لما تولى العبيديون - الروافض - عرش الخلافة .. عم فسادهم في الأمة .. و نشروا مذهبهم الباطل .. بل ادعى بعض ملوكهم الربوبية .. حتى قال شاعرهم مادحاً احد ملوكهم
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ***** فـاحكم فـأنت الـواحد الـقهار
و كـأنـما أنــت الـنـبي مـحمد ***** و كـأنـما أنـصـارك الأنـصار
خرج هذا الوالي للناس في يوم محفل له .. و كان من أيام الصيف .. فرأى الناس عجباً .. رأو الذباب يحط على وجه الخليفة .. فيهشة و يعود .. فيبعده الجنود فيطير .. و يعود .. و استمر المر حتى لفت الأنظار ..
و كان بين الناس قاريء .. حسن الصوت .. ورع .. لا تأخذه في الله لومة لائم .. استغل الموقف .. فاستعاذ بالله من الشيطان و قراء بصوت جهوري .. يسمعه الناس .. " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب "
فثار الناس .. و كأنما أنزت عليهم هذه الآيات في تلك اللحظة .. و هجموا على الخليفة .. حتى سقط من كرسية .. و ولى هارباً لا يلوي على شيء ..
ثم سأل الخليفة عن هذا القاريء .. فقربه إليه .. و أمّــنه .. فلما اطمأن له .. أرسله في مهمة عن طريق البحر .. و أوصى من معه في السفينة إذا توسطوا في البحر أن يلقوه ..
و في ليله مظلمة .. تلاطم فيها الموج .. قام ربان السفينة إليه فألقاه في البحر فمات .. فرآه أحد أصحابه في المنام يقول : و الله ما قـصـّـر معي ربان السفينة .. لقد أوقفني على أبواب الجنة .
تردى ثياب الموت فما أتى لها الليل *** إلا و هــــي مــــن ســنـدس خــضـر