الموقف الأول: ( يوم عرفة ) ..عفاف حتى الكبر) ..
امرأة عجوز كبيرة في السن ، و جدتها متلثمة في أيام الإحرام و هي تقرأ القرأن في ساحة المخيم ، بحيث أن المخيم يكون مغلق و يمنع دخول الرجال ، أخبرتها بأنه لا يجوز للمرأة بأن تتنقب في أيام الإحرام ، قالت لي بأنها تخشى أن يراها رجال و أشارت على قمة جبل بعيدة ، فهي تخاف بأن يكون هناك رجال و يرونها إذا صعدوا هناك ، قلت سبحان الله و الله أكبر إمرأة عفيفة حتى الكبر ، تخشى بأن يراها الرجال و هي أمرأة عجوز ( أسأل الله لها الثبات ) ، فأين الفتاة المتبرجة من تلك المرأة العفيفة . نسأل الله أن يرد شباب و بنات المسلمين إلى دينه ردا جميلا .
الموقف الثالث : (الطفلة الداعية )..
اجتمعنا في ذلك اليوم لنسمع محاضرة ألقتها إحدى الداعيات ، كانت المحاضرة في قمة الروعة ، و تأثر الحضور كثيرا جزاها الله كل الخير و بارك الله فيها ، أخبرتنا الداعية عن قصة الطفلة الصغيرة من الرياض ، و التي عمرها خمس سنوات ، هذه الطفلة شاهدت امرأة و ذهبت خلفها و قالت لها أنت ستدخلين النار ( لا أذكر هل هذه المرأة جارتهم أم رأتها في الشارع ) ، خافت المرأة و سألت الطفلة الصغيرة و لماذا أدخل النار ، قالت لها الطفلة الصغيرة : لأنك تلبسين عباءة الكتف ، و في اليوم الثاني لبست المرأة عباءة الرأس ، و قالت لها الطفلة الصغيرة : أنت ستدخلين الجنة لأنك لبست عبائتك على رأسك ، فسبحان من وعظ هذه المرأة على يد تلك الطفلة الصغيرة ..
المفاجأة التي لم نكن نتوقعها أن والدة الطفلة الصغيرة كانت من الحاضرات ، و قالت هذه ابنتي ، ذهل جميع الحاضرون و هنأت الداعية تلك الأم الفاضلة التي غرست حب العقيدة في ابنتها ، غرست فيها حب الأمر بالمعرف و النهي عن المنكر .. نسأل الله أن يصلح أبناء و بنات جميع المسلمين ..
الموقف الرابع : ( لا يمنع الكبر في السن من الدعوة إلى الله) ..
ألقت إحدى الداعيات محاضرة عن أهمية الدعوة إلى الله ، عن كيفية تحويل مجالس النساء إلى مجالس يذكرن فيها الله تعالى ، بدلاً من مجالس الغيبة و النميمة ، عن أهمية الاستفادة من الوقت و عدم تضيعه، عن أهمية الكلمة الطيبة و أثرها في نفس الإنسان ، وضرورة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، جزاها الله خير و بارك الله فيها ، فقد أثرت كثيرا في الحضور ..
بعدما انتهت المحاضرة رأيت نساء كبيرات في السن ذهبن للداعية و سألنها كيف يدعون إلى الله بالكلمة الطيبة ، ما هي الأشرطة التي يستطيعون سماعها و تلخصيها في المجالس ، بحيث تسمع المرأة الشريط و تحاول أن تخبر بفائدته في المجالس .. سبحان الله و الله أكبر .. فقد كان الموقف بالفعل مؤثر ، أن ترى كيف تحرص هذه المرأة الكبيرة في السن مع رفيقاتها بإفادة غيرها لتنال الأجر و الثواب من الله ، و غفل الكثيرون عن هذا من صغار السن ، نسأل الله لهن الثبات ..