أحلام الفقراء
لكل شخص في الدنيا أحلام و رؤى تتعلق بنظرته للحياة ..
بل و حتى مستوى تفكيره ..
فغالباً الطفل الصغير يريد أن يكبر .. و هو شئ بديهي أن يكبر ..
لكن أن يكبر و يصبح طبيب أو مهندس أو أو ...
و الرجل الكبير في السن " الشايب " يتمنى أن يتزوج مرة أخرى ..
و كأنه يعتقد أن زوجته الأولى ما زالت معجبة به .. فربما هي
أيظاً لو أتيح لها المجال بالتعدد لتمنت أن تتزوج بآخر ..
و رجل الأعمال الصغير يريد أن يزيد تجارته و يوسعها .. و صاحب
الشقة يريد فيلا فخمة .. و صاحب الفيلا يتمنى لو كان لديه قصرٌ
يستمتع فيه مع أبناءه ..
و الفتاة السمراء تريد أن تصبح بيضاء و ذات شعر أشقر .. و البيضاء
تحسد السمراء على سمارها و تتمنى لو كانت مثلها .. و القبيحة
تتمنى لو كانت جميلة و الجميلة تتمنى لو أنها أجمل امرأة ..
و الشباب ..
فصاحب الكامري يريد لكزس و صاحب اللكزس يريد بي ام ..
و هكذا ... تمضي الدنيا بأحلام و أحلام ..
و كأننا نعيش في الدنيا لنحلم و نحلم .. و فقط ..
و الطرافة في الأمر ..
أنه بعد مرور السنوات نجد نفس هؤلاء الحالمين في ذات المكان ..
فلماذا لا يقنع الإنسان بما آتاه الله ..
و يحمد الله على أنه لم يكن أقل مما هو عليه ..
فتهدأ نفسه و يرتاح باله و يطمئن ..
بل مع مرور الوقت يشعر بمدى النعمة التي ينعم بها ..
و يستشعر السعادة في هذا الرزق من الله ..
و هذا لا يمنع من المناضلة في سبيل هذا الحلم لكن أيظاً أن
لا نسلم أنفسنا للأحلام و الطموح الزائدة .. فلنكن واقعيين قليلاً ..
فدائماً اندهش لطموح البعض في أشياء صعبة الحدوث ..
هذا إن لم تكن مستحيلة ..
فلا أملك إزاء تفكيرهم الأفلاطوني و أحلامهم الوهمية سوى أن أحمد
الله على أني لست حالمة مثلهم .. بل أريد أحلاماً تتحقق و فقط ..
فأحلامهم أشبه ما تكون بأحلام الفقراء ..
منقول
مع خالص تحياتي وتقديري