۩ عيد الحب و الحب فى الإسلام

[قلب الزهـــور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عيد الحب و الحب فى الإسلام

عيد الحُب حَديث الشباب هَذه الأيام , الكَلام عن الإحتفالية بعيد الحب
أو الـ " valentine day " وتبادل الورود والهدايا بين الشباب فى هذا
اليوم ويلبسون الاحمر ومحال الحلويات تصنع حلويات باللون الاحمر وترسم
القلوب والورود وتكثر كلمات الحُب والغّزل وتمتد الأمور إلى الحفلات
والسهرات والموسيقى وما إلى ذلك , بعيداً عن التفصيل فى حُكمِ كٌلِ ما سًبق
من هذه الأفعال .
نقول فى حكم عيد الحُب او الإحتفال بهذا اليوم , بأن الله سبحانه وتعالى
شرع للمسلمين فقط الإحتفال بعيدين هما عيد الفطر والأضحى وعلى ذلك
تواترت النصوص والأدلة واجمعت الأمة بأن غير هذه الأعياد من إحتفالات
بأحداث او ايام تتعلق بشخص او جماعة او اى معنى من المعانى وتخصيص
يوم للإحتفال بها بشكل معين وإظهار الفرحة فيها بدعة محرمة .
تحريم عيد الحُب ليس لأن الإسلام يرفض مبدأ الحب والتواد بين الزوجين
او ان يهدى أحدهما إلى الآخر هدية بين الحين والآخر وليس يقول بأن
الدين الإسلامى يمنع الزوجين من ان يقيما احتفالاً ببيتهما يحتفلا بحبها
ويدخلا السرور إلى منزلهم , حتى لا يقول أحد ان الدين الإسلامى يمنع
هذه الاشياء , او ينمع الخاطب ان يرسل هدية لمخطوبته فى فترة الخطوبة
التى شرعت فى الإسلام ولكن فى حدود الشرع والدين .
إنما التحريم هنا للإحتفال وتخصيص يوماً محددا والتقيد بعادات و أعياد
غير المثلمين والتشبة بقوم غير اهل الإسلام والتعدى على حدود الله
{ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ }
فالإحتفال بعيد غير عيد المسلمين إثم كبير وكونه من عادات أو أعياد
المسلمين وتشبهاً بأهل الكفر فهو إثم فوق الإثم , فالتشبه بأهل الكفر يعد
من باب الموالاة لهم , ومن تشبه بقوم حشر معهم ,
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من تشبه بقوم فهو منهم )
وعيد الحب ليس بعيداً عما ذكر فهو من ابتداع أهل كفر فعيد الحب أصله
يعود إلى الوثنية والنصرانية فى الرومان نسبة إلى قديس قسيس وثنى إسمه
فالنتين وهو يعود إلى الاساطير الوثنية الرومانية والتى ورثها من بعدهم
النصارى ومن هنا أًصبح التقليد فى عيد الحب هو اتباع وتقليد لأهل الكفر
فى امور عقائدية وهو اشد وأخطر وأكبر إثماً .
وحتى لا يلتبس الامر على أحد فعيد الحب يدعوا ظاهرة إلى التوادد والتآخى
والتراحم والحب بين الناس ولكن ليس يخفى على أحد ان يوم يخص الآن
للشباب والمراهيقن من الذكور والإناث لتبادل بطاقات الحب وإتخاذ الأخدان
وارتكاب المعاصى ووسيلة لنشر الرزيلة فى المجتمع وسريانها كسريان
النار فى الهشيم فما يحدث فى هذا اليوم فى كثير من البلاد العربية وغيرها
خاصة البلاد المتحدثة باللغة الإنجليزية , وهو وسيلة لنشر الفاحشة وخدش
الحياء عند ابناء وبنات المسلمين , فشتان شتان بين الإسم والمسمى
وبين التعريف والمضمون .
ونحن كمسلمين لا ننكر الحب ولا نجهل به بل ان الدين الإسلامى هو أكثر
دين فى الخليقة يحث على الحب والتوادد والتراحم والتآخى ,
وأكثر دين يأمر الرجل بأن يحب زوجته ويأمر الزوجة بأن تحب زوجها
ولو اتبع المسلمين دينهم حقاً لكان كل اسرة وكل زوج وزوجة في بيتهم
كل يوم عيد حب , والحب فى دين الإسلام اشمل واعم واجمل فالحب
فى شريعتنا ليس قاصراُ على الحب بين الرجل والمرأة ,
بل الحب يشمل كل انواع المحبة والتواد والتاخى والقيم الجميلة
فى دين الإسلام .
ختاماً انصح كل الشباب المسلم من الإخوة والأخوات ان لا ينساقوا وراء
الكلمات هذه فديننا لم يحرم علينا الحب فى إطار الشريعة ومرضاة الله ,
وانصح شبابنا وبناتنا الأتقياء والعفيفات ان لا يجعلوا من شعائر اهل الكفر
عيداً لهم وان لا ينساقوا وراء كل شئ دون التبصّر فى دينهم ومعرفة آله
ومآلة فى دين الإسلام , أحبوا زوجاتكم أسدوا لهم الهدايا وأحبوا اهليكم
واقاربكم , فالتكن كل ايامكم حب ومحبة ولكن ليست تقييداً او تقليدا لعادات
كفر وضلال ودونما الوقوع فيما حرم الله ,,