وهل الله يحتاج إلى من يساعده؟
حاشا لله جل فى علاه
إذاً كيف ننصر الله؟
ننصر الله على أنفسنا فلا نتبع ما تهوى الأنفس
وما تميل إليه الأهواء وننصر الله بأن نمشى على الشريعة السمحاء
التى أنزلها فى كتاب الله والتى أرسل من أجلها لإبلاغها رسول الله
فإذا قضينا على هذا الأمر ولم نجعل للنفس علينا سلطاناً
ولم نأتمر بأمر الهوى ولم نتبع الشهوات الجامحة
والرغبات التى نهى عنها الله من طلبات النفس
وهى التى تسعى فى خلاف الله وقال فيها الله جل فى علاه مبيناً
شأنها فى عبارة جامعة
إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}
النفس هى
كل أمر بشر أو ضر أو سوء فى داخل الإنسان فإذا أُمرت فى داخلك
أو سمعت نداءاً فى باطنك وأردت تحقيقه بأعضاءك وجوارحك وظاهرك
فهو من النفس قد تطلب منك النفس أن تغش فى الكيل والميزان
وقد تطلب منك النفس أن تكذب فى موضع نهى الله فيه عن الكذب
وأمر فيه بالصدق وقد تطلب منك النفس أن تهضم الزوجة حقها
وقد تطلب منك النفس أن تجور على الجار
وقد تطلب منك النفس أن تورث أبنائك
وأنت حى فى الدنيا وتفرق بينهم فى العطاء فتعطى لهذا لأنه يتزلف لك
وتمنع هذا لأنه بعيد عنك فكل ما تحض عليه النفس هو السوء والفحشاء
وما يخالف شرع الله وما نهى عنه حبيب الله ومصطفاه
صلوات ربى وتسليماته عليه ولذلك مدح الله الذين يمتنعون عن تنفيذ
أوامر النفس انتصاراً لشرع الله وينفذون ما أمر به الله وإن كان فيه إغضاب للنفس
لأنه مخالف لها فقال الله فى قرآنه الكريم
{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}
فجعل الله للإنسان فى نفسه عدو مبين قال فيه التقى النقى النبى الرءوف الرحيم
صلوات ربى وتسليماته عليه
{لَيْسَ عَدُوُّكَ الَّذِي يَقْتُلُكَ فَيُدْخِلَكَ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَإِنْ قَتَلْتَهُ كَانَ لَكَ نُوراً
وَلكِنْ أَعْدَى الأَعْدَاءِ لَكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ}
1-لأنها هى التى تزين للإنسان العصيان وهى التى تأمره بما نهى عنه الرحمن
وتأمره بالعمل بما يخالف نهج النبى العدنان وأمرنا النبى
وأمرنا الله تعالى بوضوح كامل أن نخالف النفس وأن ننصر شرع الله تعالى
وأن نعمل بأمر الله وأن ننفذ سُنة رسول الله صلوات ربى وتسليماته عليه
فإذا نصرنا الله أى أقمنا شرع الله وعملنا بما طلبه الله وقمنا بما كان عليه
حبيب الله ومصطفاه نَصَرنا النصيرعلى أعدائنا وعلى كل أعداء الله
وجعل الله من كل ضيق فرجاً وجعل لنا من كل بأساء وشدة مخرجاً
ورزقنا من حيث لا نحتسب
وليس هذا فقط لأن عطاء الله لا حد له ولا رد
فالله جعل الرزق لأهل الأرض جميعاً بالأسباب
إذا سعوا فيها جنوا ثمار السعى وجعل الرزق للمؤمنين الذين يقيمون شرع الله
ويتأسون بحبيب الله يتعدى حدود الأسباب ويجعله لهم ممتداً بغير حساب،
قال فيهم سبحانه
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
جعل الله لأهل التقوى رزقاً ليس عن طريق الحسابات العقلية الدنيوية
ولكنه عن طريق العطاءات والألطاف الخفية الإلهية
يتبع