فاجاني صوت جهاز المناداه....ايقظني من احلام اليقظه التي اعتدت ان اختلي بها مع نفسي كلما سنحت لي الفرصة....نظرت للرقم فإذا به رقم جناح 13(قسم النساء و الولاده )بالمستشفى الخاص الذي اعمل به....هرعت لجهاز الهاتف و كلي امل بأن النداء لخير ان شاء الله....
جاوبتني الممرضه..لو تكرمتي دكتوره(----)اتتنا حاله من الطوارئ و نود لو انك تاتي لعمل اللازم....سررت بالمكالمه فلم تكن طارئه انها حاله عاديه(الحمدلله) طلبت من الممرضه عبر الهاتف ان تمهلني ربع ساعه لاصلي و انزل الجناح.....
بعد الصلاه...هرعت لالبس الرداء الابيض ....اخذت قلمي و عدتي و هممت بالخروج .....و ياليتني لم افعل....
انفطر قلبي لسماع صرخات مدويه في الجناح الذي كنت اجلس فيه....لا اعرف مصدر الصوت ....اهو يمين ام يسار ....قادتني خطاي لمكتب الاستقبال و إذا بي اراها ...امراة في خريف العمر شاحبه...تولول...ذهابا و ايابا تصرخ....فؤادي فؤادي قد قتل.....
لم اقوى على الاقتراب منها....حبيبتي كنت اقول في داخلي .....ادرت وجهي و هممت بالخروج من الجناح و لكن الموقف الذي رايته قد اشعل نيران الفضول بداخلي....عدت ادراجي و خطاي ثقيله ليست كالعاده....سالت الممرضه المسئوله بذاك القسم عن الحاصل...اخبرتني و الدمع يترقرق في عينيها انه الشيخ احمد قد مات.....
تحجرت الدمعه في عيوني...لم اكن اعرف ذاك الشيخ كثيرا و لكن حصل لي ان داويته عدة مرات او مررت بسريره مرارا عندما كنت بالجناح...ذاك الرجل الذي ترتسم على ملامحه السكينه و البؤس انتقل للدار الآخره....
نظرت لزوجته و هي تولول ....تصرخ فؤادي فؤادي .....تركتني وحيده... لا اقوى على فرقاك.... عد الي اني بعدك مهزومه....
كان بودي لو اني اقترب منها و احضنها و اربت على ظهرها و لكن......عجزت !!!!
نعم انفطر فؤادي ....بكيت في سكوت....
يرحمك الله يا شيخ احمد و اسكنك الرحمن فسيح جناته ....و انار لك قبرك و غفر لك ذنبك...
مع محبتي,
جـــــــــود