أختي الشابة الصغيره
ذات الرداء المميز في صباحها يكسوه عبير الفطرة والنقاء يعطره إكليل الحياء والوفاء . العالم أمامك ساحة
رحباء فيها الجمال والضحكات وفيها الحزن والدمعات ، تخدع من خدع نفسه بهواها وتخدم من خدم نفسه
بتقاها كوني أنت في مكان يغبظك فيه أهل الأرض والسماء من ذكر وعبادة وصوم وصلاة والحذر ثم الحذر
من مزالق الشيطان مبدا الشيطان أختي في المعصية أراه يبدأ من لعبة في الوقت لا أكثر ثم الترداد للمتعة لا
أكثر ثم الحنين للشئ من باب الأعتياد لا أكثر ثم ترسيخ من غلبة الهوى والنفس وهنا فاز الشيطان بك
وألقاك ِ في الضلال و أكثر ومجاهدة النفس تسوق العبد نحو الذنب والتوبة الذنب والتوبة فأصري دوما على
التوبة وأعلمي أنك في دنيا ماخرج منها نبي ولا صالح ولا عابد ولا فاجر ٌ إلا بذنب يستغفر الله منه ورفع الخطأ
إن وقع الأنبياء كرامة لطيب اللسان بذكر الإستغفار للزوم التوبة بعظيم الإيمان .
فلا يغرنك إحساس الجمال داخلك وطلب الفؤاد شريان حياتك المغمور بين صفحات الغيب من العبث ، فما جنى
المزارع العابث في دنياه غير الدمار !! فلا حصاد جنى ولا أكباد له شبعت ولا عمرا له مطمئن ومستقبل
غائب فلا أرض له يجني خيرها ويرجاها في حياته ما بقي ساهيا ً لا هيا ً على نفسه ، نعم هكذا هو الدمار
لرب عصيته وهكذا هو الدمار لوقت أضعته وهكذا هو الدمار لنفس ظلمتها وهكذا هو الدمار لأسرة آمنت
بإخلاصك لها . فقفي اليوم على عتبة الدنيا وأصرخي وقولي بأعلى صوتك أنا من تنشد بقول عمر نحن قوم
أعزنا الله بالإسلام
وقفي على مشارف الأنهيار في المجتمعات وأعرضي وقولي بأعلى صوتك أنا من تربت في بيوت أذن الله أن
ترفع ويذكرفيها أسمه
ثم قفي مع نفسك وأصرخي بصمت حاد يكسر جدار الغربة بينك وبين الرحمن وقولي
إن الذين قالوا ربنا الله ثم أستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة الذي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم *
فلا تتجردي بعد هذا كله من القيم والمبادئ الدينيه والله تولاك ورعاك وتعهد بحفظك ما حفظته ساعة من نهار
فإن خضت يوما ما صغيرتي ونجوتي فهذا ليس لأنك ماهرة وعبقرية وقوية ، لا لأنه لا يوجد أنثى مهما
عظمت بالقوية قوية ولا يوجد أنثى مهما بلغ ذكائها ذكية ولا يوجد أمام كلمة الخاطر سلطان جائر يردعها
وأعلمي أن نجاتك هي بداية الطريق نحو شق طرق الحياة بثبات أكبر ونضج لك أكبر من سنك صغيرتي ولأن
الله ربك أحبك وجعل لك طريق تعرفين وجوده في نفسك أكثر و أكثر هذا ماأراه في فؤادي ينبض لك
وأختمه بقولي عاش الذئب عشرين عاما ً أخا ً للنعجة وهي في ستار وهو في ستار فما إن تلاقيا حتى كشر الذئب وأناخ راجيا ً سلامها فما إن رحبت به حتى قال : أنت لي خلقتي والجوع قاتلي ما لم أقتلك ولم يهتم بمبدأ الإخاء خلال الجوع والعطش المميت لديه فأكلها
منقول
العرض العادي
