الصغير..
تصرُخُ بِها بِصوتٍ كسير..
لِتحنو عليك تِلك الوساده..
ويُباشِرُ قلمي المسير...
..
..
أختكم
همس الجروح