كونــوا كالطيــر
ما أعذب زقزقة العصافير، وما أعجب تحليقها في السماء، وبسط أجنحتها وقبضها،
ما أحكم صنع الله، وقد أمرنا الله سبحانه أن نتأمل في هذه الآية
بقوله تبارك و تعالى :
{ أَوَلَمْ يَرَوْاإِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ
مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }
﴿الملك: ١٩﴾
وقال سبحانه وتعالى:
﴿النحل: ٧٩﴾
إن قلب الطيور يشبه تماماً قلب الثدييات، فهو يتكون من أربع حجرات:
اثنتان إلى اليمين، واثنتان إلى اليسار، والناحيتان منفصلتان تماماً، وهو كبير نسبياً،
إذ يزن قلب طائر ضعف حيوان ثديي يعادله في الوزن،
والقلب في الطيور يتوسط التجويف الصدري وأكثر انحرافاً لناحيتي اليمين والخلف
من موضع القلب في الثدييات.
وصف الرسول عليه الصلاة والسلام قلوب أقوام من أهل الجنة بأن قلوبهم كالطيور،
فقال كما في صحيح مسلم:
( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير)
الراوي : أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة
خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقد ذكر النووي والقرطبي وغيرهما أن المراد بذلك أمور منها:
أن قلوبهم كالطيور من حيث الرقة والرحمة وخلوها من الذنوب وسلامتها،
أو مثلها في رقتها وضعفها ,
أو الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفا وفزعا
قال عليه الصلاة والسلام:
( لو أنكم كنتم توكلون علىالله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير ،
تغدو خماصا ، وتروح بطانا )